أبو الهمام البرقاوي
10-Nov-2010, 03:20 PM
...
باسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله .
وبعد .
فوالله ِ الذي لا إله إلا هو / إن الرجلَ ليعظُم ، ويكبُر في نفوس أقرانه ، وتلاميذه ، في أحوال عدة ، من أعظمها :
الرجوعُ عند معرفة ِ الحقَّ ، والانقياد له ، دون تحرِّج ٍ ومثنويَّة / وهي صفةٌ مفتقدةٌ عند كثيرٍ من طلاب ِ العلم ، فتراه يرقِّع لرأيه وبحثه ترقيعات فاسدة !، فلا يضيره أن يقول ( أخطأت ) أو ( وهمت ) أو على الأقل ( أراجع المسألة ) !
لكن كم يرتقي ويسمو طالبُ العلم في نفوس أقرانه ، والعالم في نفوس تلاميذه ، حين تجده مصرحاً معلناً غيرَ سائلٍ بتخطئته ، أن يقولَ عن نفسه ( أتراجع عن ذلك ) ( أستغفرُ الله ) ( هذا وهمٌ مني ) .!
وليُعلم أن دين المرء لن يكون دينًا حقًا ، إلا إن خضع للحق وانقاد له كالبعير المذلل .
ولا عيبَ أن يخطئ الإنسان فـ (خيرُ الخطائين التوابون ) ولكن العيب الإصرار على الخطأ ، والتمادي في الباطل .
ومما وجدتُه كمثالٍ حيٍّ هنا في - ملتقى أهل الحديث - الأخ الفاضل / أبو مسلم العقاد :
في هذا الرابط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1398247 )
الشاهد من كلامه /
وَإِنِّي لاَ أَسْتَحِي أَبَدًا أَنْ أُقِرَّ أَنِّي أَخْطَأْتُ، وَتَسَرَّعْتُ، وَلَمْ أُمْعِنِ النَّظَرَ.
• فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَلِيَّ الْأَعْلَى، وَأَشْكُرُهُ أَنْ قَيَّضَ أَخًا فَاضِلاً أَدَّى حَقَّ النَّصِيحَةِ، وَبَيَّنَ وَجْهَ الصَّوَابِ، بِأَدِلَّةٍ عِلْمِيَّةٍ رَصِينَةٍ، وَبِعِبَارَةٍ جَزِيلَةٍ، تَدُلاَّنِ عَلَى طُولِ بَاعِ صَاحِبْهِمَا، وَمَعْرِفَتِهِ بِالْعِلَلِ وَدَقَائِقِ الْأَسَانِيدِ.
• لِذَا أَقُولُ لِلشَّيْخِ الْحُمَيْدِيِّ: صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ، وَلِأَخِيكَ نَصَحْتَ، وَلِلْحَقِّ أَرْشَدْتَ. فَلِلَّهِ دَرُّكَ مِنْ نَصِيحٍ إِذَا وَعَظَ، بَلِيغٍ إِذَا لَفَظَ!
اهـ كلام أخينا الفاضل .
وقفَّ شعري حينما سمعتُ شيخنا عبد الله السعد - قبل قليل - وهو يقول :
قلنا من قبل ( إن المرأة تنقض شعرها في غسل الحيض فقط ، لكني أتراجع عن ذلك فذكرني أحدُ الإخوان أن الحديث المستدل به هو في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تنقض شعرها وتغتسل .
لكن نبهي أحد الإخوان : أن هذا في الإحرام ، لا أنها طهرت من الحيض ، فأتراجع عن القول بوجوب أن تنقض المرأة رأسها في غسل المحيض ) .
وقال بعدها :
وذكرنا في الدرس الماضي قول النبي لعلي بن أبي طالب ( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) وقلنا : إن المقاتلة -في الغالب - يلزم منها البغض ، فإذًا معاوية ومن معه على هذا الحديث ، قد لا يخلون من النفاق ، وذكرنا أن النفاق عملي ،
لكني أتراجع عن القول ، -وإن ذكر بعض العلماء أن لا يخلو أحد من النفاق - لكن لما للصحابة من مكانة عظيمة ، ولا ينبغي أن يقال عنهم ذلك ، فأنا أتراجع وأستغفر الله وأتوب إليه ) .
لطائف في الرجوع إلى الحق ، من ذكر علماء السلف والخلف - منقول - :
*عن عكرمه قال :أتيَ عليٌّ بزنادقه فأحرقهم ، فبلغ ذلك ابن عباس .
فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي النبى ( لا تعذبوا بعذاب الله ) ولقتلتهم لقول رسول الله (من بدل دينه فاقتلوه ) وفى رواية للترمذي ( فبلغ ذلك عليٌ فقال صدق ابن عباس ).
* قال عبد الرحمن بن مهدي : كنا فى جنازه فسألت عبيد الله بن الحسن العنبرى عن مسأله فغلط فيها فقلت له : أصلحك الله : أتقول فيها كذ وكذ ؟
فأطرق ساعه ثم رفع رأسه .
فقال : ادن !
أرجع وأنا صاغر لا أن اكون ذنباً فى الحق ... أحب إليَّ أن أكون رأسًا فى الباطل .
وحدَّثنا فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ / عمر بن سليمان الأشقر ، في زيارةٍ لنا ، أمتعنا فيها بذكرياته مع كثير ٍ من مشايخه ، ومنهم :
الشيخ المحدث ناصر السنة / ناصر الدين الألباني ، فقال لنا :
كان الشيخ الألباني قد أوتي حجة في الحوار ، وكان يصرُّ ويعكف على رأيِه ، إن هضمَ المسألة ، وبلعها ، ولم يبقَ للشكٍّ موضعاً .
أما إن لم يكن متحريٍّا ، أو قد غلط ، فلا أسهل من أن يتراجع ، وذكر أمثلة كثيرة ، لا يسعني ذكرها ، لكن يكفي تراجعاته في تجديده علمَ الحديث .
اعتذار / كتبتُ الموضوعَ على عجلة ٍ من أمري ، فعذرًا إن وجدتم في المقال خلطًا وخبطًا - كما هي العادة - والله المستعان .
أخوكم المحب / أبو الهمام البرقاوي
ذو الحجة - 1431 - هـ .
باسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله .
وبعد .
فوالله ِ الذي لا إله إلا هو / إن الرجلَ ليعظُم ، ويكبُر في نفوس أقرانه ، وتلاميذه ، في أحوال عدة ، من أعظمها :
الرجوعُ عند معرفة ِ الحقَّ ، والانقياد له ، دون تحرِّج ٍ ومثنويَّة / وهي صفةٌ مفتقدةٌ عند كثيرٍ من طلاب ِ العلم ، فتراه يرقِّع لرأيه وبحثه ترقيعات فاسدة !، فلا يضيره أن يقول ( أخطأت ) أو ( وهمت ) أو على الأقل ( أراجع المسألة ) !
لكن كم يرتقي ويسمو طالبُ العلم في نفوس أقرانه ، والعالم في نفوس تلاميذه ، حين تجده مصرحاً معلناً غيرَ سائلٍ بتخطئته ، أن يقولَ عن نفسه ( أتراجع عن ذلك ) ( أستغفرُ الله ) ( هذا وهمٌ مني ) .!
وليُعلم أن دين المرء لن يكون دينًا حقًا ، إلا إن خضع للحق وانقاد له كالبعير المذلل .
ولا عيبَ أن يخطئ الإنسان فـ (خيرُ الخطائين التوابون ) ولكن العيب الإصرار على الخطأ ، والتمادي في الباطل .
ومما وجدتُه كمثالٍ حيٍّ هنا في - ملتقى أهل الحديث - الأخ الفاضل / أبو مسلم العقاد :
في هذا الرابط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1398247 )
الشاهد من كلامه /
وَإِنِّي لاَ أَسْتَحِي أَبَدًا أَنْ أُقِرَّ أَنِّي أَخْطَأْتُ، وَتَسَرَّعْتُ، وَلَمْ أُمْعِنِ النَّظَرَ.
• فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَلِيَّ الْأَعْلَى، وَأَشْكُرُهُ أَنْ قَيَّضَ أَخًا فَاضِلاً أَدَّى حَقَّ النَّصِيحَةِ، وَبَيَّنَ وَجْهَ الصَّوَابِ، بِأَدِلَّةٍ عِلْمِيَّةٍ رَصِينَةٍ، وَبِعِبَارَةٍ جَزِيلَةٍ، تَدُلاَّنِ عَلَى طُولِ بَاعِ صَاحِبْهِمَا، وَمَعْرِفَتِهِ بِالْعِلَلِ وَدَقَائِقِ الْأَسَانِيدِ.
• لِذَا أَقُولُ لِلشَّيْخِ الْحُمَيْدِيِّ: صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ، وَلِأَخِيكَ نَصَحْتَ، وَلِلْحَقِّ أَرْشَدْتَ. فَلِلَّهِ دَرُّكَ مِنْ نَصِيحٍ إِذَا وَعَظَ، بَلِيغٍ إِذَا لَفَظَ!
اهـ كلام أخينا الفاضل .
وقفَّ شعري حينما سمعتُ شيخنا عبد الله السعد - قبل قليل - وهو يقول :
قلنا من قبل ( إن المرأة تنقض شعرها في غسل الحيض فقط ، لكني أتراجع عن ذلك فذكرني أحدُ الإخوان أن الحديث المستدل به هو في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تنقض شعرها وتغتسل .
لكن نبهي أحد الإخوان : أن هذا في الإحرام ، لا أنها طهرت من الحيض ، فأتراجع عن القول بوجوب أن تنقض المرأة رأسها في غسل المحيض ) .
وقال بعدها :
وذكرنا في الدرس الماضي قول النبي لعلي بن أبي طالب ( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) وقلنا : إن المقاتلة -في الغالب - يلزم منها البغض ، فإذًا معاوية ومن معه على هذا الحديث ، قد لا يخلون من النفاق ، وذكرنا أن النفاق عملي ،
لكني أتراجع عن القول ، -وإن ذكر بعض العلماء أن لا يخلو أحد من النفاق - لكن لما للصحابة من مكانة عظيمة ، ولا ينبغي أن يقال عنهم ذلك ، فأنا أتراجع وأستغفر الله وأتوب إليه ) .
لطائف في الرجوع إلى الحق ، من ذكر علماء السلف والخلف - منقول - :
*عن عكرمه قال :أتيَ عليٌّ بزنادقه فأحرقهم ، فبلغ ذلك ابن عباس .
فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي النبى ( لا تعذبوا بعذاب الله ) ولقتلتهم لقول رسول الله (من بدل دينه فاقتلوه ) وفى رواية للترمذي ( فبلغ ذلك عليٌ فقال صدق ابن عباس ).
* قال عبد الرحمن بن مهدي : كنا فى جنازه فسألت عبيد الله بن الحسن العنبرى عن مسأله فغلط فيها فقلت له : أصلحك الله : أتقول فيها كذ وكذ ؟
فأطرق ساعه ثم رفع رأسه .
فقال : ادن !
أرجع وأنا صاغر لا أن اكون ذنباً فى الحق ... أحب إليَّ أن أكون رأسًا فى الباطل .
وحدَّثنا فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ / عمر بن سليمان الأشقر ، في زيارةٍ لنا ، أمتعنا فيها بذكرياته مع كثير ٍ من مشايخه ، ومنهم :
الشيخ المحدث ناصر السنة / ناصر الدين الألباني ، فقال لنا :
كان الشيخ الألباني قد أوتي حجة في الحوار ، وكان يصرُّ ويعكف على رأيِه ، إن هضمَ المسألة ، وبلعها ، ولم يبقَ للشكٍّ موضعاً .
أما إن لم يكن متحريٍّا ، أو قد غلط ، فلا أسهل من أن يتراجع ، وذكر أمثلة كثيرة ، لا يسعني ذكرها ، لكن يكفي تراجعاته في تجديده علمَ الحديث .
اعتذار / كتبتُ الموضوعَ على عجلة ٍ من أمري ، فعذرًا إن وجدتم في المقال خلطًا وخبطًا - كما هي العادة - والله المستعان .
أخوكم المحب / أبو الهمام البرقاوي
ذو الحجة - 1431 - هـ .