تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقال رائع للدكتور صنهات العتيبي


الرومي
24-May-2010, 07:24 PM
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...

د. صنهات العتيبي كان كاتبا في صحيفة " الرياض " ، ولم نعد نقرأ له فيها شيئا ، ولا يُدرى ما السبب ؟

ويلحظ على صحيفة " الرياض " أن عددا من كتابها هاجروا منها ومن آخرهم الكاتب سعد الدوسري الذي انتقل من صحيفة " الرياض " إلى " الجزيرة " ، الله أعلم ما السبب ؟

نعود للدكتور صنهات ... فالدكتور صاحب قلم مميز ، وله مقالات اشتهر بها رائعة وقوية وتلامس الحراك الداخلي ، وانتقل إلى الكتابة في صحيفة " سبق " الإلكترونية .

نشرت له " سبق " اليوم مقالا عن مجموعة من الكُتاب في الصحف المحلية ، ولفت النظر إلى مغزى مقالاتهم مع شيء من السخرية بهم ، وخاصة أحدهم ممن كان أول من أحدث قام بأعمال إرهابية في البلد ، وانتقل من الطرف إلى الطرف الآخر نسأل الله الثبات ، ولم يمر بالوسط .

المقال رائعة من روائع الدكتور صنهات في كشف هؤلاء الكُتاب الذين وجدوا مساحة في النيل من أرض الحرمين ، وتشويه صورتها بكتاباتهم ، وطرحوا أحلاما لم يذركوها صراحة ، وإنما يأتون بالأمثلة كالثورة الفرنسية ، وما قبل الثورة ! ، وكأنهم يصورن مشهدا مشابها قد يقع في يوم من الأيام في بلاد الحرمين نسأل الله أن لا يحقق لهم غاية ... آمين .

د. صنهات كاتب وكني شريف لم يرضَ بما ينشر على صفحات الصحف المحلية فانبرى لفضح ما عند أؤلئك الكُتاب جزاه الله خيرا .




هل كشر الليـبراليون عن أنيابهم؟


ظلت الليـبرالية السعودية لسنوات طويلة وليس لها إلا “ناب” واحد أشبه ما يكون ب “ضرس العجوز” لا يدمي ولا يـبرد قلوب الليبراليين السعوديين المتمردين على دينهم وثـقافتهم يركضون خلف سراب الليـبرالية البراغماتية والحرية الأمريكية الحمراء ولو تحققت سيطرة الكاوبوي لفعل بهم ما فعله بالعراقيين في “أبو غريب”!!

ولكن شيئا فشيئا نمت الليـبرالية كمثل نبات الصّبار وتفشت الهشاشة الفكرية بشكل غريب وظهرت الدونية الثـقافية في أتعس صورها فجاءوا على صدر “ضب” واحد يـبشرون بالتـنوير الفرنسي خلف أسطورتهم المدعو شاكر نابلسي!! ولو تحقق لفرنسا شيء من السيطرة لفعلت بهم فرنسا النور ما فعلته بالقرية الجزائرية التي قصفتها بالمدافع فقتلت في ضحوية واحدة أربعين ألفاً من الموحدين برجالهم ونسائهم وأطفالهم وحيواناتهم وكل ما يتـنفس فكان قصدا أن يموت أطفال الجزائر لتحيا فرنسا الحرية والعدل والمساواة!! فهل نـنـتظر ليأتي “نور” باريس المزعوم ويطفئ نور الله في ارض الحرمين؟ (فشر) ولن يحدث هذا وفينا عرق ينبض!!

اليوم ومن على منابر أعلامنا الرسمي والشبه رسمي ظهر من خلف براطم الليـبرالية السعودية أنياب صفراء وبرتقالية وموف!!

واستمرت مسيرة النهش في الخطاب الديني والثـقافة الإسلامية بشتى الطرق والأساليب منها شيء ابتكروه ليتـناسب مع روح العصر وتطور التكنولوجيا ومنها شيء ابتدعوه من بنات أفكارهم العرايا في “مرقص” النخاسة الفكرية ومنها شيء استوردوه من أساليب أعداء الدين على مر التاريخ من بني قريظة وكفار قريش إلى الموساد والسي أي أيه وصحف الدنمرك!!

ولأنه يجمع الليبراليين السعوديين “جامع” ليلي بالسفارات والاستخبارات والصحوات وجحافل الصفويين في العراق فقد اجمعوا على حرب الإسلام مهما كان الاسم الذي يختارونه سواء الوهابـية أو السلفية أو مشايخ الصحوة أو الخطاب الديني، سمها ما شئت فقد عقدوا العزم على الحرب والكرة الجهنمية تتدحرج وكل يوم يأتي بالغث والغـثيث!! وكان لبروز “دعم” غريب من قبل مجموعة من الواهمين المرتبكين المرتعشين الذين يدّعون أنهم من فئة المتحررين والمتحررات وإنما تحرروا من عقال الدين والوطنية والأخلاق يمرحون في”صوالين” الحرية ومراكز (الحر والحرير) ودواوين العم سام!!

لذا تواصل العض الليـبرالي الخبـيث ليصل إلى مستويات لم تكن تخطر على البال وسماء الصحف الرسمية ملبدة بالغيوم!!

الملاحظ أن الهجوم الليبرالي يركز على الطرف الثاني من العقد الفريد وأخذ شكل الغارات المتوالية على المؤسسات التي تمثل هذا الطرف مثل القضاء والإفتاء وهيئة الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الأفكار العامةوالخطاب الخاص لهذا الطرف ومن ذلك عرض بعض التهويلات والمقالات المنكرة ورسوم الكاريكاتير المسيئة لبعض الأفكار المتعلقة بالشريعة والخطاب الديني كالسخرية من الدعاء والتعريض بالرقية الشرعية وبالإمكان الرجوع إلى بعض مقالات “داشر العطايف” في الجريدة الرسمية التي تصدر من عاصمة بلاد الحرمين لقراءة المزيد من الغثاء والعدوانية تجاه الدين على وجه العموم والسلفية على وجه الخصوص!!

وليس هذا الداشر هو الوحيد فكل صحيفة من صحف الوطن المظلوم فيها داشر وفاسق ورويبضة وهبلا..!!

الطرف الثاني ناله الكثير من الإسفاف ولكن هاهي السلسلة الجهنمية قد امتدت إلى أبعاد خطيرة فعندما صدر تصريح رسمي عن الوهابـية وصفت فيه بأنها مجرد امتداد للسلف الصالح قامت قناة الصهاينة العربية مع سبق الإصرار والترصد بإعادة حلقة قديمة جدا!! من برنامج اضاءات يتعرض فيها المدعو علي الرباعي للوهابية والخطاب الوهابي مباشرة وبدون مونتاج ولا قص ولا لزق، يا للعجب والله طالت وشمخت يا عيال أكشــنها!!

اليوم يـبدو انه اشتد عود الليـبرالية السعودية (قصمه الله) فبدأت بالتحول إلى الطرف الأول من العقد الفريد!! قبل أيام تجردت بنات المدعو منصور بن فاطمة النقيدان الذي ينطبق عليه المثل الباكستاني الشهير “سعودي مخ ما فيه"!!

فكتب في الجريدة الرسمية “الرياض” هذه العبارات المسكوبة باحترافية عالية يـبدو أنها لن تأتي من خريج المتوسطة المتورط في تـفجير محلات الفيديو!!

كتب في مقال له عن التـنوير ما يلي “.. وظهر في هذه المرحلة أهم شخصية في عصر التـنوير وهو جان جاك روسو الذي أراد تحقيق تـنوير قائم على طبيعة الإنسان السعيدة والبريئة والقضاء على مجتمع المراتب والطبقات وربط تحقيق الحرية والمساواة بسيادة الشعب والديمقراطية القائمة على عقد اجتماعي مؤسس على إرادة مواطنين أحرار متساوين ومتصالحين ليست إرادة أكثرية بل جماعية وجاءت الثورة الفرنسية ثمرة لجهود الفلاسفة والمفكرين..ً إلى أخر الغـثاء!!

الله يصبرنا، هذا مدح للتـنوير العلماني ورسم تصويري لنـتيجة (شغل) الفلاسفة الفرنسيين الذي أثمر في الأخير بتـفاعل عوامل أخرى عن قيام الثورة الفرنسية!! حسنا ما ذا فعلت الثورة الفرنسية بالنظام الملكي؟

لقد قضت الثورة الفرنسية على النظام الملكي في فرنسا قضاء مبرما وعلقت رجال الملك وحاشيته على أعواد المشانق ونصبت المقصلة الرهيـبة للرقاب الملكية بكافة أنواعها!! عندما حانت ساعة النصر التـنويري الفرنسي لم تفرق الثورة بين الملكيين واللاملكيين!! حتى أولئك الذين ابدوا تعاطفا مع الأفكار التـنويرية (تـنوير مين يا بولمبه! الهدف كان السلطة ولا غير)!!

المرحلة الأولى للثورة الفرنسية امتدت من عام 1789 إلى 1792م ونـتجت عن قيام الملكية الدستورية وهذه شنـشنة نعرفها من أخزم!! ولكن بعد برهة من الزمن الصعب والغيـبوبة الملكية الفرنسية خلف سراب “الأنوار و”الأحرار”!!

تم إلغاء نظام الحكم الملكي الفرنسي بالكلية وأنُهى بحد المقصلة النظام القديم واسُتبدل بنظام “تـنوير” فرنسي لا يعتبر دورا للدين ويعظم العقل ويلغي دور المؤسسات الدينية ويطلق الحرية الفردية السافرة إلى أخر الغـثاء الليـبرالي النـتن.. ياهوو!! ثم كانت المرحلة الثانية التي امتدت من 1792 إلى 1794م حيث ترسخ النظام الجمهوري وتصاعد التيار الثوري وظهرت فرنسا الفتاة!!

وفي مقال أخر كتب هذا السعودي الأخرق يمتدح أيضا “التـنوير الفرنسي” وقال “بدأت المعركة التـنويرية الأولى ضدّ الفكر الكنسيّ الظلاميّ مع الرشديين اللاتين .. مثل إراسموس الذي ألّف كتابا بعنوان “مديح الحماقة” يسخر فيه من التديّن الزائف والأخرق، وترسّخت معركة التـنوير مع عقلانية ديكارت التي فتحت الطريق واسعا أمام سبينوزا الذي دشّن حركة نقد النصوص المقدّسة بكتابه رسالة في السياسة واللاهوت، وجاءت الفلسفة الكانطية العظيمة مع الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت لتـنصّب العقل حكما وحاكما وحيدا على نفسه وبالتالي بلوغ الإنسان مرحلة الرشد العقليّ الذي هو مضمون فكر التـنوير بامتياز .. واستمرّت بعده لتتوّج – أخيرا - بمكسب فرض فصل الدين عن السياسة وتحوّل الدين (أيّ دين) إلى شأن روحيّ وأخلاقيّ فرديّ أو جماعيّ”.. إلى أخر الاراجوزه ولاحظ عبارة (أي دين) بين القوسين!!

أعزائي القراء كل هذه السفسطات التـنويرية الخبـيثة تظهر اليوم على صفحات صحفنا الرسمية بوضوح مؤلم في مقالاتهم ورسوماتهم وأخبارهم المنـتقاة (ولا سبب لهم الضنك إلا الهيئة جعلها الله شوكة في حلوقهم)!! وكذلك نراها في قـنواتهم وبرامجهم الحوارية السخيفة (خاصة تلك البرامج الموجهة لدعم أفكار تـنويرية غبـية حتى لو كانت بإشراف "مستـشار شرعي")!!

أنظر مثلا إلى الإطناب في مدح هؤلاء الفلاسفة والعقلانيين والمبالغة في مدح الحضارة الغربية عموما حتى إن فيلسوفهم الشهير قال ذات يوم “الحضارة الغربـية هي الحضارة الوحيدة التي حررت الإنسان” (خلك في البلدية يا بليهان)!! وبعض كتاب الغفلة تلبس أسلوب جرير بن الخطفي في مدح انشتاين وفرويد وفاراداي وأديسون (هذا الذي أخترع اللمبة لا بارك الله فيه!!) وغيرهم من يهود وملاحدة، وأين في صحف بلاد الحرمين!!

لقد اكتـشفت أن المفكر السعودي (أبو لمبه) هو فعلا “هش” للغاية ولو قال له “مدير المكتب” أمدح الماركسية لكتب في كارل ماركس ما لم تسطره الخنساء في أخيها صخر بن الشريد!!

هل حركة التـنوير الفرنسي تعيد صياغة نفسها بالغترة والعقال؟!

في الثالثة كانت الطامة فقد كتب هذا (سعودي مخ ما فيه) يتحدث عن “مقاهي التـنوير” حيث قال ولاحظ التسلسل “كانت المقاهي من الوسائط الكثيرة التي أسهمت في رفع الوعي للمجتمعات الغربية وخصوصاً في باريس.. ولكن المقاهي لم تكن إلا وسيلة واحدة من الوسائط التي أسهمت في تلك الحركة الكبرى من التـنوير والوعي فقد تضافرت الصحف والنشرات والفنون والمسرح، والصوالين الأدبية التي كانت هي أيضاً مصدر إشعاع في أوروبا” (يقصد حتى جاءت الثورة الفرنسية المظفرة)!!

ثم ختمها بـ “قـنبله تـنويريه” حيث كتب “في نهاية تسعينيات القرن الماضي كان مقهى كاليفورنيا الواقع في الرياض يشهد جلسات نقاش حول التـنوير وأسباب التـشدد الديني والطريقة التي يمكن أن تسهم في التخلص من الفهم الديني المسيطر وقتها(!!) لا يمكن لأحد أن ينكر التأثير الكبير الذي أحدثـته تلك النقاشات على رواد ذلك المقهى من الأسماء التي أصبح معظمها اليوم معروفاً..” (انـتهى كلام سعودي مخ ما فيه)؟!

هزلت ورب الكعبة أجل “سمرمد” مقهى كاليفورنيا يمسكون دفة التغيـير والإصلاح والتـنوير ومن ثم الثورة التـنورية التي لا تبقى لا تـذر (والله وصرت “لمبة فيلبس” يا وطن) !!



د. صنهات بدر العتيـبي


منقول

مراسل عفيف
24-May-2010, 10:24 PM
مقال جميل
شكرا ناقل المقال

ابومشعل العازمي
25-May-2010, 06:36 AM
يعطيك العااافية