المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد يبكي ونحن في غفله


العــــــــابر
20-Oct-2010, 02:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‘،
اللهم صلِ على أشرف الرسل سيدنا وحبيبنا وقائدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم ....

كم من الأمور التي نقف حيالها مشدوهين لا نحركَ ساكناً ..
تتدافع المشاعر ولا تستطيع الكلمات إسعافها
أمور خرجت عن المألوف نوعاً ما ...


.
.

احتككت بالأطفال ...
بفرحهم ... ببكائهم ... بخناقاتهم .. وبضحكهم
هناكَ من يبكي لأجل لُعبة أو باكيت حلوى أو حتى لأجل أي شئٍ تافه يزول السبب ويعود الطفل ضاحكاً مبتسماً ...
.
.
هكذا طبيعتهم ...
أجمل شئ في الحياة ..
هم عُنوان البراءة ...


أمّا ما حصل معيَ اليوم وقفت أمامه لا أستطيع الكلام من عظم المفاجاءة ..

قد أطلت عليكم ..
أترككم مع المشهد ...

الساعة 12.30 بعد ظهر اليوم الخميس :

بدأت الحصة ألقيتُ السلام
الكل مُمسك بالقرآن
أكثرَ ما يُعجبني طالبين متجاورين مُحمّد ومُحمّد
ما أن تبدأ حصة القرآن حتى يمسكوا بكتاب الله بحبِ وحرصٍ عجيب ...
مُحافظين على الحفظ مع أن لغتهم العربية أقل من المستوى
لأجِلِ أنهم ولِدوا وتربوا في بلد أَجنبي ..
.
.
بدأت بالسماح لطلابي بالقراءة ...
أَذنت لإحدهم بدأ التسميع ..
طلبتُ مِنهُ إغلاق المُصحف ..
أغلقه ووضع فيه قبل أن يغلقه ممحاةً كان يُمسكها حتى لا ينسى أين السورة ..

لم ألاحظ أن الأمر فيه شئٌ خاطئ ...
عاد يقرأ والهُدوءُ يَلفُ المكان ...

وفجاءة تغيرت مسار الحصة ...

انفجر أحد الطالبين ( مُحمّد )
ببكاء مريرٍ ودموع صادقة ..
ومع أنّه لم يتجاوزُ التاسعة من عُمره
ولكنهُ علمني درسٌ عجز كبار السن أن يفعلوه ..
بُكاءُه ودموعُهُ كانت غيرةً على هذا المصحف أن يوضع بِهِ شئ لا يليق بِهِ ...

هو من وجهة نظره البريئة نظر إلى الممحاة أنها شئ لا تليق بكلام الله العزيز ...
وبدأ يصيح على الطالب الذي يقرأ القرآن

لا تفعل ... لا تفعل إنه قرآن ...

استغربت من ردة فعله ...
ماذا حصل يا محمّد !
تكلم بكلمات ضاعت مع البكاء ...
عندها طلبت من الطالب أن ينزع الممحاةَ من كتاب الله الكريم ..
وما أن نزعها حتى توقف عن البكاء ...

ولكن ظلت ملامحه حزينة ودموعه ممتلئة في عينيه البريئتين ...
تذكرت كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم في فضل البكاء من خشية الله
وأنها تحرم هذه العينان على النار ...

هذه قصتي مع طفل بعث في نفسي أمل جديد
لجيل النصر والتمكين ...

بُوركت محمّد ...
وبُوركت هذه الأم التي ربت وبثت في محمّد الإيمان
وعزة المؤمن الحريص على كتاب الله وكلامه الكريم

الآن نعود لأنفسنا لنسألها

منذ متى لم نفتح كتاب الله ولم نقرأ فيه آية ..
وهجرناه وتمسكنا بأمور تافهه ...
وهل تفحصنا مصحفنا الكريم ومسحنا عنه الغبار ...

دعونا نتعلم من هذا الطفل الذي غار على كتاب الله
وحرص عليه وأحبه بصدقٍ وتفانٍ ...

وليكن كتاب الله هو نبراساً ....
يهدي قلوبنا في هذه الحياة ....
لنصل بفضله إلى جنات النعيم ورضا الرحمن
وسعادةً في الدارين









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

اللهم أني أسألك بإسمك العظيم الأعظم الكريم الأكرم الذي إذا دعيت به أجبت

أن ترحم والدي وامواتي اموات المسلمين

اللهم اسكنهم الفردوس الأعلى

اللهم جازهم بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا

اللهم نقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس

اللهم اوسع لهم قبورهم وانرها لهم

اللهم اجمعهم مع الانبياء والصدقين والشهداء في الفردوس الأعلى من الجنان

اللهم صلٍ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

خلف الروقي
20-Oct-2010, 06:10 AM
قصة مؤثرة ومعبرة للغاية فأين المتعظ ومن ضيع وقته فالملهيات والمغريات حتى أعرض عن كتاب الله


موقف تعجز الكلمات لوصفة يالعابر وهذه نتايج حسن التربية السليمة من الاساس !


نحتاج الكثير من هذه القصص لتوعية الناس وحثها على المحافظة والمداومة على كتاب الله وتعليم


الاطفال منذ الصغر على نهج القرآن الكريم وكيف تلاوته وكيف يحافظون عليه !


فالقرآن الكريم طريق الفوز والنجاة فالدارين


العابر جزاك الله خير وكثر الله من أمثالك

راعي الشوشلية
20-Oct-2010, 10:54 PM
رائع كما عودتنا بجديدك


تقبل مروري

العــــــــابر
24-Oct-2010, 01:20 AM
قصة مؤثرة ومعبرة للغاية فأين المتعظ ومن ضيع وقته فالملهيات والمغريات حتى أعرض عن كتاب الله


موقف تعجز الكلمات لوصفة يالعابر وهذه نتايج حسن التربية السليمة من الاساس !


نحتاج الكثير من هذه القصص لتوعية الناس وحثها على المحافظة والمداومة على كتاب الله وتعليم


الاطفال منذ الصغر على نهج القرآن الكريم وكيف تلاوته وكيف يحافظون عليه !


فالقرآن الكريم طريق الفوز والنجاة فالدارين


العابر جزاك الله خير وكثر الله من أمثالك


تواجد وتعليق دائما يشرفني بوركت اخي الكريم