أبو فيصل
17-Jan-2005, 11:11 PM
أَبِيٌّ أَنْتَ يَا شَعْبَ العِرَاقِ= وَفَوْقَ الْجُرْحِ مِنْ شَدِّ الوَثَاقِ
عَزِيْزُ النَّفْسِ تَأْبَى كُلَّ ضَيْمٍ=شَدِيْدُ البَأْسِ فِي يَوْمِ التَّلاقِي
تَحْمَّلْتَ المَنَايَا لا تُبَالِي=يَهِلُّ لِهَوْلِهَا دَمْعُ الْمَآقِي
وَهُنْتَ عَلَى الأَقَاصِي وَالأَدَانِي=فَلَمْ تَقْعُدْ بِعَزْمَتِكَ البَوَاقِي
إِذَا ضَاقَتْ فَرَبُّ النَّاسِ يَحْمِي=وَغَيْرُ اللهِ مَا لَكَ مِنْ خَلاق
بِلادُ الرَّافِدَيْنِ بِلادُ عِزٍّ=بِرَغْمِ النَاكِثِيْنَ ذَوِي النِّفَاقِ
بِلادُ الرَّافِدَيْنِ إِلَيْكِ نَهْفُوْ=وَنَسْعَى دُوْنَ ضُرِّكِ بِانْطِلاقِ
تَقَاسَمَتِ الشُّعُوْبُ عَلِيْكِ رَأْيَاً=إِلَى فِئَتِي خِلافٍ وَاتِّفَاقِ
فَكَانَ بِمَا تَنَاجَتْ بَعْضُ أَمْرٍ=فَوَاقَاً أَوْ أَقَلَّ مِنَ الفَوَاقِ
بِأَمْرِ الحِقْدِ قَامَ الشَّرُّ يُؤْذِي=لِيَجْعَلَ أَرْضَكُمْ وَقْدَ احْتِرَاقِ
أَتَاكِ بِكُلِّ مُهْلِكَةٍ ضَرُوْسٍ=صَوَاعِقُ حَيْثُ لا مَرْقَى لِرَاقِ
إِذَا زَحَفَتْ كَتَائِبُهُ نَهَارَاً=رَأَيْتِ اللَيْلَ مَمْدُوْدَ الرُّوَاقِ
تَمَاوَجُ بِالْمَسَاجِدَ وَالْمَبَانِي=وَتَفْتِكُ بِالنَّخِيْلِ وَبِالنِّيَاقِ
تُؤَجِجُ نَارَهَا وَاللَيْلُ دَاجٍ=وَتَعْصُرُ أَهْلَهَا وَالْمَوْتُ سَاقِ
كَأَنَّ الأَرْضَ تَأْبَى مَا أَكَالُوْا=فَتَرْفُضُ فِي ارْتِجَاجٍ وَاصْطِفَاقِ
وَآزَرَتِ العَدَاوَةُ مِنْ قَرِيْبٍ=وَمِنْ أَهْلِ الْتَّخَاذُلِ وَالشِّقَاقِ
فَلَمْ يَرْدَعْ لِظُلْمِ الأَهْلِ رَحْمٌ=وَلَمْ يَمْنَعْ وَلاءُ ذَوِي اعْتِنَاقِ
وَلَمْ يَشْفَعْ لِشَيْخٍ فَتْكُ دَاءٍ=وَلا الإشْفَاقُ لِلطِّفْلِ الْمُعَاقِ
فَلا تَحْزَنْ بِطُغْيَانِ الأَعَادِي=وَلا تَأْبَهْ بِخُذْلانِ الرِّفَاقِ
فَأَنْتَ عَلَى سَبِيْلِ الْحَقِّ مَاضٍ=لَكَ الإِكْرَامُ فِي السَّبْعِ الطِّبَاقِ
أَخَا الإِسْلامِ قَدْ أَزِفَ التَّنَادِي=عِرَاقُكَ إِنَّ عِزَّكَ فِي العِرَاقِ
لَقَدْ فَدَحَ المُصَابُ فَلَمْ يُطِقْهُ=سُوَى الأَنْذَالُ مِنْ زُمَرِ النِّفَاقِ
كَفَاكَ مِنَ الْهَوَانِ فُجُورَ غَرٍّ=كَفَاكَ مِنَ التَّعَنُّتِ مَا تُلاقِي
وَكُنْ حُرَّاً كَصَقْرٍ فِي الأَعَالِي=وَلا عَبْداً يَتُوْقُ إِلَى الإِبَاقِ
فَشَمْلُ الْمُؤْمِنِيْنَ إِلَى اجْتِمَاعٍ=وَشَمْلُ الْكَافِرِيْنَ إِلَى افْتِرَاقِ
لِيَوْمِ الفَصْلِ هيَّا بِافْتِدَاءٍ=بِحَدِّ السَّيْفِ وَالكَلِمِ السِّلاقِ
وَإِنْ خُنْتَ الأُخُوَّةَ مِنْ هَوَانٍ=فَمَا لَكَ مِنْ قَضَاءِ اللهِ وَاقِ
يَكِلُّ القَهْرُ عَنْ نَيْلِ العِرَاقِ=كَلالَ الْهَيْفِ عَنْ مَاءِ السَّوَاقِي
بَنِي بَغْدَادَ إِنَّ النَّصْرَ آتٍ=كَنُوْرِ الفَجْرِ يَسْعَى لِلْعَنَاقِ
فَقُمْ بِالسَّيْفِ حَدَّ الفَصْلِ وَامْلأْ=كُؤُوْسَ الشَّرِّ بِالمَوْتِ الدِّهَاقِ
بِكُلِّ مُجَاهِدٍ بِالنَّفْسِ يَصْبُوْ=لإِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ عَلَى اسْتِبَاقِ
تَمَنَّى الضَّامِرَاتُ لَهُ لِحَاقَاً=فَيَعْجَزُ عَزْمُهُنَّ عَنِ الْلِحَاقِ
كَتَائِبُ تَخْفِقُ الرَّايَاتُ فِيْهَا=كَمَا خَفَقَ الفُؤَادُ مِنَ الفِرَاقِ
كَتَائِبُ لا يُشَقُّ لَهَا غُبَارٌ=تُذِيْقُ البَأسَ بِالْخَيْلِ العِتَاقِ
أُسُوْدُ الْحَرْبِ لا تَأْلَوا جُهُوداً=فَإِنَّ اليَوْمَ يَوْمٌ لِلتَّرَاقِي
وَكُوْنُوْا فِي الكَرِيْهَةِ خَيْرَ جُنْدٍ=وَشُدُّوْا العَزْمَ لِلظَّفَرِ الْمُلاقِي
إِلَى حَيْثُ الْحَيَاةِ بِغَيْرِ ذُلٍّ=وَحَيْثُ النَّصْرِ مَعْسُوْلَ الْمَذَاقِ
د/ سمير العمري
عَزِيْزُ النَّفْسِ تَأْبَى كُلَّ ضَيْمٍ=شَدِيْدُ البَأْسِ فِي يَوْمِ التَّلاقِي
تَحْمَّلْتَ المَنَايَا لا تُبَالِي=يَهِلُّ لِهَوْلِهَا دَمْعُ الْمَآقِي
وَهُنْتَ عَلَى الأَقَاصِي وَالأَدَانِي=فَلَمْ تَقْعُدْ بِعَزْمَتِكَ البَوَاقِي
إِذَا ضَاقَتْ فَرَبُّ النَّاسِ يَحْمِي=وَغَيْرُ اللهِ مَا لَكَ مِنْ خَلاق
بِلادُ الرَّافِدَيْنِ بِلادُ عِزٍّ=بِرَغْمِ النَاكِثِيْنَ ذَوِي النِّفَاقِ
بِلادُ الرَّافِدَيْنِ إِلَيْكِ نَهْفُوْ=وَنَسْعَى دُوْنَ ضُرِّكِ بِانْطِلاقِ
تَقَاسَمَتِ الشُّعُوْبُ عَلِيْكِ رَأْيَاً=إِلَى فِئَتِي خِلافٍ وَاتِّفَاقِ
فَكَانَ بِمَا تَنَاجَتْ بَعْضُ أَمْرٍ=فَوَاقَاً أَوْ أَقَلَّ مِنَ الفَوَاقِ
بِأَمْرِ الحِقْدِ قَامَ الشَّرُّ يُؤْذِي=لِيَجْعَلَ أَرْضَكُمْ وَقْدَ احْتِرَاقِ
أَتَاكِ بِكُلِّ مُهْلِكَةٍ ضَرُوْسٍ=صَوَاعِقُ حَيْثُ لا مَرْقَى لِرَاقِ
إِذَا زَحَفَتْ كَتَائِبُهُ نَهَارَاً=رَأَيْتِ اللَيْلَ مَمْدُوْدَ الرُّوَاقِ
تَمَاوَجُ بِالْمَسَاجِدَ وَالْمَبَانِي=وَتَفْتِكُ بِالنَّخِيْلِ وَبِالنِّيَاقِ
تُؤَجِجُ نَارَهَا وَاللَيْلُ دَاجٍ=وَتَعْصُرُ أَهْلَهَا وَالْمَوْتُ سَاقِ
كَأَنَّ الأَرْضَ تَأْبَى مَا أَكَالُوْا=فَتَرْفُضُ فِي ارْتِجَاجٍ وَاصْطِفَاقِ
وَآزَرَتِ العَدَاوَةُ مِنْ قَرِيْبٍ=وَمِنْ أَهْلِ الْتَّخَاذُلِ وَالشِّقَاقِ
فَلَمْ يَرْدَعْ لِظُلْمِ الأَهْلِ رَحْمٌ=وَلَمْ يَمْنَعْ وَلاءُ ذَوِي اعْتِنَاقِ
وَلَمْ يَشْفَعْ لِشَيْخٍ فَتْكُ دَاءٍ=وَلا الإشْفَاقُ لِلطِّفْلِ الْمُعَاقِ
فَلا تَحْزَنْ بِطُغْيَانِ الأَعَادِي=وَلا تَأْبَهْ بِخُذْلانِ الرِّفَاقِ
فَأَنْتَ عَلَى سَبِيْلِ الْحَقِّ مَاضٍ=لَكَ الإِكْرَامُ فِي السَّبْعِ الطِّبَاقِ
أَخَا الإِسْلامِ قَدْ أَزِفَ التَّنَادِي=عِرَاقُكَ إِنَّ عِزَّكَ فِي العِرَاقِ
لَقَدْ فَدَحَ المُصَابُ فَلَمْ يُطِقْهُ=سُوَى الأَنْذَالُ مِنْ زُمَرِ النِّفَاقِ
كَفَاكَ مِنَ الْهَوَانِ فُجُورَ غَرٍّ=كَفَاكَ مِنَ التَّعَنُّتِ مَا تُلاقِي
وَكُنْ حُرَّاً كَصَقْرٍ فِي الأَعَالِي=وَلا عَبْداً يَتُوْقُ إِلَى الإِبَاقِ
فَشَمْلُ الْمُؤْمِنِيْنَ إِلَى اجْتِمَاعٍ=وَشَمْلُ الْكَافِرِيْنَ إِلَى افْتِرَاقِ
لِيَوْمِ الفَصْلِ هيَّا بِافْتِدَاءٍ=بِحَدِّ السَّيْفِ وَالكَلِمِ السِّلاقِ
وَإِنْ خُنْتَ الأُخُوَّةَ مِنْ هَوَانٍ=فَمَا لَكَ مِنْ قَضَاءِ اللهِ وَاقِ
يَكِلُّ القَهْرُ عَنْ نَيْلِ العِرَاقِ=كَلالَ الْهَيْفِ عَنْ مَاءِ السَّوَاقِي
بَنِي بَغْدَادَ إِنَّ النَّصْرَ آتٍ=كَنُوْرِ الفَجْرِ يَسْعَى لِلْعَنَاقِ
فَقُمْ بِالسَّيْفِ حَدَّ الفَصْلِ وَامْلأْ=كُؤُوْسَ الشَّرِّ بِالمَوْتِ الدِّهَاقِ
بِكُلِّ مُجَاهِدٍ بِالنَّفْسِ يَصْبُوْ=لإِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ عَلَى اسْتِبَاقِ
تَمَنَّى الضَّامِرَاتُ لَهُ لِحَاقَاً=فَيَعْجَزُ عَزْمُهُنَّ عَنِ الْلِحَاقِ
كَتَائِبُ تَخْفِقُ الرَّايَاتُ فِيْهَا=كَمَا خَفَقَ الفُؤَادُ مِنَ الفِرَاقِ
كَتَائِبُ لا يُشَقُّ لَهَا غُبَارٌ=تُذِيْقُ البَأسَ بِالْخَيْلِ العِتَاقِ
أُسُوْدُ الْحَرْبِ لا تَأْلَوا جُهُوداً=فَإِنَّ اليَوْمَ يَوْمٌ لِلتَّرَاقِي
وَكُوْنُوْا فِي الكَرِيْهَةِ خَيْرَ جُنْدٍ=وَشُدُّوْا العَزْمَ لِلظَّفَرِ الْمُلاقِي
إِلَى حَيْثُ الْحَيَاةِ بِغَيْرِ ذُلٍّ=وَحَيْثُ النَّصْرِ مَعْسُوْلَ الْمَذَاقِ
د/ سمير العمري