تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحرب الجهادية المسيحية فشلت والقاعدة انتصرت


احمد العـتيبي
14-Oct-2010, 04:12 AM
الحرب الجهادية المسيحية فشلت والقاعدة انتصرت
زهير اندراوس*

2010-10-13

بحسب الإعلام الغربي، الذي يستقي معلوماته وتقاريره من صنّاع القرار، يحتل العرب والمسلمون، وللأسف الشديد، المرتبة الأولى في تنفيذ الأعمال التي تُنعت في الغرب وعند بعض العرب أو المستعربين والمستغربين (من كلمة غرب)، بالأعمال الإرهابية، وفي هذا السياق نقول: بونٌ شاسعٌ يفصل بين المقاومة الشرعيّة لكل ظلم وظالم غير شرعي، وبين العمليات الإرهابية غير المقبولة وغير المبررة. فمثلاً، مواقف حزب الله، وهو صاحب الأجندة الإسلامية اللبنانية العروبية تختلف جوهريا عن موقف القاعدة، كما نعلم أنّ ممارسات حزب الله الإسلامي تتعارض جوهريا مع الجهاد العالمي، وأكثر من ذلك، حماس نُعتت من قبل أيمن الظواهري، الرجل الثاني في القاعدة بالعمالة، وهي صامدة بكبرياء وشموخ وتحمي المشروع الفلسطيني، وبالتالي فإنّ حزب الله وحماس، حاملي لواء المقاومة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، يتبنيان أيديولوجية إسلامية، فما العيب في ذلك؟

السؤال المركزي: ما هو السبب الذي يدفع هؤلاء الأشخاص وتلك التنظيمات، ونقصد القاعدة والجهاد العالمي وتنظيمات أخرى، إلى اللجوء لأعمال العنف؟ هل العنف العربيّ والإسلامي، إذا جاز التعبير، هو رد فعلٍ طبيعي على تحكم اليمين المسيحي المحافظ في تحديد الأولويات في العالم، هذا اليمين الذي يكن لنا، نحن العرب والمسلمين، العداء المستديم والكراهية العمياء مع أو بدون ما يُسمى بالإرهاب، ويتعامل معنا من منطلق فوقيته ودونيتنا؟ علاوة على ذلك، يجب أن نأخذ على محملٍ من الجدّ وبعين الاعتبار أنّ الممارسات الوحشية لأمريكا وأخواتها وحليفاتها في الشرق الأوسط، تدفع الشباب العربيّ والمسلم، المحبط، الفقير العاطل عن العمل، الذي يهان يوميا من الأنظمة المتواطئة مع الجلاد، تدفعه إلى العنف كوسيلة للتعبير عن رفضه العيش بمذلةٍ من الغرب الاستعماري ومن وكلائه العرب والمسلمين. كما أنّه من الأهمية بمكان أن نشير في هذه العجالة إلى حتمية التمييز بين الإرهاب المنظم والوحشي، الذي تديره واشنطن وتل أبيب وأوروبا، أي إرهاب الدول، وبين أعمال العنف التي تقودها مجموعات عربيّة وإسلامية، فهل احتلال العراق من قبل أمريكا وبريطانيا والوكلاء العرب هو ليس الإرهاب في القمة، أو قمة الإرهاب؟ هل الشهداء الذين ارتقوا بـ'لطف' من هذا الاحتلال هم ليسوا ضحايا الإجرام المنظم والإرهاب الكولونيالي؟ ثمّ ماذا تفعل أمريكا وحليفاتها من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان؟ فاحتلال هذه الدولة ليس شرعيا، وبالتالي فإنّ ممارساته متناقضة مبدئيا وجوهريا مع القانون الدولي، وعليه فإنّ العمليات التي ينفذها تنظيم (طالبان) ضدّ الاحتلال، والتي تُصنف في الغرب إرهابا، هي بالفعل عمليات مقاومة شرعية لاحتلال غير شرعي، ثم ماذا مع قصف المدنيين الأفغان وقتلهم بالعشرات والمئات، ومن ثم الإعلان عن أنّ العملية نُفذّت عن طريق الخطأ وأنّ أمريكا 'تأسف' لمقتل المدنيين. كما أنّ دول الغرب 'الديمقراطية' التي تمارس الإرهاب المنظم، هي دول فيها قوانين وتحكمها دساتير، وعلى الرغم من ذلك، فإنّها تمارس الإرهاب وتؤيد الدولة العبرية وممارساتها الإجرامية ضدّ الفلسطينيين.

والشيء بالشيء يذكر: قبل عدّة أيام أعلنت أمريكا حالة التأهب القصوى في أوروبا خشية تنفيذ هجمات إرهابية، على حد زعمها، من قبل تنظيم القاعدة، ونصحت رعاياها بالابتعاد عن الأماكن المعرضة لتنفيذ العمليات ضدّهم، هذا الإعلان غير المسبوق يثير العديد من التساؤلات وفي مقدمتها: الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، أعلن بعد هجمات نيويورك وواشنطن في العام 2001 عن حرب 'جهادية مسيحية' ضدّ الإرهاب الإسلامي، على حد قوله، اليوم وبعد مرور تسعة أعوام على بداية الحرب نرى أنّ ما يُسمى الإرهاب بات مسيطرا على الحلبة، أكثر من ذلك، الإعلان الأمريكي، الذي ما زال ساري المفعول، يثبت بشكلٍ غير قابلٍ للتأويل أنّ الغرب لم يتمكن من قطع دابر ما يُنعت بالإرهاب الإسلامي، والأهم من ذلك الإعلان الذي أصدرته إدارة أوباما يؤكد أنّ تنظيم القاعدة ما زال يعمل بوتيرةٍ عاليةٍ، ويُقرر الأجندة العالمية، بمعنى أنّ حصول المخابرات الغربية على معلومات سريّة عن استعداد القاعدة لتنفيذ عدّة عمليات عسكرية ضدّ أهداف في الغرب، ألزم الدول الغربية بإعلان حالة التأهب القصوى، وهذا الإعلان هو بحد ذاته إقرار غربيّ رسميّ بالفشل.

من ناحية أخرى، فإنّ حالة التأهب القصوى في أوروبا ستعود عاجلاً أم أجلاً سلبا على الاقتصاد الغربي، وهنا لا بدّ من التشديد على أننّا نأمل بأن لا تتحول تقديرات المخابرات الأمريكية إلى حقائق، وأن يكون هذا الإعلان مجرد زوبعة في فنجان، لأننّا نرفض سفك الدماء، دماء الأبرياء، فلا ذنب للمواطنين في الغرب إذا كانت حكوماتهم تنتصر للشر وتركل الخير، ولكن بما أنّ التوقعات تشير إلى خسائر جسيمة في الاقتصاد الغربي، بفعل التهديد الموجود على الأرض أو في عقول المخابرات الأمريكية والغربية فقط ، فلا ضير في أن يفهم المواطن الغربي، كم نعاني نحن، العرب والمسلمين، من الإرهاب الذي يمارس ضدّنا باسم قمع الإرهاب وتصدير الديمقراطية والقضاء على الأنظمة الفاسدة والديكتاتورية في العالم العربيّ. الخسائر الماديّة والبشريّة التي قُدّمت من العرب والمسلمين جراء العنف الغربي الرسمي وغير الرسمي لا تُعد ولا تُحصى، كما أننّا ما زلنا ندفع بدمائنا واقتصادنا وحريتنا فاتورة الحرب على ما يُسمى بالإرهاب، ومع ذلك، فإننّا نرفض الرد على العنف الدموي الغربي بالعنف، لأنّ الخطأ لا يُعالج بالخطأ.

كما نرى لزاما على أنفسنا أن نوجه سؤالاً وجيها لأمريكا ولبريطانيا ولجميع الحلفاء: لقد قمتم باحتلال العراق، وأرقتم دماء أهل بلاد الرافدين، وقدّمتم الرئيس 'الاستبدادي'، الشهيد صدّام حسين، أُضحية في أول يومٍ من أيام عيد الأضحى المبارك، ولكن لماذا لا ترون القشة التي حولّت عيونكم إلى أكثر احمرارا من دم الشهداء في العراق: لقد تحوّل العراق بفضلكم إلى مرتعٍ للعنف وباتت مصدرا رئيسيا للتوتر، قلتم إنّكم جلبتم الديمقراطية، ولكن لم نسمع حتى اليوم عن ديمقراطية لا تتمكن من تشكيل حكومة بعد مرور نصف سنة وأكثر على الانتخابات، اللهم إلا في العراق ما بعد صدّام؟ بفضلكم، صرنا عربا وتحولنا إلى أكراد، بتنا شيعة وسنة، ومسلمين ومسيحيين وأشوريين وكلدانيين، وما إلى ذلك من تقسيمات قومية وطائفية ومذهبية، أُسست وأُججت من قبل العقول المشوهة، هذه العقول التي تحكم الغرب 'المتنور' وتريد إحكام السيطرة على الشرق 'المتخلف'.

وهناك تساؤلات تحمل في طيّاتها قيمة مضافة: هل تضخيم خطر القاعدة هدفه إقناع العالم بوجود عدوٍ كبيرٍ يجب محاربته بدون هوادة؟ هل تضخيم العدو جاء لكي تمنحوا أنفسكم الشرعية لانتهاك الأراضي والأعراض وسلب الثروات من الشرق؟ هل وجود تنظيم القاعدة وتصوير قوته بالفائقة وفوق الطبيعية لا يهدف أولاً وأخيرا إلى خلق الأسباب والذرائع لتكريس استعمار الغرب المسيحي للشرق العربيّ والمسلم، الجواب باعتقادنا المتواضع، نعم. أمّا المعادلة التي نسيها أو ربما تناساها الغرب فهي بسيطة للغاية: احتلالكم لأرضنا وانتهاككم لعرضنا وسلبكم لثرواتنا، تدفعنا للرد دفاعا وانتصارا لأنفسنا، وهذا أضعف الإيمان، فمن يهاجمنا في عقر دارنا، عليه أنْ يأخذ بعين الاعتبار أنّ الرد على وحشيته سيكون أيضا في عقر داره.



*رئيس تحرير صحيفة 'الحدث' ـ فلسطين

الجوراسي
14-Oct-2010, 03:49 PM
ان تضخيم خطر القاعدة هدفه إقناع العالم بوجود عدوٍ كبيرٍ يجب محاربته حتى يسيطروا على اقتصاد العالم وهو مانجح فيه الغرب حتى الان

محمد العتيبي
14-Oct-2010, 03:54 PM
الله ينصر الاسلام والمسلمين في كل مكان وزمان ..



مشكووور يااحمد ماقصرت ..



تحيتي
..

راعي الشوشلية
17-Oct-2010, 04:13 AM
يعطيك العافيه على الطرح الجميل


تقبل مروري