فهيد الايدا المورقي
12-Jun-2010, 10:24 PM
حسين الشريف المدينة المنورة
التلوث يتسرب الى سكان المهد في منازلهم
لم يكن لسكان «مهد الذهب» في المدينة المنورة، من اسم مدينتهم أدنى نصيب.. فالمعدن الأصفر، الذي يحتضنه باطن أرض مدينتهم ، يذهب لأصحابه، فيما لا يبقى لهم سوى «المعاناة» و»مر الشكوى».. فهل تصدقون أن 20 ألف مواطن، يسكنون «المهد»، تستوطن أجساد أغلبهم أمراض السرطان والفشل الكلوي، و»السليم» منهم، يعاني فقط من الربو وضيق التنفس.. هل تصدقون أن القدر كتب على هؤلاء طيلة ربع قرن، أن يستنشقوا هواءً ملوثاً بسلة من المعادن والكيماويات المستخرجة من باطن الأرض.. ومن يعترض عليه أن يكتم أنفاسه .. هل تصدقون أن لهؤلاء السكان شكاوى قديمة واعتراضات واستغاثات عمرها تجاوز الـ20 عاماً، وصلت إلى وزارات عدة، وجمعيات حقوق الإنسان، ورغم ذلك مازالت هذه الشكاوى محل بحث ودراسة.. هل تصدقون أن العاملين في منجم الذهب، عندما يمرضون ويسقطون أرضاً، يُستبدلون بآخرين «أصحاء»، ويُمنعون من أي حقوق.. بل يُمنعون من الذهاب إلى المستشفى إذا كانوا على رأس العمل، حتى لا تُلاحقهم تهمة «التكاسل والإهمال أثناء الدوام».. هل تصدقون أن سكان المدينة، رغم ما حدث، ورغم ما سيحدث، مازالوا يعشقون «مهدهم»، ولا يريدون شيئًا سوى «بعض» العدل والإنصاف، و»قليل» من الرحمة والشفقة.. ثم تساءلوا.. هل هذا كثير علينا؟
مشكلة أزلية
وسط زحمة المتجمهرين حول محرر "اليوم"، من سكان الأحياء المجاورة لمهد الذهب، انبرى نايف المطيري، ليكون أول المتحدثين عن هذه المشكلة "أعول أسرة مكونة من 5 أفراد، ومشكلتي الأزلية أنا وأفراد أسرتي، تكمن في ارتفاع التلوث الناتج من منجم مهد الذهب، ولا نطلب من أي مسؤول شيئاً، غير أن نعيش في بيئة خالية من التلوث، وأعتقد أن هذا حق من حقوقنا"، وأكمل قائلا: "أفراد أسرتي بالكامل، يعانون من مشاكل صحية عدة، فأمي تعاني من الربو، وأبنائي الثلاثة وزوجتي، مصابون بالحساسية والربو، بالإضافة الى ظهور التشنجات التي تغير ملامح الوجه من اللون الأحمر إلى الأسود"، مضيفاً "طرقنا الأبواب كافة، وذهبنا الى جمعية حقوق الانسان في جدة، وحولونا إلى ديوان المظالم، وهذه الجهة، وتلك، لم يحرك أحد مسؤوليها ساكناً حتى الآن"، موضحاً "عندما علم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بالأمر، شكل لجنة للوقوف على حقيقة المشكلة، وأصدرت اللجنة محضر توصيات كامل، يتضمن 13 فقرة، لم ينفذ منها أي فقرة، وجعلوا أذنًا من طين وأخرى من عجين".
الربو والسرطان
ولا تختلف مشكلات عايض المطيري (مدرس يسكن المنطقة ذاتها)، عن مشكلات نايف، وقال: "أعاني من درن الصدر منذ 4 سنوات تقريباً، وسبب المرض اننى كنت أمارس لعبة كرة القدم مع زملائي في ملعب مجاور لمنجم الشركة صاحبة الامتياز، وأصبت بالمرض نتيجة الغبار الموجود في المنطقة"، مؤكداً "لست وحدي بالطبع من أصيب، فهناك حالات مماثلة وكثيرة مثلي، حتى قامت الإمارة بوضع لافتات تحذيرية من التواجد في المنطقة، ثم قامت بعدها مباشرة بغلق هذا الملعب بسبب السموم التي اصابت المنطقة، نتيجة هذا التلوث، كما أصيب صديقان لي بالمرض نفسه، ولا أبالغ أن الغالبية العظمى من سكان مهد الذهب، مصابون بالربو والسرطان بالدم والغدة الدراقية وأمراض الكلى المختلفة، وضعف البصر بسبب ازدياد العناصر الثقيلة في المنطقة وعوامل التلوث"، مؤكداً أن هذه الأعراض ظهرت على سائر المخلوقات من الطيور والنباتات في المنطقة" .
دول عربية
ويصرخ يوسف المطيري (من سكان المهد) بأعلى صوته، داعياً إلى إنقاذ أفراد أسرته من الأمراض الخبيثة، وقال: "أصيبت طفلتي الصغيرة بالرمد، وابن اختي بسرطان الدم، وشقيقة لي عمرها 16 عامًا بسرطان الأوردة، ووالدي مصاب بالربو، أى ان كل أفراد البيت مصابون تقريبا بشتى الأمراض، بسبب التلوث الموجود في المنطقة"، مؤكداً "لم يستطع الأطباء تحديد سبب مرض طفلة من الأسرة حتى الآن، لدرجة اننى طفت جميع المستشفيات، وسافرت بها الى دول عربية، ولكن دون فائدة".
نعومة الأتربة
ويأتي الحديث على لسان فهد سعود المصري، أكثر مرارة، ليس لسبب سوى أنه لا يبعد سوى أمتار قليلة عن المنجم، ويقول: "نعاني أشد المعاناة من الغبار الصاعد من عمليات التعدين اليومية، والتي لا تنتهي، ولا تترك مكاناً إلا دخلته، لنعومة الأتربة، التى تنتقل مع الهواء، ولو كان شبه ساكن"، موضحاً "يعاني أبنائي من تشنجات تحدث لهم، نتيجة الاختناق المستمر، وعدم وصول الاوكسجين الى الصدر، ويحدث مع هذه التشنجات تغيير في الوجة"، مضيفاً "عندي طفل أذهب به إلى المستشفى بمعدل 6 مرات يومياً، وأصبحت زائرا دائما على أبواب المنشآت الصحية، المختلفة، بسبب هذا التلوث والغبار المتناثر علينا من منجم الشركة صاحبة الامتياز".
الأوكسجين اللازم
وبأنفاس متقطعة، يشكو باسم خالد عبدالله المطيري (طالب بالصف الثالث المتوسط) من ضيق في التنفس، وحساسية، ويقول: "أراجع المستشفي بصفة يومية للحصول على الاوكسجين اللازم، كما تعاني أخواتي الاربع من المشكلات الصحية نفسها، بسبب العوالق والغبار الصاعد من منجم الشركة، حتى زملائي في المدرسة، يعانون العديد من المشاكل الصحية، بسبب ارتفاع نسبة التلوث في الجو".
عمال المنجم
كان طبيعياً، ألا تقتصر المعاناة على سكان المدينة، لتطال أيضًا في مقتل عمال المنجم أنفسهم، ويقول خالد المطيري: "أصبت بالفشل الكلوي بعد عملي بـ 4 سنوات بالمنجم، وبعد الفحص، ذهبت إلى مستشفي الحمادي في الرياض، قالوا لي إنك مصاب بنيروز الذهب، الناتج عن الغبار، الذي يحدث اثناء عملية التعدين"، مشيراً إلى إصابته أيضاً بـ"ترسب في الكلي، أعقبه بـ 4 شهور، فشل كلوي، وأثبتت التحاليل التي اجريتها في المستشفي الوطني بالمدينة المنورة ان سبب حدوث الفشل الكلوي، هو العوالق الطائرة في الهواء اثناء العمل بالمنجم"، مضيفاً "حولت إلى التأمينات الاجتماعية، وعرضت على اللجنة، التي رفضت التقرير الذي بحوزتي، وقالوا لي ان التقرير خاطئ، رغم ثبوت التحاليل باني مصاب، واخبرني الطبيب ان هناك حالات مماثلة، حدثت لعمال في كندا وجنوب افريقيا نتيجة العمل فى التعدين"، مضيفاً "لم استطع زراعة كلى، لأنني لم استطع تحمل مصاريف العملية والعلاج، وأصبحت حالتي الصحية تسير من سيئ الى أسوأ، وأغسل 3 مرات في الاسبوع بمبالغ باهظة ترهقنى وترهق أسرتي".
3 حالات
ويتابع المطيري "موقف الشركة بعد إصابتي، كان سيئاً للغاية، حيث أجبروني على تقديم استقالتي، وأعطوني راتبا مقدما بـ 3 سنوات، بعدها ينتهي العقد بينى وبين الشركة بشكل إجباري، علماً بأنني متزوج وأعول أسرة"، مشيرا أن "هناك 3 حالات أخرى لزملاء لي، فى العمل منهم أحمد العتيبي جار لي ومريض, وسعيد سعيد الذي توفي قبل فترة"، مؤكداً أنه في بيئة العمل "لا يوجد أي وقاية صحية في المنجم، سوي فلتر، وبمرور ساعة من العمل، يمتلئ بالأتربة بسبب عوادم المعدات"، مضيفاً "الشركة لا تتعامل مع العمال بشىء من الرحمة، بل تتخلص منهم عندما، يصيبهم المرض، دون تقديم اى مساعدات يواجهون بها صعوبة الحياة"، مؤكداً أن "الشركة تخلصت من 38 عاملاً دفعة واحدة، لمجرد أن ظهرت عليهم أعراض المرض"، موضحاً "لم نتقدم بأي دعوى قضائية على الشركة، لاننا أناس بسطاء جداً، ولا نعلم أى شيء عن هذه الاجراءات"، متمنياً على الشركة "نقل المرادم من وسط الكتلة السكنية، إلى مكان آخر"، وقال: "الشركة أعلنت أن نقل المرادم لمكان آخر بعيد عن الأحياء السكنية، سيتكلف 7 ملايين ريال، وهذا بالطبع ما لا تنوي عليه الشركة، التي تضع صحة المواطنين في آخر أولوياتها".
جهات حكومية
وعمل عبدالله عبدالجبار المطيري 13 سنة في منجم مهد الذهب، وخرج من هذه بإصابة بالغة في العين بسبب الشظايا المتناثرة أثناء عمله في التعدين، وقال: "تم فصلي العام 2000 بحجة انهم سيقلصون العمالة بسبب إغلاق المنجم بعد سنتين"، مضيفاً "رغم أننا الآن في 2010، إلا أن العمل مازال جاريا حتى الان"، مؤكداً "بعد فصلي من الشركة وحتى الآن، لم احصل على شيء من حقوقي المالية، مما أدخلني في دوامة، لا أعرف متى تنتهي، وذهبت الي كل من يهمة الامر من ديوان المظالم، ومكتب العمل، وأرسلت العديد من البرقيات والشكاوى لجهات حكومية، ولكن بلا جدوى"، مضيفاً "أنا رب أسرة وأعول 8 أبناء، 4 منهم مصابون بالربو والحساسية، بسبب استنشاقهم الهواء المحيط بالمنجم، وهي نفس المشكلة التي تواجه سكان مهد الذهب"، مشيراً إلى أن "الشركة صاحبة الامتياز، تضع مخلفات المناجم في احواض مكشوفة، تنبعث منها روائح وغازات سامة، تسبب الحساسية بالاضافة إلى العديد من الامراض الجلدية والوبائية الخطرة".
التلوث يتسرب الى سكان المهد في منازلهم
لم يكن لسكان «مهد الذهب» في المدينة المنورة، من اسم مدينتهم أدنى نصيب.. فالمعدن الأصفر، الذي يحتضنه باطن أرض مدينتهم ، يذهب لأصحابه، فيما لا يبقى لهم سوى «المعاناة» و»مر الشكوى».. فهل تصدقون أن 20 ألف مواطن، يسكنون «المهد»، تستوطن أجساد أغلبهم أمراض السرطان والفشل الكلوي، و»السليم» منهم، يعاني فقط من الربو وضيق التنفس.. هل تصدقون أن القدر كتب على هؤلاء طيلة ربع قرن، أن يستنشقوا هواءً ملوثاً بسلة من المعادن والكيماويات المستخرجة من باطن الأرض.. ومن يعترض عليه أن يكتم أنفاسه .. هل تصدقون أن لهؤلاء السكان شكاوى قديمة واعتراضات واستغاثات عمرها تجاوز الـ20 عاماً، وصلت إلى وزارات عدة، وجمعيات حقوق الإنسان، ورغم ذلك مازالت هذه الشكاوى محل بحث ودراسة.. هل تصدقون أن العاملين في منجم الذهب، عندما يمرضون ويسقطون أرضاً، يُستبدلون بآخرين «أصحاء»، ويُمنعون من أي حقوق.. بل يُمنعون من الذهاب إلى المستشفى إذا كانوا على رأس العمل، حتى لا تُلاحقهم تهمة «التكاسل والإهمال أثناء الدوام».. هل تصدقون أن سكان المدينة، رغم ما حدث، ورغم ما سيحدث، مازالوا يعشقون «مهدهم»، ولا يريدون شيئًا سوى «بعض» العدل والإنصاف، و»قليل» من الرحمة والشفقة.. ثم تساءلوا.. هل هذا كثير علينا؟
مشكلة أزلية
وسط زحمة المتجمهرين حول محرر "اليوم"، من سكان الأحياء المجاورة لمهد الذهب، انبرى نايف المطيري، ليكون أول المتحدثين عن هذه المشكلة "أعول أسرة مكونة من 5 أفراد، ومشكلتي الأزلية أنا وأفراد أسرتي، تكمن في ارتفاع التلوث الناتج من منجم مهد الذهب، ولا نطلب من أي مسؤول شيئاً، غير أن نعيش في بيئة خالية من التلوث، وأعتقد أن هذا حق من حقوقنا"، وأكمل قائلا: "أفراد أسرتي بالكامل، يعانون من مشاكل صحية عدة، فأمي تعاني من الربو، وأبنائي الثلاثة وزوجتي، مصابون بالحساسية والربو، بالإضافة الى ظهور التشنجات التي تغير ملامح الوجه من اللون الأحمر إلى الأسود"، مضيفاً "طرقنا الأبواب كافة، وذهبنا الى جمعية حقوق الانسان في جدة، وحولونا إلى ديوان المظالم، وهذه الجهة، وتلك، لم يحرك أحد مسؤوليها ساكناً حتى الآن"، موضحاً "عندما علم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بالأمر، شكل لجنة للوقوف على حقيقة المشكلة، وأصدرت اللجنة محضر توصيات كامل، يتضمن 13 فقرة، لم ينفذ منها أي فقرة، وجعلوا أذنًا من طين وأخرى من عجين".
الربو والسرطان
ولا تختلف مشكلات عايض المطيري (مدرس يسكن المنطقة ذاتها)، عن مشكلات نايف، وقال: "أعاني من درن الصدر منذ 4 سنوات تقريباً، وسبب المرض اننى كنت أمارس لعبة كرة القدم مع زملائي في ملعب مجاور لمنجم الشركة صاحبة الامتياز، وأصبت بالمرض نتيجة الغبار الموجود في المنطقة"، مؤكداً "لست وحدي بالطبع من أصيب، فهناك حالات مماثلة وكثيرة مثلي، حتى قامت الإمارة بوضع لافتات تحذيرية من التواجد في المنطقة، ثم قامت بعدها مباشرة بغلق هذا الملعب بسبب السموم التي اصابت المنطقة، نتيجة هذا التلوث، كما أصيب صديقان لي بالمرض نفسه، ولا أبالغ أن الغالبية العظمى من سكان مهد الذهب، مصابون بالربو والسرطان بالدم والغدة الدراقية وأمراض الكلى المختلفة، وضعف البصر بسبب ازدياد العناصر الثقيلة في المنطقة وعوامل التلوث"، مؤكداً أن هذه الأعراض ظهرت على سائر المخلوقات من الطيور والنباتات في المنطقة" .
دول عربية
ويصرخ يوسف المطيري (من سكان المهد) بأعلى صوته، داعياً إلى إنقاذ أفراد أسرته من الأمراض الخبيثة، وقال: "أصيبت طفلتي الصغيرة بالرمد، وابن اختي بسرطان الدم، وشقيقة لي عمرها 16 عامًا بسرطان الأوردة، ووالدي مصاب بالربو، أى ان كل أفراد البيت مصابون تقريبا بشتى الأمراض، بسبب التلوث الموجود في المنطقة"، مؤكداً "لم يستطع الأطباء تحديد سبب مرض طفلة من الأسرة حتى الآن، لدرجة اننى طفت جميع المستشفيات، وسافرت بها الى دول عربية، ولكن دون فائدة".
نعومة الأتربة
ويأتي الحديث على لسان فهد سعود المصري، أكثر مرارة، ليس لسبب سوى أنه لا يبعد سوى أمتار قليلة عن المنجم، ويقول: "نعاني أشد المعاناة من الغبار الصاعد من عمليات التعدين اليومية، والتي لا تنتهي، ولا تترك مكاناً إلا دخلته، لنعومة الأتربة، التى تنتقل مع الهواء، ولو كان شبه ساكن"، موضحاً "يعاني أبنائي من تشنجات تحدث لهم، نتيجة الاختناق المستمر، وعدم وصول الاوكسجين الى الصدر، ويحدث مع هذه التشنجات تغيير في الوجة"، مضيفاً "عندي طفل أذهب به إلى المستشفى بمعدل 6 مرات يومياً، وأصبحت زائرا دائما على أبواب المنشآت الصحية، المختلفة، بسبب هذا التلوث والغبار المتناثر علينا من منجم الشركة صاحبة الامتياز".
الأوكسجين اللازم
وبأنفاس متقطعة، يشكو باسم خالد عبدالله المطيري (طالب بالصف الثالث المتوسط) من ضيق في التنفس، وحساسية، ويقول: "أراجع المستشفي بصفة يومية للحصول على الاوكسجين اللازم، كما تعاني أخواتي الاربع من المشكلات الصحية نفسها، بسبب العوالق والغبار الصاعد من منجم الشركة، حتى زملائي في المدرسة، يعانون العديد من المشاكل الصحية، بسبب ارتفاع نسبة التلوث في الجو".
عمال المنجم
كان طبيعياً، ألا تقتصر المعاناة على سكان المدينة، لتطال أيضًا في مقتل عمال المنجم أنفسهم، ويقول خالد المطيري: "أصبت بالفشل الكلوي بعد عملي بـ 4 سنوات بالمنجم، وبعد الفحص، ذهبت إلى مستشفي الحمادي في الرياض، قالوا لي إنك مصاب بنيروز الذهب، الناتج عن الغبار، الذي يحدث اثناء عملية التعدين"، مشيراً إلى إصابته أيضاً بـ"ترسب في الكلي، أعقبه بـ 4 شهور، فشل كلوي، وأثبتت التحاليل التي اجريتها في المستشفي الوطني بالمدينة المنورة ان سبب حدوث الفشل الكلوي، هو العوالق الطائرة في الهواء اثناء العمل بالمنجم"، مضيفاً "حولت إلى التأمينات الاجتماعية، وعرضت على اللجنة، التي رفضت التقرير الذي بحوزتي، وقالوا لي ان التقرير خاطئ، رغم ثبوت التحاليل باني مصاب، واخبرني الطبيب ان هناك حالات مماثلة، حدثت لعمال في كندا وجنوب افريقيا نتيجة العمل فى التعدين"، مضيفاً "لم استطع زراعة كلى، لأنني لم استطع تحمل مصاريف العملية والعلاج، وأصبحت حالتي الصحية تسير من سيئ الى أسوأ، وأغسل 3 مرات في الاسبوع بمبالغ باهظة ترهقنى وترهق أسرتي".
3 حالات
ويتابع المطيري "موقف الشركة بعد إصابتي، كان سيئاً للغاية، حيث أجبروني على تقديم استقالتي، وأعطوني راتبا مقدما بـ 3 سنوات، بعدها ينتهي العقد بينى وبين الشركة بشكل إجباري، علماً بأنني متزوج وأعول أسرة"، مشيرا أن "هناك 3 حالات أخرى لزملاء لي، فى العمل منهم أحمد العتيبي جار لي ومريض, وسعيد سعيد الذي توفي قبل فترة"، مؤكداً أنه في بيئة العمل "لا يوجد أي وقاية صحية في المنجم، سوي فلتر، وبمرور ساعة من العمل، يمتلئ بالأتربة بسبب عوادم المعدات"، مضيفاً "الشركة لا تتعامل مع العمال بشىء من الرحمة، بل تتخلص منهم عندما، يصيبهم المرض، دون تقديم اى مساعدات يواجهون بها صعوبة الحياة"، مؤكداً أن "الشركة تخلصت من 38 عاملاً دفعة واحدة، لمجرد أن ظهرت عليهم أعراض المرض"، موضحاً "لم نتقدم بأي دعوى قضائية على الشركة، لاننا أناس بسطاء جداً، ولا نعلم أى شيء عن هذه الاجراءات"، متمنياً على الشركة "نقل المرادم من وسط الكتلة السكنية، إلى مكان آخر"، وقال: "الشركة أعلنت أن نقل المرادم لمكان آخر بعيد عن الأحياء السكنية، سيتكلف 7 ملايين ريال، وهذا بالطبع ما لا تنوي عليه الشركة، التي تضع صحة المواطنين في آخر أولوياتها".
جهات حكومية
وعمل عبدالله عبدالجبار المطيري 13 سنة في منجم مهد الذهب، وخرج من هذه بإصابة بالغة في العين بسبب الشظايا المتناثرة أثناء عمله في التعدين، وقال: "تم فصلي العام 2000 بحجة انهم سيقلصون العمالة بسبب إغلاق المنجم بعد سنتين"، مضيفاً "رغم أننا الآن في 2010، إلا أن العمل مازال جاريا حتى الان"، مؤكداً "بعد فصلي من الشركة وحتى الآن، لم احصل على شيء من حقوقي المالية، مما أدخلني في دوامة، لا أعرف متى تنتهي، وذهبت الي كل من يهمة الامر من ديوان المظالم، ومكتب العمل، وأرسلت العديد من البرقيات والشكاوى لجهات حكومية، ولكن بلا جدوى"، مضيفاً "أنا رب أسرة وأعول 8 أبناء، 4 منهم مصابون بالربو والحساسية، بسبب استنشاقهم الهواء المحيط بالمنجم، وهي نفس المشكلة التي تواجه سكان مهد الذهب"، مشيراً إلى أن "الشركة صاحبة الامتياز، تضع مخلفات المناجم في احواض مكشوفة، تنبعث منها روائح وغازات سامة، تسبب الحساسية بالاضافة إلى العديد من الامراض الجلدية والوبائية الخطرة".