أبو الوليد
12-Jan-2011, 11:18 PM
في ذكرى الأربعاء الحزين
الأربعاءُ هوى في حفرةِ الشرِّ=كأنهُ لم يكن يومًا من الدهرِ
ذكراهُ مؤلمةٌ محفورةٌ بأسى=عيديَّةُ الموتِ أم عيديَّةُ النحرِ
صلَّى العبادُ صلاةَ الغيثِ فانفرجتْ=بمنّة الراحمِ المزجاة في القطرِ
لكنها زمجرت واستأصلتْ ورمًا=في خدِّ فاتنةٍ تُدعى سنا التبرِ
هبتْ رياحٌ على الأحياءِ فاختلطتْ=أمطارُها بالأذى والبرُّ بالبحرِ
تزوغُ من هولها الأبصارُ روَّعها=ضربُ الصواعقِ بين الفجرِ والظهرِ
سحابةٌ غلفتْ بالموتِ أفئدةً=تسوقُها الريحُ والأقدارُ كم تجري
البحرُ أوجسَ خوفًا حينَ شاهدها=فماجَ يرجو جلاءَ البؤسِ والضرِّ
والمركباتُ بسيلٍ لا قرارَ لهُ=كأنها السفنُ في دوامةِ النَّهرِ
سقيا عذابٍ لمن خانوا أمانتهم=كشفُ الحسابِ لأهلِ الزورِ والوِزرِ
لينذر القوم حينَ الشرُّ خالطهم=وحلُ الفسادِ وخبثُ الطبعِ والفكرِ
وجدتُّ في صفحةِ الأحداثِ نائحةً=تُدوِّنُ الحزنَ في مطويةِ الشعرِ
عزَّيتُ فيها من الأحزانِ باكيةً=أصيلةً حرَّةً مكسوَّةَ الذعرِ
تقول والدمعةُ السوداءُ تحرقها=تخطَّفَ السيلُ أهلي دونما أدري
أمّاه لا ترحلي عنا فيهلكُنا=شرُّ الفراقِ وما أقساهُ من شرِّ
هذي عباءتها قد شدَّها أملٌ=تعلقتْ في رجاءِ المدِّ والجزْرِ
وإخوتي لم يعودوا لي فأسألهم=عن والدي هل قضى في حفرةِ الغدرٍ
ويلاهُ من لي إذا ناديتُ يا أبتي=ومن يخففُ عني لوعةَ القهـرِ
وكيف أحيا بلا نبضٍ وأوردةٍ=وأنتَ نبضي وأمي خفقة الصدرِ
أهلي وإن غادروا فالقلب موطنهم=وموطني جدة البأساء واليسرِ
في ذمةِ السارقِ المجهولِ مصرعهم=إذ صرَّفَ المالَ والأرواح للقبرِ
----------------------------
شعر : عبد الملك بن عواض الخديدي
نشرت اليوم في جريدة المدينة ( ملحق الاربعاء )
http://www.al-madina.com/node/283155/arbeaa
الأربعاءُ هوى في حفرةِ الشرِّ=كأنهُ لم يكن يومًا من الدهرِ
ذكراهُ مؤلمةٌ محفورةٌ بأسى=عيديَّةُ الموتِ أم عيديَّةُ النحرِ
صلَّى العبادُ صلاةَ الغيثِ فانفرجتْ=بمنّة الراحمِ المزجاة في القطرِ
لكنها زمجرت واستأصلتْ ورمًا=في خدِّ فاتنةٍ تُدعى سنا التبرِ
هبتْ رياحٌ على الأحياءِ فاختلطتْ=أمطارُها بالأذى والبرُّ بالبحرِ
تزوغُ من هولها الأبصارُ روَّعها=ضربُ الصواعقِ بين الفجرِ والظهرِ
سحابةٌ غلفتْ بالموتِ أفئدةً=تسوقُها الريحُ والأقدارُ كم تجري
البحرُ أوجسَ خوفًا حينَ شاهدها=فماجَ يرجو جلاءَ البؤسِ والضرِّ
والمركباتُ بسيلٍ لا قرارَ لهُ=كأنها السفنُ في دوامةِ النَّهرِ
سقيا عذابٍ لمن خانوا أمانتهم=كشفُ الحسابِ لأهلِ الزورِ والوِزرِ
لينذر القوم حينَ الشرُّ خالطهم=وحلُ الفسادِ وخبثُ الطبعِ والفكرِ
وجدتُّ في صفحةِ الأحداثِ نائحةً=تُدوِّنُ الحزنَ في مطويةِ الشعرِ
عزَّيتُ فيها من الأحزانِ باكيةً=أصيلةً حرَّةً مكسوَّةَ الذعرِ
تقول والدمعةُ السوداءُ تحرقها=تخطَّفَ السيلُ أهلي دونما أدري
أمّاه لا ترحلي عنا فيهلكُنا=شرُّ الفراقِ وما أقساهُ من شرِّ
هذي عباءتها قد شدَّها أملٌ=تعلقتْ في رجاءِ المدِّ والجزْرِ
وإخوتي لم يعودوا لي فأسألهم=عن والدي هل قضى في حفرةِ الغدرٍ
ويلاهُ من لي إذا ناديتُ يا أبتي=ومن يخففُ عني لوعةَ القهـرِ
وكيف أحيا بلا نبضٍ وأوردةٍ=وأنتَ نبضي وأمي خفقة الصدرِ
أهلي وإن غادروا فالقلب موطنهم=وموطني جدة البأساء واليسرِ
في ذمةِ السارقِ المجهولِ مصرعهم=إذ صرَّفَ المالَ والأرواح للقبرِ
----------------------------
شعر : عبد الملك بن عواض الخديدي
نشرت اليوم في جريدة المدينة ( ملحق الاربعاء )
http://www.al-madina.com/node/283155/arbeaa