لهيب الصحراء
26-Mar-2005, 04:13 AM
مدينة تاريخية ومحطة من محطات المسافرين الذين كانوا يقصدون بغداد او المدن المقدسة ، شاهد تاريخها عبارة عن اطلال لبناية خان يقول المؤرخون ان بناءه يعود الى عهد السلطان سليم الاول حيث ابتناه الوزير عمر باشا سنة 1688 م ليكون ملاذا للناس وخلاصا من قطاع الطرق واللصوص الذين كانوا يصطادون المسافرين عبر هذا الطريق الدولي المهم .
اطلق عليه اسم” اورطه خان “ في بداية انشائه وهي كلمة تركية تعني” الخان الوسط او خان النص “ كما يشير الى ذلك المؤرخ البغدادي، في رحلته الشهيرة عام 1882 اذ وصف الخان بانه بناية تحتوي على ” 27 “ ايوانا لاقامة المسافرين وملاحق للحيوانات واستخدم الطابوق الفرشي في تشييده وغطي بالزخارف والنقوش على الطراز العثماني وبنيت الغرف فيه بطريقة ثلاثة اضلاع منفصلة ويمثل مجموعها خطين على شكل مستطيل مع دائرة مفتوحة من الامام .
وبحكم الحركة الاقتصادية لهذا الموقع وكثرة القادمين من ايران بشكل خاص واتخاذه محطة استراحة تجمعت حوله ما يقرب من” 50 “ عائلة تنتمي كما يذكر المؤرخون الى قبيلة” بني سعد “ العربية وبذلك تحول الاسم نسبة الى هذه القبيلة” ليكون اسمه خان بني سعد “ وليعمم الاسم فيما بعد حتى اصبحت المنطقة تسمى بهذا الاسم وهي بمستوى ناحية واستحقاقها قضاء نظرا لكثافة سكانها وسعة اراضيها واهميتها .
خسارة وتجارة
يقول احد المعلمين القدامى لـ ” الصباح “ ان كان هذا المكان من عوامل تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة ودفع العديد من ابنائها الى مزاولة البيع والشراء وخاصة الحبوب والمواد الغذائية للمسافرين وبذلك فقد هجر العديد من الشباب الدراسة في ذلك الوقت وعملوا بالتجارة مع القادمين والمغادرين من المسافرين عبر هذه المنطقة ، ويضيف وتعرض هذا المكان التاريخي للهدم والتخريب والاهمال ولم تبق منه سوى اطلال بسيطة فيما اصبح مكانا لرمي النفايات والاوساخ واصبح مصدرا من مصادر تلوث البيئة ولم تمتد اليه اية اصلاحات طيلة عقود الزمن الماضي ، وما تزال ايدي العابثين تعمل فيه حيث يستفاد من طابوقه وكان يفترض ان يبقى اثرا تاريخيا او يستفاد منه في اي نشاط آخر على ان لا يبقى بهذه الحالة المزرية .
ومن التاريخ المؤلم الى الحاضر الاكثر الما تحدث الشيخ محسن الدليمي فقال :
ناحية بني سعد تمتد جغرافيا على منطقة الجنوب الشرقي لمحافظة ديالى حيث يحدها من الشرق نهر ديالى ومن الغرب والجنوب محافظة بغداد ومن الشمال تحدها ناحية هبهب وجزء من قضاء بعقوبة وتقع في منتصف الطريق الذي يربط بعقوبة ببغداد وحيث تبعد عن بعقوبة بمسافة” 20 “ كم فيما تبعد عن بغداد” 27 “ كم فضلا عن مركز الناحية تتبعها” 44 “ قرية من قراها المهمة خديدان ، ونهر البستان وقرى اخرى كثافتها السكانية كبيرة وتجاور مدينة بغداد ، وفيها حركة صناعية متميزة حيث توجد العديد من المعامل والمصانع للكثير من الصناعات المحلية والوطنية وفيها مشاريع مهمة مثل سايلو خان بني سعد الكبير ، ومعامل للطابوق والثرمستون ..
اما من الناحية الزراعية فتعتبر وبالنظر لقربها من مدينة بغداد مصدرا مهما من مصادر تزويد العاصمة بالمنتجات الزراعية والحيوانية فضلا عن انتاجها كميات جيدة من الحبوب كالحنطة والشعير فانها تشتهر بانتاج الفواكه والخضر وعلى سبيل المثال تعد المصدر الرئيس للعديد من انواع الخضروات كالطمامة والباذنجان والخيار والشجر كما تعتبر من المناطق المتميزة بانتاج الفواكه وخاصة ” العنب “ بنوعيه” الكمالي “ و ” حامد الوادي “ وفيها مناطق تختص بانتاج انواع متميزة من اصناف العنب الاخرى .
اما الشيخ كريم هاشم علي شيخ عشيرة المحامدة في ديالى فقد اوضح بان المنطقة تعاني من آفات زراعية كثيرة وخاصة حشرة الدوباس التي اخذت تقضي على المزروعات ويقول لم نستطع الحصول على المبيدات الزراعية لمكافحة تلك الافات ووقاية المزروعات وقد الحقت تلك الامراض اضرارا كبيرة وانخفض الانتاج بشكل ملحوظ ، كما تأثرت مزارع العنب باشكاله وانواعه رغم ان قسما منه قد اختير لمقاومته الافات الزراعية وتحمله للعطش والظروف الجوية القاسية كالحرارة المرتفعة او البرودة القاسية . وعن اجمل المناطق حدثنا الشيخ الدليمي عن قرية يطلق عليها اسم” الركة “ وتعني السلحفاة لان الموقع يشبه السلحفاة تختص بزراعة العنب وموقعها يتوسط حوض نهر ديالى وهي شبه جزيرة يدور حولها نهر ديالى ويحيطها من ثلاث جهات وكثيرا ما تتعرض للغرق ولكن ما يميزها كثافة بساتينها ووفرة انتاجها وخاصة العنب ذو اللون الوردي والرمان المتميز بكبر حجمه ونوعيته .
ملاحظات اخيرة
خلال جولتنا القصيرة التي لم نحظ خلالها بمقابلة اي مسؤول رسمي لاحظنا ان المدينة تفتقر الى الكثير من الخدمات البلدية مثل النظافة وتنظيم الشوارع ومعظمها لا يتلاءم ومستوى الناحية ، كما لم تشهد طيلة الفترة الماضية اية خطوات باتجاه تحسين مؤسساتها التحتية لكي تتناسب وكثافة سكانها .
وتعاني الناحية من كثرة النفايات والتلوث البيئي الكبير ولربما تكونت بسبب وعورة طرقها التي لا تستطيع السيارات الخدمية دخولها كما ان معظم قراها بحاجة الى طرق تربطها ببعضها وتربطها بالتالي بالناحية وكثيرا ما تعاني وخاصة في فصل الشتاء من انقطاع الطرق وعدم التمكن من الوصول الى الاماكن المعبدة .
وقد لا تختلف هذه المدينة عن غيرها من المدن في باقي المحافظة من حيث الاهمية لكن ما يميزها انها مدينة ذات كثافة سكانية عالية وطبيعة زراعية متخصصة وحالة كهذه تفرض الاهتمام بها لتأمين الحاجة الاساسية من الخدمات الضرورية والمهمة لسكانها من اجل ان تدعم مسيرتها الانتاجية المرتفعة
اطلق عليه اسم” اورطه خان “ في بداية انشائه وهي كلمة تركية تعني” الخان الوسط او خان النص “ كما يشير الى ذلك المؤرخ البغدادي، في رحلته الشهيرة عام 1882 اذ وصف الخان بانه بناية تحتوي على ” 27 “ ايوانا لاقامة المسافرين وملاحق للحيوانات واستخدم الطابوق الفرشي في تشييده وغطي بالزخارف والنقوش على الطراز العثماني وبنيت الغرف فيه بطريقة ثلاثة اضلاع منفصلة ويمثل مجموعها خطين على شكل مستطيل مع دائرة مفتوحة من الامام .
وبحكم الحركة الاقتصادية لهذا الموقع وكثرة القادمين من ايران بشكل خاص واتخاذه محطة استراحة تجمعت حوله ما يقرب من” 50 “ عائلة تنتمي كما يذكر المؤرخون الى قبيلة” بني سعد “ العربية وبذلك تحول الاسم نسبة الى هذه القبيلة” ليكون اسمه خان بني سعد “ وليعمم الاسم فيما بعد حتى اصبحت المنطقة تسمى بهذا الاسم وهي بمستوى ناحية واستحقاقها قضاء نظرا لكثافة سكانها وسعة اراضيها واهميتها .
خسارة وتجارة
يقول احد المعلمين القدامى لـ ” الصباح “ ان كان هذا المكان من عوامل تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة ودفع العديد من ابنائها الى مزاولة البيع والشراء وخاصة الحبوب والمواد الغذائية للمسافرين وبذلك فقد هجر العديد من الشباب الدراسة في ذلك الوقت وعملوا بالتجارة مع القادمين والمغادرين من المسافرين عبر هذه المنطقة ، ويضيف وتعرض هذا المكان التاريخي للهدم والتخريب والاهمال ولم تبق منه سوى اطلال بسيطة فيما اصبح مكانا لرمي النفايات والاوساخ واصبح مصدرا من مصادر تلوث البيئة ولم تمتد اليه اية اصلاحات طيلة عقود الزمن الماضي ، وما تزال ايدي العابثين تعمل فيه حيث يستفاد من طابوقه وكان يفترض ان يبقى اثرا تاريخيا او يستفاد منه في اي نشاط آخر على ان لا يبقى بهذه الحالة المزرية .
ومن التاريخ المؤلم الى الحاضر الاكثر الما تحدث الشيخ محسن الدليمي فقال :
ناحية بني سعد تمتد جغرافيا على منطقة الجنوب الشرقي لمحافظة ديالى حيث يحدها من الشرق نهر ديالى ومن الغرب والجنوب محافظة بغداد ومن الشمال تحدها ناحية هبهب وجزء من قضاء بعقوبة وتقع في منتصف الطريق الذي يربط بعقوبة ببغداد وحيث تبعد عن بعقوبة بمسافة” 20 “ كم فيما تبعد عن بغداد” 27 “ كم فضلا عن مركز الناحية تتبعها” 44 “ قرية من قراها المهمة خديدان ، ونهر البستان وقرى اخرى كثافتها السكانية كبيرة وتجاور مدينة بغداد ، وفيها حركة صناعية متميزة حيث توجد العديد من المعامل والمصانع للكثير من الصناعات المحلية والوطنية وفيها مشاريع مهمة مثل سايلو خان بني سعد الكبير ، ومعامل للطابوق والثرمستون ..
اما من الناحية الزراعية فتعتبر وبالنظر لقربها من مدينة بغداد مصدرا مهما من مصادر تزويد العاصمة بالمنتجات الزراعية والحيوانية فضلا عن انتاجها كميات جيدة من الحبوب كالحنطة والشعير فانها تشتهر بانتاج الفواكه والخضر وعلى سبيل المثال تعد المصدر الرئيس للعديد من انواع الخضروات كالطمامة والباذنجان والخيار والشجر كما تعتبر من المناطق المتميزة بانتاج الفواكه وخاصة ” العنب “ بنوعيه” الكمالي “ و ” حامد الوادي “ وفيها مناطق تختص بانتاج انواع متميزة من اصناف العنب الاخرى .
اما الشيخ كريم هاشم علي شيخ عشيرة المحامدة في ديالى فقد اوضح بان المنطقة تعاني من آفات زراعية كثيرة وخاصة حشرة الدوباس التي اخذت تقضي على المزروعات ويقول لم نستطع الحصول على المبيدات الزراعية لمكافحة تلك الافات ووقاية المزروعات وقد الحقت تلك الامراض اضرارا كبيرة وانخفض الانتاج بشكل ملحوظ ، كما تأثرت مزارع العنب باشكاله وانواعه رغم ان قسما منه قد اختير لمقاومته الافات الزراعية وتحمله للعطش والظروف الجوية القاسية كالحرارة المرتفعة او البرودة القاسية . وعن اجمل المناطق حدثنا الشيخ الدليمي عن قرية يطلق عليها اسم” الركة “ وتعني السلحفاة لان الموقع يشبه السلحفاة تختص بزراعة العنب وموقعها يتوسط حوض نهر ديالى وهي شبه جزيرة يدور حولها نهر ديالى ويحيطها من ثلاث جهات وكثيرا ما تتعرض للغرق ولكن ما يميزها كثافة بساتينها ووفرة انتاجها وخاصة العنب ذو اللون الوردي والرمان المتميز بكبر حجمه ونوعيته .
ملاحظات اخيرة
خلال جولتنا القصيرة التي لم نحظ خلالها بمقابلة اي مسؤول رسمي لاحظنا ان المدينة تفتقر الى الكثير من الخدمات البلدية مثل النظافة وتنظيم الشوارع ومعظمها لا يتلاءم ومستوى الناحية ، كما لم تشهد طيلة الفترة الماضية اية خطوات باتجاه تحسين مؤسساتها التحتية لكي تتناسب وكثافة سكانها .
وتعاني الناحية من كثرة النفايات والتلوث البيئي الكبير ولربما تكونت بسبب وعورة طرقها التي لا تستطيع السيارات الخدمية دخولها كما ان معظم قراها بحاجة الى طرق تربطها ببعضها وتربطها بالتالي بالناحية وكثيرا ما تعاني وخاصة في فصل الشتاء من انقطاع الطرق وعدم التمكن من الوصول الى الاماكن المعبدة .
وقد لا تختلف هذه المدينة عن غيرها من المدن في باقي المحافظة من حيث الاهمية لكن ما يميزها انها مدينة ذات كثافة سكانية عالية وطبيعة زراعية متخصصة وحالة كهذه تفرض الاهتمام بها لتأمين الحاجة الاساسية من الخدمات الضرورية والمهمة لسكانها من اجل ان تدعم مسيرتها الانتاجية المرتفعة