ظلال السيوف
08-Nov-2010, 08:42 AM
مقال لأمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز قبل حوالي ربع قرن من الزمان, يصف فيه مشاعره تجاه العاصمة السعودية عند غيابه عنها بعاطفة جياشة وكلمات مؤثرة للغاية.
وتضمن المقال الذي نُشر بعد كتابته في مجلة "التضامن" الصادرة من أوروبا عام 1986م والعائدة ملكيتها للإعلامي اللبناني فؤاد مطر قول الأمير سلمان: "كل ركن أو زاوية فيها تعيش معي، في تفكيري، في قلبي، في جوارحي. أحس أنني موجود في كل زاوية من زواياها، وأنني أتابع خطوة خطوة كل حركة فيها، وكل مشروع. يدفعني الحب لها، لأهلها، ولولاة الأمر فيها، فهي الرياض مدينتي، وهي الرياض عاصمة المملكة الحبيبة".
فيما يلي المقال كاملاً للأمير سلمان بن عبدالعزيز.
عندما أغيب عنها..
سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
لا أدري لماذ اخترت هذا العنوان، أو لماذا طلِب إليّ ذلك، فأنا لا أتخيل نفسي بعيداً عن مدينة الرياض، حتى لو لم أكن موجوداً فيها. مدينة الرياض تعني بالنسبة لي الكثير الكثير. هناك كثيرون لهم ارتباطات بمدينة معينة، شهدَت مولدهم، تربّوا فيها، عَملوا فيها ولها، أما بالنسبة لي فإن الرياض هي الوطن، التاريخ، الماضي، الحاضر، العمل، المستقبل، الأمل. منها قام والدي – المغفور له – الملك عبدالعزيز بوثبته العملاقة الكبرى التي غيرت مجرى تاريخ الجزيرة العربية حينما وحد شتات هذه الأقاليم التي لعب الجهل والتخلف والإقليمية أدواراً كبيرة في تمزيقها وتفريقها، حتى جاء البطل ليصنع من هذه الأقاليم أعظم وأقوى وأرسخ وحدة في تاريخ العرب الحديث (المملكة العربية السعودية). فيها وُلدت وترعْرعْت وتربّيت على يد الملك العظيم الذي غرس في قلبي وقلوب أبنائه حب الوطن والتفاني من أجله.
عشت زهرة الشباب وأنا أرى وألمس حكمة القائد وحسن أدائه وعلو مكانته محلياً ودولياً حتى أثر ذلك في نفسي وتعلمت من سيرته الكثير.
تسلمت مسؤولية إمارتها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وشهدْت خطواتها خطوة خطوة، وتسلمت مسؤولية تطويرها، وخلال هذه المدة الطويلة تابعت سياسة التطوير، وكان لي شرف الوقوف على تنفيذها. وشهدت كل خطوة حضارية خطتها مدينة الرياض. من هنا يصعب عليّ أن أفكر أن أكون بعيداً عنها حتى ولو كنت خارجها.
عندما أكون خارج المدينة – داخل المملكة أو خارجها – فأنا أعيش معها ولها. أتابع يومياً أعمالها، وأتلقى التقارير والمعاملات وأراقب حركة التطوير وأشرف عليها، وبالتالي فأنا أعيش معها ولها.
وفي الحقيقة فأنا عندما أغيب عنها أظل أتخيل، أعمالها، تصريف شؤونها، شوارعها، حدائقها، ملاعب الأطفال فيها، مدارسها، مستشفياتها، وكل شؤونها. كل ركن أو زاوية فيها تعيش معي، في تفكيري، في قلبي، في جوارحي. أحس أنني موجود في كل زاوية من زواياها، وأنني أتابع خطوة خطوة كل حركة فيها، وكل مشروع. يدفعني الحب لها، لأهلها، ولولاة الأمر فيها، فهي الرياض مدينتي، وهي الرياض عاصمة المملكة الحبيبة.
وكل قرية ومدينة في بلادي عزيزة وغالية ولها في نفسي أسمى مكانة وأرفع موقع.
إن مسؤولاً بمثل مسولياتي عن الرياض يصعب عليه، بل ولا يريد أن يفكر – ولو للحظة – أن يكون بعيداً عن مدينته، حتى ولو كنت – جسمانياً – غائباً عنها. وإذا اضطرتني ظروفي إلى مغادرتها مدة، تقصر أو تطول، فأنا دائم التفكير فيها ولها، كثير الشوق إليها، حريص على سرعة العودة متابعة شؤونها والإشراف على تطويرها عن قرب، ومعالجة الأمور فيها ولها.
وتضمن المقال الذي نُشر بعد كتابته في مجلة "التضامن" الصادرة من أوروبا عام 1986م والعائدة ملكيتها للإعلامي اللبناني فؤاد مطر قول الأمير سلمان: "كل ركن أو زاوية فيها تعيش معي، في تفكيري، في قلبي، في جوارحي. أحس أنني موجود في كل زاوية من زواياها، وأنني أتابع خطوة خطوة كل حركة فيها، وكل مشروع. يدفعني الحب لها، لأهلها، ولولاة الأمر فيها، فهي الرياض مدينتي، وهي الرياض عاصمة المملكة الحبيبة".
فيما يلي المقال كاملاً للأمير سلمان بن عبدالعزيز.
عندما أغيب عنها..
سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
لا أدري لماذ اخترت هذا العنوان، أو لماذا طلِب إليّ ذلك، فأنا لا أتخيل نفسي بعيداً عن مدينة الرياض، حتى لو لم أكن موجوداً فيها. مدينة الرياض تعني بالنسبة لي الكثير الكثير. هناك كثيرون لهم ارتباطات بمدينة معينة، شهدَت مولدهم، تربّوا فيها، عَملوا فيها ولها، أما بالنسبة لي فإن الرياض هي الوطن، التاريخ، الماضي، الحاضر، العمل، المستقبل، الأمل. منها قام والدي – المغفور له – الملك عبدالعزيز بوثبته العملاقة الكبرى التي غيرت مجرى تاريخ الجزيرة العربية حينما وحد شتات هذه الأقاليم التي لعب الجهل والتخلف والإقليمية أدواراً كبيرة في تمزيقها وتفريقها، حتى جاء البطل ليصنع من هذه الأقاليم أعظم وأقوى وأرسخ وحدة في تاريخ العرب الحديث (المملكة العربية السعودية). فيها وُلدت وترعْرعْت وتربّيت على يد الملك العظيم الذي غرس في قلبي وقلوب أبنائه حب الوطن والتفاني من أجله.
عشت زهرة الشباب وأنا أرى وألمس حكمة القائد وحسن أدائه وعلو مكانته محلياً ودولياً حتى أثر ذلك في نفسي وتعلمت من سيرته الكثير.
تسلمت مسؤولية إمارتها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وشهدْت خطواتها خطوة خطوة، وتسلمت مسؤولية تطويرها، وخلال هذه المدة الطويلة تابعت سياسة التطوير، وكان لي شرف الوقوف على تنفيذها. وشهدت كل خطوة حضارية خطتها مدينة الرياض. من هنا يصعب عليّ أن أفكر أن أكون بعيداً عنها حتى ولو كنت خارجها.
عندما أكون خارج المدينة – داخل المملكة أو خارجها – فأنا أعيش معها ولها. أتابع يومياً أعمالها، وأتلقى التقارير والمعاملات وأراقب حركة التطوير وأشرف عليها، وبالتالي فأنا أعيش معها ولها.
وفي الحقيقة فأنا عندما أغيب عنها أظل أتخيل، أعمالها، تصريف شؤونها، شوارعها، حدائقها، ملاعب الأطفال فيها، مدارسها، مستشفياتها، وكل شؤونها. كل ركن أو زاوية فيها تعيش معي، في تفكيري، في قلبي، في جوارحي. أحس أنني موجود في كل زاوية من زواياها، وأنني أتابع خطوة خطوة كل حركة فيها، وكل مشروع. يدفعني الحب لها، لأهلها، ولولاة الأمر فيها، فهي الرياض مدينتي، وهي الرياض عاصمة المملكة الحبيبة.
وكل قرية ومدينة في بلادي عزيزة وغالية ولها في نفسي أسمى مكانة وأرفع موقع.
إن مسؤولاً بمثل مسولياتي عن الرياض يصعب عليه، بل ولا يريد أن يفكر – ولو للحظة – أن يكون بعيداً عن مدينته، حتى ولو كنت – جسمانياً – غائباً عنها. وإذا اضطرتني ظروفي إلى مغادرتها مدة، تقصر أو تطول، فأنا دائم التفكير فيها ولها، كثير الشوق إليها، حريص على سرعة العودة متابعة شؤونها والإشراف على تطويرها عن قرب، ومعالجة الأمور فيها ولها.