تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل لأمريكا دور في إسقاط بن علي


ظلال السيوف
21-Jan-2011, 07:45 AM
قال المفكر التونسي أحميدة النيفر أن موقع ويكيليكس، بما كان ينشره من وثائق سرية أمريكية رسمية، قد "أصدر حكما" من واشنطن بضرورة رحيل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، الذي فر خارج البلاد تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها تونس في الفترة الأخيرة.وأوضح النيفر في حوار خاص أجرته معه شبكة "أون إسلام.نت" السبت 15-1-2011: "أن إحدى تلك الوثائق قد أشارت إلى توصية صدرت منذ نحو عامين من السفير الأمريكي في تونس بأن "أي تغيير إصلاحي حقيقي لن يحدث طالما بقي الرئيس التونسي بن علي في السلطة..ونحن بانتظار رحيله"، ما يؤشر على وجود أياد خارجية دفعت باتجاه الإطاحة ببن علي.واعتبر المفكر التونسي أن الطبقة المتوسطة قد "حملت لواء الثورة"، وأنها "العنصر الرئيسي في الانتفاضة الشعبية وسقوط بن علي بما تحمله من خصائص تحول جديدة استمرت على مدى سنوات، فضلا عن قدرتها على التغلغل داخل القرى والمدن التونسية والتأثير فيها، وهو ما ساعد على السقوط السريع للرئيس التونسي الهارب".
وعن خفايا فرار بن علي وأسرار سقوطه السريع بعد ساعتين فقط من خطاب تليفزيوني لبن علي، وعد فيه الشعب التونسي بإصلاحات جذرية، رأى المفكر التونسي أحميدة النيفر أن ذلك يرجع إلى عاملين اساسين أحدهما خارجي وتشير إليه "ما سربته وثائق ويكيليكس فضلا عن الضغوط الخارجية بعد السياسات القمعية التي اتخذتها السلطات الأمنية"، والآخر محلي وطني ويتمثل في "الطبقة المتوسطة التي صنعت الثورة، وهي سر نجاحها في نفس الوقت".
وفيما يتعلق بالعنصر الخارجي، أشار النيفر إلى أن هناك "إشارات واضحة على وجود أياد غربية وأمريكية ساهمت في تأجيج الاضطرابات الشعبية وساعدت في سقوط بن علي".

واستشهد النيفر بإحدى البرقيات التي سربها موقع ويكيلكيس مؤخرا، والتي أشارت إلى ما قاله السفير الأمريكي في تونس روبرت جوديك "إنه لا يتوقع أي تغيير إصلاحي في تونس طالما أن الرئيس بن علي موجود في السلطة".

ورأى النيفر أن هذه الوثيقة كانت بمثابة "حكما بالسقوط على بن علي قبل هروبه"، وهي "إشارة لتخلي" الغرب وبالذات الولايات المتحدة عن بن علي الذي أثبتت التجارب أنه ليس باستطاعته تحقيق ما يطلبه الغرب من إصلاحات سياسية، وأنه لم يعد "حليفا مفيدا سياسيا للغرب ويجب أن يذهب".

ولفت المفكر التونسي الانتباه في السياق نفسه إلى "الخطوات الأخيرة للاتحاد الأوروبي للدخول في مفاوضات مع تونس لمنحها رتبة "الشريك المتقدم"، وهو ما لم يكن ليحدث إلا في وجود إصلاحات سياسية ملموسة".

وورد في إحدى الوثائق السرية الأمريكية التي سربتها موقع ويكيليكس، وتحمل عنوان (تونس المضطربة .. ماذا ينبغي أن نفعل؟)، وتعود ليوم 13 – 7 – 2009 والصادرة من السفارة الامريكية في تونس، قول السفير الأمريكي في تونس روبرت جوديك إن "التغيير الحقيقي في تونس سوف يحتاج إلى إنتظار رحيل بن علي".

وأكد جوديك في البرقية أن "معظم المواطنين هناك (تونس) يشعرون بالإحباط بسبب غياب الحريات السياسية، وإرتفاع مستوى البطالة، والفساد في السلطة، وعدم المساواة، فيما يشكل التطرف تهديدا متواصلا، والرئيس بن علي على أعتاب الشيخوخة، ونظامه متصلب ولا توجد مؤشرات واضحة حول خليفته المنتظرة ، والنتيجة: تونس مضطربة، وعلاقاتنا معها أيضا".

الجدير بالذكر أن رد الفعل الأمريكي على الأحداث في تونس جاء سريعا، بعد إعلانه التأييد لحرية وكرامة الشعب التونسي وحقه في إختيار زعمائه، في الوقت الذي كانت فيه طائرة بن علي الهارب تتطوف وتتنقل للبحث عن بلد يوافق على استضافته، مما يوحي بأنه ترجمة حرفية للبرقية المسربة، والمتعلقة بإستحالة الإصلاح في تونس في ظل وجود بن علي.

ويمكن تفسير التحول في الموقف الأمريكي تجاه بن علي بأنه يرجع لعدم قناعة واشنطن بقدرته على مواجهة التطرف، كونه أصبح سببا للتطرف في حد ذاته بممارساته القمعية وتزايد النفور الشعبي منه، وهو ما عكسته بشكل ضمني تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الخميس الماضي في الدوحة بتحذيرها الحاكم العرب من أن سياسة الجمود التي يتبعنونها وتورطهم في الفساد سيتيح الفرصة للمتطرفين كي يملأوا الفراغ الحاصل في المنطقة.

منطق الديكتاتور. وبالنسبة للعنصر الداخلي، قال النيفر "أن عدم إدراك الرئيس التونسي السابق لطبيعة الشعب التونسي، وخاصة الطبقة المتوسطة، ساعد كثيرا على السقوط السريع لبن علي". وأوضح أن الذي جرى في أوائل الانتفاضة من "محاولات السلطة لفرض التخويف والترويع الذي وصل إلى حد التقتيل في الشعب التونسي لم يؤت بثماره، فالرئيس التونسي لم يكن يتصور أن فكرته عن الشعب سوف تتراجع أمام ردود الأفعال الشعبية الضخمة التي حدثت". وأصبحت فكرة أن القانون سيأخذ مجراه – والكلام للنيفر- غير ذات معنى بالنسبة للشعب الذي فقد الثقة بالنظام الحاكم، وأثبت خطأ وجهة نظر بن علي في الشعب التونسي، حيث "تصور بن علي أن الشعب ضعيف وأنه يمكنه تجاوز هذه الحركات الاحتجاجية من خلال الأساليب القمعية".

وعن عوامل النجاح السريع للثورة التونسية، قال المفكر التونسي النيفر أن هناك "عوامل محلية وطنية تتمثل في الطبقة المتوسطة، وهي العامل الأول في هذه الثورة ".وأوضح ان " الطبقة المتوسطة لم يعد لها قدرة على قبول الاستمرار في الأوضاع الاجتماعية السيئة من بطالة وظروف معيشية صعبة وعدم قدرة الشباب على تحقيق نفسهم سياسيا". وزاد النيفر "هناك انعدام ثقة بين الطبقة المتوسطة في تونس وبين السلطة الحاكمة، وفجوة انعدام الثقة استمرت في الاتساع تتدريجيا مع مرور السنوات، ومع وجود صحوات على استحياء".
وعن التأثير التراكمي لتلك الصحوات أضاف النيفر "استمرت تلك الصحوات كل واحدة منها تلو الأخرى بصورة تراكمية حتى وصلت الأوضاع إلى قطيعة تامة بين النخب الحاكمة والمجتمع المدني وهو ما وصل بالأمور إلى حيث ما نراه الآن".
واستمرارا لإبراز دور الطبقة المتوسطة في الثورة التونسية أوضح المفكر التونسي، أن "العامل الشبابي كان له دور هام في نجاح الانتفاضة التونسية".وقال "إن نسبة عالية من الشباب المتعلم والمتسلح بالمعرفة التكنولوجية، وهو أيضا عماد الطبقة المتوسطة التي تعاني من البطالة والظروف المعيشية القاسية والتجاهل من جانب السلطة وتمثل نسبة كبيرة منه، تفاعلت مع التقنيات الحديثة وتواصلت مع أقرانها". وأكد النيفر على "عنصر المعلومات والتواصل السريع الذي كان له دورا هاما ومؤثرا جدا في الحركة الشعبية والتي لم يفهمها النظام ويحاول استيعابها قبل فوات الآوان"، موضحا ان "التواصل السريع يقتضي في المقابل استجابة سياسية سريعة وحاسمة من السلطة وهو ما لم يحدث"وأضاف المفكر التونسي أن لأسباب وعوامل نجاح الثورة، بعدا أخر يراه النيفر ذو أهمية قصوى وهو "انتشار الطبقة المتوسطة داخل المجتمع التونسي بصورة كبيرة" . وأشار النيفر "إلى أن الطبقة المتوسطة في تونس قد تختلف عن نظيرتها في عدد من المجتمعات العربية الأخرى من حيث أدراكها بالحاجات الاجتماعية والسياسية"

وأوضح المفكر التونسي أن "الطبقة المتوسطة في السنوات الأخيرة بدأت تقوى شيئا فشيئا بعد أن كانت أضعف في السابق، وأصبحت لها مستوى معرفي وعلمي أعلى وإدراك للصعوبات والمشاكل السياسية والاجتماعية والوعي بالوضع السياسي القائم، الذي يجعلها جديرة لعمل ثورة، وتغلغلها داخل القرى والمدن ساعد على انتشار ونجاح الثورة بشكل سريع".
واستدرك النيفر قائلا "ولكن هذا لا يعني أن الطبقات الرئيسة لم يكن لها دور، ولكن صاحبة لواء الثورة كانت هي الطبقة المتوسطة عبر الجهود الكبيرة المبذولة من جانبها".
وأضاف المفكر التونسي إلى أهمية العامل المتمثل في الفراغ السياسي الموجود في ظل عهد الرئيس الهارب بن علي فقال: " الوضع أصبح يعبر عن عدم وجود دولة بالمفهوم الكامل، فلا يوجد نظام جامع يسمى دولة بالمعنى المفهوم".
وعن دور الجيش في الثورة التونسية، قال النيفر أن "الجيش لم يكن دوره رئيسيا أو كبيرا، أو قل لم يكن دوره قياديا فيما حدث بالرغم من أنه أحد الرموز الوطنية في الأحداث الأخيرة". وأضاف النيفر "فيما أعلم أن الجيش لم يرد أن يضع نفسه في مستوى وطنية أقل مما يجب أن يكون عليه مع الثائرين، لذلك وضع هدف له وهو حماية كرامة الوطن والمواطن في آن واحد". وزاد "لذلك فإن القوات المسلحة في تونس وجدت أنه من الضروري أن تتفاعل مع المجتمع اكثر مما تقمعه وهو ما لم تتفهمه السلطات الأمنية في تونس". واستشهد النيفرة بموقف أحد قيادي الجيش التونسي عندما رفض إطلاق النار على المتظاهرين بعد أن أُمر بذلك، إلى الحد الذي خُير بين فعل ذلك أو الاستقالة، فاختار الأخيرة.
وعن مؤشرات الفوضى في المرحلة المقبلة أوضح النيفر أنه "لا يتصور أن الاضطراب الأمني سوف يستمر، لأنه ليس عاما ويتعلق بمناطق معينة فقط"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "بعض المناطق معرضة للخطر لأن الجيش والأمن غير موزعين بدرجة متساوية في جميع المناطق".
وعن مستقبل الوضع السياسي في تونس، رأى النيفر إنه من المؤكد "أن الإسلاميين سيكون لهم دور بارز وأكثر اتساعا في المرحلة القادمة"، مشيرا إلى أنه "لا مفر من حدوث ذلك، فمن "الغباء السياسي" تكرار تجربة بن علي، فمن العوامل التي أدت إلى سقوط النظام هو احتفاظه بمطلق السلطات، لذلك لا بد من مفاوضات بين جميع الأطراف". ورجح المفكر السياسي " وجود نوع من الوفاق بين النخب السياسية في تونس، مع صعود الخطب والإيديولوجية الإسلامية" مستقبلا، مطالبا النخب الحاكمة ان تضع "نموذج بن علي حاضرا في الأذهان، والاستفادة مما حدث". ووجه النيفر إشارة "ويكيليكسية" أخرى إلى "ضرورة أن يعي الحزب الحاكم وكل مسئول في تونس أنه أمام تحديات الداخلية والخارجية"، مستشهدا بما ذكرته أحد برقيات ويكيليكس المسربة من "أن السفير الأمريكي في تونس نقل عن الرئيس الهارب زين العابدين بن علي تخوف الأخير من صعود الإسلاميين في مصر وتسلمهم مقاليد الحكم".واعتبر أن ذلك يوضح "الغيبوبة السياسية" التي كان عليها بن علي "الذي تصور أنه يتفهم الأوضاع والتحولات القائمة لطبيعة الإسلاميين في مصر، ولم يدرك طبيعة أو دور الإسلاميين في بلاده"!.

!! . مــآجـد . !!
22-Jan-2011, 06:13 AM
لا تعطونا امريكا اكبر من حجمها

محاربة الاسلام والظلم والقهر و اللي عاشه الشعب التونسي
هو اللي اسقط النظام الطاغوتي .. !

أبو عبد الملك الرويس
22-Jan-2011, 01:29 PM
هل لأمريكا دور في إسقاط بن علي ؟

بعد إرادة الله وقدره الإجابة بنعم . ولا شك في ذلك ، فحاله قريب من حال ياسر عرفات ، وحال صدام ، مع الفارق الإيجابيّ لصالح هذا الأخير ؛ فما هو وهما إلا حجر شطرنج ( جندي ) ضُحي به للمصلحة السياسية والاقتصادية والفكرية لأمريكا وحلفائها ولا أدلّ على ذلك من كون حاله وحال شعبه منذ أن حكم إلى يوم سقوطه واحداً لم يتغيّر فلا جديد في ذلك في الجوانب كلّها إلا أنّ حال أمريكا وحلفائها هو الذي قد تغيّر ومال عليه مع الشعب ، فجاء موقف أمريكا نفسها مؤيّدأً ومقويّاً للمعارضة الأخيرة خلاف مواقفها السابقة المؤيّد له ولحزبه ولحكمه ولقمعه وظلمه طيلة ربع قرن ـ تقريباً ـ وما فعله آنذاك من ظلم وقمع وقتل أكثر ممّا فعله في المعارضة الآخيرة إلا أنّ نتائجها على خلاف نتائج السابقة لها . وهذه الحقيقة قد اكتشفها ابن عليّ نفسه في هذه المعارضة ، وهي التي دعته لأخذ قرار الفرار العاجل المفاجئ لعلمه الأكيد أنّ أمريكا وحلفائها لن تقف معه مثلما كانت في السابق ، بل ستتركه يواجه الاعتقال والقتل وحده ، وممّا يؤكّد هذه الحقيقة إعلان أمريكا بعد مغادرته مباشرة احترامها وقبولها بموقف واختيار الشعب التونسيّ ، وهذا الاحترام والقبول خلاف مواقفها مع المعارضات الشعبية في الدول العربية كما في الجزائر ومصر وغيرهما .

وتعريجاً على ما مرّ للتوضيح يمكن أن يشار إلى أثر المعارضة الضعيف في مصر وليبيا والجزائر مع أنّ كلّ هذه المعارضات هي الأقدم والأقوى ، هذا الضعف النابع من فقدانها للعنصر القويّ المؤثّر وهو التأييد الأمريكي وحلفائها لها ، وهذا خلاف ما حدث في المعارضة التونسيّة الأخيرة التي نالت هذا التأييد الذي جعلها في شهر زمان تسقط رئيس البلاد العنيد العتيد المتربّع على سدّة الحكم ربع قرن ، ونظامه وحزبه المترابط القويّ .

وفي الختام أعتقد أنّه لا يشكّ عاقل متابع أنّ سقوط رئيس تونس جاء خطوة وفق مشروع وخطّة أمريكا وخطاها لتغيير خارطة الشرق الأوسط الساسية والفكريّة والاقتصاديّة متزامنًا وتبعاً لغيره من خطوات ؛ كاحتلال أفغانستان والعراق وإسقاط الحاكم وحزبه فيهما ، وكتقسيم السودان وغير ذلك . وها نحن الآن وفي الغد القريب ننتظر ما الخطوة التالية ؟! ومَن التالي في مسيرة تحقيق هذا المشروع الأمريكي ؟!