عـاشـق الحقـيـقـة
18-Aug-2010, 04:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أَسىً عـمَّ أنحـاءَ الجديديْـنِ وبلُـهُ =وطوَّف في مستقبـلِ الدَّهـرِ فضلُـهُ
وبـاتَ إليـهِ كُـلِّ مُـرِّ أسَغـتُـهُ =كخيطٍ إلـى نسـجٍ تناسـقَ غَزلُـهُ
أنوءُ بـه حِمـلاً فيجعـلُ مُهجتـي =مطيَّتـهُ , والصبـرُ شُتِّـتَ شمـلُـهُ
لـهُ شـررٌ يرمـي ليالـيَّ غِيـلـةً =ويرشُـقُ أيَّامـي البواقـيَ نبـلُـهُ
يجُودُ على عينـي ابتـداءً بسُهدهـا =وبالهَـمِّ والأشجـانِ يختَـمُ بذلُـهُ
ويمنـعُ أطيـافَ السُّلـوِّ مسَارهـا =إلـيَّ , فيُقصيهـا بمـا هُـو أهلُـهُ
ويحدو أليـمَ القاضيـاتِ فتنتشـي =وتنشَطُ فـي الإيغـالِ صوبـيَ إبْلُـهُ
هُناكَ يَخـورُ العـزمُ غَيـرَ مُؤمَّـلٍ =وبي ألمٌ (لا ينقضـي الدَّهـرَ جزلُـهُ)
فهل للأسى أن يستبينَ مـن الـذي =أصـابَ سويـداءَ الفـؤادِ محـلُّـهُ
هو (ابنُ غُديَّانَ) الذي زفرُ أضلعـي =حنيناً إليـه ينفـحُ الدَّمـع سجلُـهُ
أخو العلمِ , صِنوُ الحلمِ , عِدلُهما ومن =على الفقه والتحرير قد شُـدَّ أصلـهُ
ومن لأصـولِ الفقـهِ فيـه مثابـةٌ =وأمنٌ , ومن ذلَّـت لباغيـهِ سُبلُـهُ
يفيئُ إليـه الزُّهـدُ يطلـبُ شـأوهُ =ففيـه مبيـتُ الزُّهـدِ فيـهِ مظَلُّـهُ
ومنهُ يفـرُّ العُجـبُ حامـلَ خيبـةٍ =هزيلاً على قوسٍ وما ريـشَ نصلـهُ
بـه همَّـت الدُّنيـا تُغلِّـقُ بابَـهـا =شغوفـاً ولوعـاً شفَّهـا منـهُ دلُّـه
تُـراودهُ عـن نفسِـهِ بـزخـارفٍ =وتبـدي لـهُ مـا لا يقِـلُّ أقـلُّـهُ
فقال: معاذ الله! مـا هـمَّ بالـذي =تهـمُّ بـهِ , فالغُنـجُ لا يستـزلُّـهُ
تعالى ولـم تأسـرهُ ألقابـهُ , فلـم =يكن بالذي يعلو على النَّـاسِ مثلُـهُ
يرى النَّاسَ كلَّ النَّـاسِ أبنـاءَ عَلَّـةٍ =يوطِّـئُ أكنافـاً لـمـن يستـدلُّـهُ
ولم يلهلهِ أهلُ الدُّثورِ , ذووا النُّهـى =عن الأشعثِ المدفوعِ صُـرِّمَ حبلُـهُ
ولا عن ضعيفٍ فـي العلـومِ مُبـرَّزٌ =ولا عن عيِّـيٍ مـن ترصَّـعَ قولُـهُ
كأنَّهمُ الأيتـامُ فـي حجـرِ كافـلٍ =ويشملهـم منـهُ الحُنُـوُّ وبـذلُـهُ
أخو حكمةٍ يعطي أخا الحـقِّ حقَّـهُ =ويبسمُ في سـودِ الدُّجُنَّـاتِ عقلـهُ
يحـارُ حـراءٌ فيـهِ عنـد ثبـاتـهِ =وسيفُ الهُدى فـي كفِّـهِ آنَ سلُّـهُ
يذودُ عن الدِّيـنِ الحنيـفِ مُجاهـداً =وكل بـلاد الله كانـت مـدىً لـهُ
فبالهاتـفِ السيَّـارِ يقطـعُ فدفـداً =من الأرضِ كالغيثِ المؤمَّـلِ هطلُـه
يشيـدُ بأوربـا صُـروحَ هـدايـةٍ =ويُبدلُ علمـاً مَـن تأصَّـلَ جهلُـهُ
وفي داخلِ السُّودانِ كانـت دروسـهُ =غيوثاً على أرضٍ بها اخضـرَّ سهلـهُ
وفـي مسجـدِ الله الحـرامِ لنفسـه =عُكوفٌ على التعليـمِ ليـس يملُّـهُ
فيا مـن تعالـى أن تضيـعَ ودائـعٌ =يُوَدَّعُهـا ,سبحانـهُ مــا أجـلَّـهُ
غدا الشَّيخُ يا ربِّي نزيـلَ جواركـم =وعَقـدُ أسانـاَ بعـدُ أعجـزَ حلُّـهُ
فأكرمـهُ بالرِّضـوانِ منـكَ وحَلِّـهِ =بحليـةِ مـن زكَّـاهُ عنـدكَ فعلُـهُ
فنـالَ بـهِ منـكَ اقترابـاً ورحمـةً =وأسدى عليهِ الأمـنَ عـرشٌ يُظِلُّـهُ
وصلِّ على خير البريـة مـا سـرت =بروقٌ , وما افترَّ السحـابُ ووبلـهُ
***
نظم الشاعر : محمود بن كابر الشنقيطي
.
.
صحّ لسان الشاعر ..
ورحم الله الرحيم الرحمن العلامة عبد الله بن غديّان ، وأسكنه فسيح الجنان ، وخلفه بخيرٍ في أهل الإيمان ،
،
،
أَسىً عـمَّ أنحـاءَ الجديديْـنِ وبلُـهُ =وطوَّف في مستقبـلِ الدَّهـرِ فضلُـهُ
وبـاتَ إليـهِ كُـلِّ مُـرِّ أسَغـتُـهُ =كخيطٍ إلـى نسـجٍ تناسـقَ غَزلُـهُ
أنوءُ بـه حِمـلاً فيجعـلُ مُهجتـي =مطيَّتـهُ , والصبـرُ شُتِّـتَ شمـلُـهُ
لـهُ شـررٌ يرمـي ليالـيَّ غِيـلـةً =ويرشُـقُ أيَّامـي البواقـيَ نبـلُـهُ
يجُودُ على عينـي ابتـداءً بسُهدهـا =وبالهَـمِّ والأشجـانِ يختَـمُ بذلُـهُ
ويمنـعُ أطيـافَ السُّلـوِّ مسَارهـا =إلـيَّ , فيُقصيهـا بمـا هُـو أهلُـهُ
ويحدو أليـمَ القاضيـاتِ فتنتشـي =وتنشَطُ فـي الإيغـالِ صوبـيَ إبْلُـهُ
هُناكَ يَخـورُ العـزمُ غَيـرَ مُؤمَّـلٍ =وبي ألمٌ (لا ينقضـي الدَّهـرَ جزلُـهُ)
فهل للأسى أن يستبينَ مـن الـذي =أصـابَ سويـداءَ الفـؤادِ محـلُّـهُ
هو (ابنُ غُديَّانَ) الذي زفرُ أضلعـي =حنيناً إليـه ينفـحُ الدَّمـع سجلُـهُ
أخو العلمِ , صِنوُ الحلمِ , عِدلُهما ومن =على الفقه والتحرير قد شُـدَّ أصلـهُ
ومن لأصـولِ الفقـهِ فيـه مثابـةٌ =وأمنٌ , ومن ذلَّـت لباغيـهِ سُبلُـهُ
يفيئُ إليـه الزُّهـدُ يطلـبُ شـأوهُ =ففيـه مبيـتُ الزُّهـدِ فيـهِ مظَلُّـهُ
ومنهُ يفـرُّ العُجـبُ حامـلَ خيبـةٍ =هزيلاً على قوسٍ وما ريـشَ نصلـهُ
بـه همَّـت الدُّنيـا تُغلِّـقُ بابَـهـا =شغوفـاً ولوعـاً شفَّهـا منـهُ دلُّـه
تُـراودهُ عـن نفسِـهِ بـزخـارفٍ =وتبـدي لـهُ مـا لا يقِـلُّ أقـلُّـهُ
فقال: معاذ الله! مـا هـمَّ بالـذي =تهـمُّ بـهِ , فالغُنـجُ لا يستـزلُّـهُ
تعالى ولـم تأسـرهُ ألقابـهُ , فلـم =يكن بالذي يعلو على النَّـاسِ مثلُـهُ
يرى النَّاسَ كلَّ النَّـاسِ أبنـاءَ عَلَّـةٍ =يوطِّـئُ أكنافـاً لـمـن يستـدلُّـهُ
ولم يلهلهِ أهلُ الدُّثورِ , ذووا النُّهـى =عن الأشعثِ المدفوعِ صُـرِّمَ حبلُـهُ
ولا عن ضعيفٍ فـي العلـومِ مُبـرَّزٌ =ولا عن عيِّـيٍ مـن ترصَّـعَ قولُـهُ
كأنَّهمُ الأيتـامُ فـي حجـرِ كافـلٍ =ويشملهـم منـهُ الحُنُـوُّ وبـذلُـهُ
أخو حكمةٍ يعطي أخا الحـقِّ حقَّـهُ =ويبسمُ في سـودِ الدُّجُنَّـاتِ عقلـهُ
يحـارُ حـراءٌ فيـهِ عنـد ثبـاتـهِ =وسيفُ الهُدى فـي كفِّـهِ آنَ سلُّـهُ
يذودُ عن الدِّيـنِ الحنيـفِ مُجاهـداً =وكل بـلاد الله كانـت مـدىً لـهُ
فبالهاتـفِ السيَّـارِ يقطـعُ فدفـداً =من الأرضِ كالغيثِ المؤمَّـلِ هطلُـه
يشيـدُ بأوربـا صُـروحَ هـدايـةٍ =ويُبدلُ علمـاً مَـن تأصَّـلَ جهلُـهُ
وفي داخلِ السُّودانِ كانـت دروسـهُ =غيوثاً على أرضٍ بها اخضـرَّ سهلـهُ
وفـي مسجـدِ الله الحـرامِ لنفسـه =عُكوفٌ على التعليـمِ ليـس يملُّـهُ
فيا مـن تعالـى أن تضيـعَ ودائـعٌ =يُوَدَّعُهـا ,سبحانـهُ مــا أجـلَّـهُ
غدا الشَّيخُ يا ربِّي نزيـلَ جواركـم =وعَقـدُ أسانـاَ بعـدُ أعجـزَ حلُّـهُ
فأكرمـهُ بالرِّضـوانِ منـكَ وحَلِّـهِ =بحليـةِ مـن زكَّـاهُ عنـدكَ فعلُـهُ
فنـالَ بـهِ منـكَ اقترابـاً ورحمـةً =وأسدى عليهِ الأمـنَ عـرشٌ يُظِلُّـهُ
وصلِّ على خير البريـة مـا سـرت =بروقٌ , وما افترَّ السحـابُ ووبلـهُ
***
نظم الشاعر : محمود بن كابر الشنقيطي
.
.
صحّ لسان الشاعر ..
ورحم الله الرحيم الرحمن العلامة عبد الله بن غديّان ، وأسكنه فسيح الجنان ، وخلفه بخيرٍ في أهل الإيمان ،
،
،