فهيد الايدا المورقي
09-Jun-2010, 06:47 PM
الرياض - فهد سعود
يرى الكثير من الغربيين أن المملكة العربية السعودية تتغير بسرعة كبيرة، بشكل بدأ يلفت انتباه كل شخص يزورها، معتبرين أن الثورة لا تحدث على صعيد التطور العمراني وكثرة المشاريع التنموية فقط، بل في أذهان الأشخاص أيضاً.
وفي الذكرى الخامسة لبيعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي توافق يوم الاربعاء 9 يونيو (حزيران)، فإن المملكة شهدت الكثير من التغيرات، والمتغيرات، داخلياً، وخارجياً، على كل الأصعدة، الاجتماعية والثقافية والإعلامية، وحتى السياسية.
فقد أصبحت المملكة ركيزة أساسية في قائمة الدول الأقوى عالمياً، من خلال انضمامها لمجموعة العشرين g20 لتكون إحدى الدول صانعة القرار السياسي والاقتصادي في العالم، كما كانت المملكة تحت الأضواء لفترة طويلة، من خلال حدثين مهمين، هما إطلاق الملك عبدالله لمبادرة "حوار الأديان" الذي لاقت فكرته رواجاً عالمياً كبيراً، إضافة الى افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" التي يديرها البروفيسور السنغافوري تشون فونغ شي، ويدرس في حرمها الجامعي – على ساحل البحر الأحمر - عشرات المختصين من كل مكان في العالم.
الحوار الوطني
داخلياً، اهتمت المملكة خلال السنوات الخمس الماضية بالحوار الوطني، حيث منح قرار الملك عبدالله في هذا الصدد البلاد منتدى عاماً لمناقشة الكثير من القضايا التي كانت حتى وقتٍ قريب من المحظورات، سواء كان حوار السنة والشيعة أو قضايا المرأة أو الاختلاط، والتطرف والإرهاب.
ومن أبرز ملامح الإصلاح، التي تعتبر من التغييرات التاريخية للملك عبدالله اهتمامه الكبير بمجال التعليم، فقد قفز عدد الجامعات في البلاد من 7 إلى 24 جامعة، كما يعمل عدد منها بالشراكة مع الجامعات الأجنبية، وتتخصص في الطب والمحاسبة والتكنولوجيا والحقوق وغيرها، كما يدرس عشرات الآلاف من الطلاب في الجامعات المنتشرة في العالم من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
وفي عهد الملك عبدالله أصبح للمرأة مكانة وحضور كبيران، غير أنه كان دائماً يحرص على تكريم المتفوقات والمبدعات، فقد تم في عهده تعيين أول امرأة في منصب رسمي، وهي نورة الفائز، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات، إضافة إلى تعيين الإعلامية سناء مؤمنة في منصب مدير عام قناة "أجيال" التي انطلق بثها مع عدد من القنوات السعودية الجديدة أخيراً.
فندي: الحالة السعودية
مأمون فندي
ويرى الكاتب والباحث المصري مأمون فندي أن أكبر إنجازات الملك عبدالله أنه نقل المملكة من حالة "شرق أوسطية" الى حالة عالمية، من خلال g20 للدول العالمية الاكبر، حيث لم تعد المملكة لاعباً أجنبياً، بل لاعباً عالمياً وهذه أهم إنجازات الملك من ناحية السياسات الخارجية.
ويضيف متحدثاً من لندن: "المملكة تعتبر عمق استقرار في المنطقة، أوجدت استقراراً عالمياً في عالم يعاني من كل تهديدات تأتيه من كل جهة". مضيفاً: "تحقق كل ذلك دون أن تتدخل في شؤون الغير، فهي تحترم القانون الدولي والأعراف الدولية".
ويخلص فندي للقول إن أبرز انجازات الملك عبدالله أنه نقل السعودية من حالة شرق أوسطية إلى حالة عالمية مؤثرة، إضافة إلى أنه نقل ما يسمى بالحوار الداخلي في المملكة إلى العالم، من خلال ما يعرف بحوار الأديان.
بن بخيت: استراتيجية الملك
عبد الله بن بخيت
من جهته، يرى الكاتب السعودية عبدالله بن بخيت أن المملكة أصبحت واحدة من الدول المتقدمة في مجال حرية الرأي، معتبراً أنه منذ أن تولى الملك عبدالله مقاليد الحكم في المملكة وحتى اليوم يعادل التقدم الإعلامي فيها تقريباً 50 سنة مضت.
مضيفاً: هذا ينطبق أيضاً على التعليم الذي لا تظهر آثاره على الفوز، بل تحتاج إلى سنوات طويلة، وهذا نلاحظه من القفزة الكبيرة التي شهدتها السعودية في ما يخص الجامعات، من 7 جامعات عدد منها دينية ولا تحسب جامعات بالمعنى الصحيح، إلى أكثر من 20 جامعة حقيقية".
مشيراً إلى أن توقف ابتعاث الطلبة للخارج، سنوات طويلة، أثر كثيراً في البلاد، حتى جاء قرار الملك عبدالله وفتح الباب لتعتبر المملكة اكثر بلداً يعلم أبناءه في الخارج.
وختم هذا الجزء بالقول: "هذه ملامح الملك عبدالله، فهو يضع استراتيجية، قد لا نلمسها في حياتنا اليومية، لكننا سنلمسها في جيل قادم. المملكة تحتاج إلى إصلاح استراتيجي، والملك عبدالله يعمل على هذا الأساس".
وفي الآونة الأخيرة زادت صورة المرأة في الإعلام بروزاً، فقد أصبحت كاتبة، ومحاورة، ومشاركة في الأندية الثقافية والمناسبات الوطنية الكبرى. وعن دور المرأة في الإعلام يقول بن بخيت: "الإعلام أدخل المرأة ضمن العملية الاعلامية، وساهم بتسليط الأضواء على قضاياها".
ويشير بن بخيت إلى أن الكثيرين كانوا في السابق يرفضون الحديث عن المرأة، معتبرين أنها تعيش حياة رائعة وعظيمة، ليساهم الانفتاح والحوار في المملكة على كسر هذا الحاجز الذي يعتبر المرأة من التابوهات التي لا يمكن الحديث عنها.
المعينا: حقوق الإنسان
خالد المعنيا
رئيس تحرير مجلة "عرب نيوز"، خالد المعينا، تطرق لقضية حقوق الانسان، معتبراً أن أهم ما سجل في هذا الجانب هو إعطاء الحرية للشعب السعودي، اضافة إلى حرية التعبير بالنسبة للعاملين في حقل الإعلام.
كما أشار إلى أن أبرز ملامح التغيير هو "الصوت البديل"، حيث إنه قديماً "كان هناك صوت واحد مسيطر، وهو صوت المتشددين وصوت التطرف، بينما الآن هناك صوت آخر يعبر عن رأيه بحرية".
وأكد المعينا أن الإعلام أصبح يهتم بقضايا المرأة وحقوقها، رغم أنه لم يصل إلى حد الكمال، ولكنها خطوات جيدة، إضافة إلى التركيز على القضايا الاجتماعية مثل الاهتمام بمشاكل الاطفال، والتحرش الجنسي، ومسائل أخرى كان الإعلام لا يستطيع التطرق لها بحرية، مثل محاربة الفساد.
وضرب مثالاً على هذا الأمر بالقول إنه قديماً لا أحد يستطيع أن يكتب عن الرشاوى، وحين ينتقد رجل المرور وكأنه انتقد الوزير. لكن الناس تغيّرت الآن وأصبح صوتها أقوى من السابق.
وعن الملك عبدالله، يقول المعينا إن شخصيته ومكانته جعلتنا نصل الى قمة العشرين لأقوى دول العالم، فالملك عبدالله أعتبره رجل دولة وليس سياسياً، هناك فرق بين الاثنين، رجل دولة يقول ما يعنيه ويعني ما يقوله.
النصف: دبلوماسية الزيارة
من جهته، علّق الكاتب الكويتي سامي النصف على فترة حكم العاهل السعودي بالقول: "أتصور أن مرحلة الملك عبدالله تميزت بأمور عدة منها قضية الانفتاح بالداخل والخارج، شاهدنا الحوار الوطني بالداخل السعودي، كما شاهدنا في الخارج أكثر من مبادرة تجاه التوجهات الاخرى مثل حوار الأديان".
مضيفاً: "امتاز عهد الملك بدبلوماسية الزيارة، فقد شهدت المملكة الكثير من الزيارات المثمرة لمختلف دول العالم، كما أصبحت المملكة وهي في مهد الخليج ضمن الدول العشرين الأكبر في العالم".
تميّز النساء السعوديات
سامي النصف
وأضاف النصف قائلاً: "شاهدنا كذلك ضمن مرحلة الملك عبدالله التميز النسائي السعودي، فنجد اليوم أن أكبر المتميزات بالوطن العربي هن سيدات سعوديات، حُزن كثيراً من الجوائز الدولية والتميز الدولي وهذه كلها تمت في حقبة الملك عبدالله".
مشيراً إلى قضية أخرى تلاحظ في تحركات المملكة: "إضافة الى البراغماتية، هناك الحزم. مع الملك عبدالله شاهدنا القرار الحاسم في مختلف القضايا، بحيث لا تبقى قضايا معلقة، أينما يحتاج الامر الى قرار نجد القرار السريع والحاسم".
وخلص النصف للقول إن الحكمة كذلك هي الضلع الثالث لسياسة المملكة ولسياسة الملك عبدالله، فدائماً هناك حكمة وتعقل وحرص شديد على الوحدة الخليجية والوحدة العربية والوحدة الاسلامية، دائماً كان هناك تحرك فعال للملك عبدالله وللسياسة السعودية لضمان -في بعض الاحيان- الحدود الدنيا للتضامن العربي، فلم تكن السعودية في يوم من الأيام خارجة عن إطار التعاون والإجماع العربي والإسلامي، ونذكر هنا ما حدث في قمة الكويت من بادرة وحّدت الصف العربي.
الكعيد: تاريخية التعليم
وأسهب الكاتب السعودي عبدالله الكعيد في الحديث عن الجوانب التعليمية، معتبراً أن القرارات العلمية والمعرفية هي الأكثر تأثيراً في المجتمع السعودي، وأطلق لقب "ملك العلم والمعرفة" على العاهل السعودي، ففي عهده أصبحت جامعات المملكة 26 جامعة، بدلاً من 7 طول الأربعة عقود الماضية.
وقال الكعيد: "الشيء المذهل وغير المتوقع في المتغيرات التي حدثت في المملكة خلال الخمس سنوات من عهد الملك عبدالله هي تلك الطفرة غير المسبوقة في المجال العلمي والتعليمي، ففي الوقت الذي كنا نتباهى بوجود 7 جامعات انشئت قبل ما يزيد على أربعة عقود، فاجأ الملك عبدالله المجتمع المحلي والعالم بأنه أصبح لدينا 26 جامعة خلال سنوات خمس، وهذا أمر لا يمكن أن يتوقعه أحد".
ومضى قائلاً: "ربما من السهل بناء طرق أو بنايات، ولكن في ما يتعلق بالجامعات وبهذا النوع من التخصصات، ومن ضمنها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"، فهذا هو التطور النوعي الذي يقال عنه إنه تطور، وله معنى على المدى البعيد في بناء الإنسان والعقول، لأنها أهم من بناء الخراسانات".
وخلص للقول: "وحتى على المستوى التعليمي ليس فقط كانت القفزة كميّة، لكنها أيضاً قفزة نوعية بكمية المخرجات التعليمية التي ننتظرها من هذه الجامعات، اضافة لما يقارب 100 ألف طالب سعودي منتشر في جامعات العالم يدرس ويتثقف ويختلط بالمجتمعات المتقدمة والمتطورة، وحين يعودون قطعاً سيكون لهم تأثير اجتماعي وسياسي وثقافي على مستوى المملكة.
يرى الكثير من الغربيين أن المملكة العربية السعودية تتغير بسرعة كبيرة، بشكل بدأ يلفت انتباه كل شخص يزورها، معتبرين أن الثورة لا تحدث على صعيد التطور العمراني وكثرة المشاريع التنموية فقط، بل في أذهان الأشخاص أيضاً.
وفي الذكرى الخامسة لبيعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي توافق يوم الاربعاء 9 يونيو (حزيران)، فإن المملكة شهدت الكثير من التغيرات، والمتغيرات، داخلياً، وخارجياً، على كل الأصعدة، الاجتماعية والثقافية والإعلامية، وحتى السياسية.
فقد أصبحت المملكة ركيزة أساسية في قائمة الدول الأقوى عالمياً، من خلال انضمامها لمجموعة العشرين g20 لتكون إحدى الدول صانعة القرار السياسي والاقتصادي في العالم، كما كانت المملكة تحت الأضواء لفترة طويلة، من خلال حدثين مهمين، هما إطلاق الملك عبدالله لمبادرة "حوار الأديان" الذي لاقت فكرته رواجاً عالمياً كبيراً، إضافة الى افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" التي يديرها البروفيسور السنغافوري تشون فونغ شي، ويدرس في حرمها الجامعي – على ساحل البحر الأحمر - عشرات المختصين من كل مكان في العالم.
الحوار الوطني
داخلياً، اهتمت المملكة خلال السنوات الخمس الماضية بالحوار الوطني، حيث منح قرار الملك عبدالله في هذا الصدد البلاد منتدى عاماً لمناقشة الكثير من القضايا التي كانت حتى وقتٍ قريب من المحظورات، سواء كان حوار السنة والشيعة أو قضايا المرأة أو الاختلاط، والتطرف والإرهاب.
ومن أبرز ملامح الإصلاح، التي تعتبر من التغييرات التاريخية للملك عبدالله اهتمامه الكبير بمجال التعليم، فقد قفز عدد الجامعات في البلاد من 7 إلى 24 جامعة، كما يعمل عدد منها بالشراكة مع الجامعات الأجنبية، وتتخصص في الطب والمحاسبة والتكنولوجيا والحقوق وغيرها، كما يدرس عشرات الآلاف من الطلاب في الجامعات المنتشرة في العالم من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
وفي عهد الملك عبدالله أصبح للمرأة مكانة وحضور كبيران، غير أنه كان دائماً يحرص على تكريم المتفوقات والمبدعات، فقد تم في عهده تعيين أول امرأة في منصب رسمي، وهي نورة الفائز، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات، إضافة إلى تعيين الإعلامية سناء مؤمنة في منصب مدير عام قناة "أجيال" التي انطلق بثها مع عدد من القنوات السعودية الجديدة أخيراً.
فندي: الحالة السعودية
مأمون فندي
ويرى الكاتب والباحث المصري مأمون فندي أن أكبر إنجازات الملك عبدالله أنه نقل المملكة من حالة "شرق أوسطية" الى حالة عالمية، من خلال g20 للدول العالمية الاكبر، حيث لم تعد المملكة لاعباً أجنبياً، بل لاعباً عالمياً وهذه أهم إنجازات الملك من ناحية السياسات الخارجية.
ويضيف متحدثاً من لندن: "المملكة تعتبر عمق استقرار في المنطقة، أوجدت استقراراً عالمياً في عالم يعاني من كل تهديدات تأتيه من كل جهة". مضيفاً: "تحقق كل ذلك دون أن تتدخل في شؤون الغير، فهي تحترم القانون الدولي والأعراف الدولية".
ويخلص فندي للقول إن أبرز انجازات الملك عبدالله أنه نقل السعودية من حالة شرق أوسطية إلى حالة عالمية مؤثرة، إضافة إلى أنه نقل ما يسمى بالحوار الداخلي في المملكة إلى العالم، من خلال ما يعرف بحوار الأديان.
بن بخيت: استراتيجية الملك
عبد الله بن بخيت
من جهته، يرى الكاتب السعودية عبدالله بن بخيت أن المملكة أصبحت واحدة من الدول المتقدمة في مجال حرية الرأي، معتبراً أنه منذ أن تولى الملك عبدالله مقاليد الحكم في المملكة وحتى اليوم يعادل التقدم الإعلامي فيها تقريباً 50 سنة مضت.
مضيفاً: هذا ينطبق أيضاً على التعليم الذي لا تظهر آثاره على الفوز، بل تحتاج إلى سنوات طويلة، وهذا نلاحظه من القفزة الكبيرة التي شهدتها السعودية في ما يخص الجامعات، من 7 جامعات عدد منها دينية ولا تحسب جامعات بالمعنى الصحيح، إلى أكثر من 20 جامعة حقيقية".
مشيراً إلى أن توقف ابتعاث الطلبة للخارج، سنوات طويلة، أثر كثيراً في البلاد، حتى جاء قرار الملك عبدالله وفتح الباب لتعتبر المملكة اكثر بلداً يعلم أبناءه في الخارج.
وختم هذا الجزء بالقول: "هذه ملامح الملك عبدالله، فهو يضع استراتيجية، قد لا نلمسها في حياتنا اليومية، لكننا سنلمسها في جيل قادم. المملكة تحتاج إلى إصلاح استراتيجي، والملك عبدالله يعمل على هذا الأساس".
وفي الآونة الأخيرة زادت صورة المرأة في الإعلام بروزاً، فقد أصبحت كاتبة، ومحاورة، ومشاركة في الأندية الثقافية والمناسبات الوطنية الكبرى. وعن دور المرأة في الإعلام يقول بن بخيت: "الإعلام أدخل المرأة ضمن العملية الاعلامية، وساهم بتسليط الأضواء على قضاياها".
ويشير بن بخيت إلى أن الكثيرين كانوا في السابق يرفضون الحديث عن المرأة، معتبرين أنها تعيش حياة رائعة وعظيمة، ليساهم الانفتاح والحوار في المملكة على كسر هذا الحاجز الذي يعتبر المرأة من التابوهات التي لا يمكن الحديث عنها.
المعينا: حقوق الإنسان
خالد المعنيا
رئيس تحرير مجلة "عرب نيوز"، خالد المعينا، تطرق لقضية حقوق الانسان، معتبراً أن أهم ما سجل في هذا الجانب هو إعطاء الحرية للشعب السعودي، اضافة إلى حرية التعبير بالنسبة للعاملين في حقل الإعلام.
كما أشار إلى أن أبرز ملامح التغيير هو "الصوت البديل"، حيث إنه قديماً "كان هناك صوت واحد مسيطر، وهو صوت المتشددين وصوت التطرف، بينما الآن هناك صوت آخر يعبر عن رأيه بحرية".
وأكد المعينا أن الإعلام أصبح يهتم بقضايا المرأة وحقوقها، رغم أنه لم يصل إلى حد الكمال، ولكنها خطوات جيدة، إضافة إلى التركيز على القضايا الاجتماعية مثل الاهتمام بمشاكل الاطفال، والتحرش الجنسي، ومسائل أخرى كان الإعلام لا يستطيع التطرق لها بحرية، مثل محاربة الفساد.
وضرب مثالاً على هذا الأمر بالقول إنه قديماً لا أحد يستطيع أن يكتب عن الرشاوى، وحين ينتقد رجل المرور وكأنه انتقد الوزير. لكن الناس تغيّرت الآن وأصبح صوتها أقوى من السابق.
وعن الملك عبدالله، يقول المعينا إن شخصيته ومكانته جعلتنا نصل الى قمة العشرين لأقوى دول العالم، فالملك عبدالله أعتبره رجل دولة وليس سياسياً، هناك فرق بين الاثنين، رجل دولة يقول ما يعنيه ويعني ما يقوله.
النصف: دبلوماسية الزيارة
من جهته، علّق الكاتب الكويتي سامي النصف على فترة حكم العاهل السعودي بالقول: "أتصور أن مرحلة الملك عبدالله تميزت بأمور عدة منها قضية الانفتاح بالداخل والخارج، شاهدنا الحوار الوطني بالداخل السعودي، كما شاهدنا في الخارج أكثر من مبادرة تجاه التوجهات الاخرى مثل حوار الأديان".
مضيفاً: "امتاز عهد الملك بدبلوماسية الزيارة، فقد شهدت المملكة الكثير من الزيارات المثمرة لمختلف دول العالم، كما أصبحت المملكة وهي في مهد الخليج ضمن الدول العشرين الأكبر في العالم".
تميّز النساء السعوديات
سامي النصف
وأضاف النصف قائلاً: "شاهدنا كذلك ضمن مرحلة الملك عبدالله التميز النسائي السعودي، فنجد اليوم أن أكبر المتميزات بالوطن العربي هن سيدات سعوديات، حُزن كثيراً من الجوائز الدولية والتميز الدولي وهذه كلها تمت في حقبة الملك عبدالله".
مشيراً إلى قضية أخرى تلاحظ في تحركات المملكة: "إضافة الى البراغماتية، هناك الحزم. مع الملك عبدالله شاهدنا القرار الحاسم في مختلف القضايا، بحيث لا تبقى قضايا معلقة، أينما يحتاج الامر الى قرار نجد القرار السريع والحاسم".
وخلص النصف للقول إن الحكمة كذلك هي الضلع الثالث لسياسة المملكة ولسياسة الملك عبدالله، فدائماً هناك حكمة وتعقل وحرص شديد على الوحدة الخليجية والوحدة العربية والوحدة الاسلامية، دائماً كان هناك تحرك فعال للملك عبدالله وللسياسة السعودية لضمان -في بعض الاحيان- الحدود الدنيا للتضامن العربي، فلم تكن السعودية في يوم من الأيام خارجة عن إطار التعاون والإجماع العربي والإسلامي، ونذكر هنا ما حدث في قمة الكويت من بادرة وحّدت الصف العربي.
الكعيد: تاريخية التعليم
وأسهب الكاتب السعودي عبدالله الكعيد في الحديث عن الجوانب التعليمية، معتبراً أن القرارات العلمية والمعرفية هي الأكثر تأثيراً في المجتمع السعودي، وأطلق لقب "ملك العلم والمعرفة" على العاهل السعودي، ففي عهده أصبحت جامعات المملكة 26 جامعة، بدلاً من 7 طول الأربعة عقود الماضية.
وقال الكعيد: "الشيء المذهل وغير المتوقع في المتغيرات التي حدثت في المملكة خلال الخمس سنوات من عهد الملك عبدالله هي تلك الطفرة غير المسبوقة في المجال العلمي والتعليمي، ففي الوقت الذي كنا نتباهى بوجود 7 جامعات انشئت قبل ما يزيد على أربعة عقود، فاجأ الملك عبدالله المجتمع المحلي والعالم بأنه أصبح لدينا 26 جامعة خلال سنوات خمس، وهذا أمر لا يمكن أن يتوقعه أحد".
ومضى قائلاً: "ربما من السهل بناء طرق أو بنايات، ولكن في ما يتعلق بالجامعات وبهذا النوع من التخصصات، ومن ضمنها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"، فهذا هو التطور النوعي الذي يقال عنه إنه تطور، وله معنى على المدى البعيد في بناء الإنسان والعقول، لأنها أهم من بناء الخراسانات".
وخلص للقول: "وحتى على المستوى التعليمي ليس فقط كانت القفزة كميّة، لكنها أيضاً قفزة نوعية بكمية المخرجات التعليمية التي ننتظرها من هذه الجامعات، اضافة لما يقارب 100 ألف طالب سعودي منتشر في جامعات العالم يدرس ويتثقف ويختلط بالمجتمعات المتقدمة والمتطورة، وحين يعودون قطعاً سيكون لهم تأثير اجتماعي وسياسي وثقافي على مستوى المملكة.