سلطان نايف العضياني
26-Apr-2010, 04:21 AM
صدر حديثاً في القاهرة((من أوراق السادات)) للأستاذ أنيس منصور يروي من خلاله الرئيس الراحل أنور السادات مذكراته حتى أواخر سبعينيات القرن الماضي.كتاب يكشف خبايا العديد من المتغيرات السياسيه في المنطقه العربيه في حقب الخمسينيات والستينيات والسبعينيات إستوقفني كثيراً هذا الإعجاب والتقدير اللذان يكنهما الرئيس السادات لأهم زعيم عربي وإسلامي منذ خمسينيات القرن العشرين وهو الملك فيصل رحمه الله.
إعجاب السادات كان نتيجه لمواقف عديده إتخذها الملك فيصل في لحظات مفصليه وحاسمه في تاريخ الأمه.
يروي السادات موقف الملك فيصل في قمة الخرطوم بعد هزيمة 1967(لم يكن جمال عبدالناصر يتوقع أو حتى يطمع في أكثر من خمسة ملايين أو عشرة ملايين من الجنيهات .ومن الذي بدأ هذه المبادره؟
إنه الملك فيصل فهو الذي قرر أن يدفع خمسين مليوناً من الجنيهات..وبروحه الرقيقه ومودته الغامره طلب من الكويت أن تدفع خمسين مليوناً أيضا. ومن ليبيا أن تدفع ثلاثين مليوناً .على أن توزع هذه المبالغ على مصر والإردن.
وكان الملك فيصل قليل الكلام, ولكنه إذا تكلم ففي كلماته القليله مايوزن بالذهب أو الألماس.
والذي يعرف الملك فيصل كما أعرفه يجد أن الرجل قد علمته الحياه الكثير. وعلمته تجارب السياسه ومخالطة الشخصيات العالميه أن يكون صبوراً وأن يكون حليماً . وأن يجد لكل إنسان عذر)
ويصف الرئيس السادات تأثر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالموقف العظيم للملك فيصل رحمه الله.
(وبانتهاءمؤتمر الخرطوم عاد جمال عبدالناصر إلى القاهره ,وأُشهد الله إن الرجل قد تأثر تأثراً عميقاً بما حدث في الخرطوم,فالذي حدث لم يكن سهلاً على نفسه فقد ألجأته الهزيمه إلى أن يواجه كل الذين إتهمهم بالرجعيه والعماله والخيانه,ولم يجد واحداً منهم شامتاً أو متعاليا أو واحداً ينتهز هذه ليتركه يسقط حتى الموت.
وإنما الذي فعله الملك فيصل وبمبادره منه هو, قد أصاب شغاف قلب جمال عبدالناصر.
حرب إكتوبر1973إستحوذت على الجزء الأكبر من مذكرات السادات,فهو الإنتصار الذي أعاد توازن القوى بين العرب وإسرائيل بعد هزيمة 1967 وتفنيد مقولة إن الجيش الإسرائيلي لايقهر.!
وكان دور الملك فيصل هذا الإنتصار محورياً وحاسماً , ويروي السادات حواره مع الملك فيصل رحمه الله
قبل بدايه الحرب يقول السادات(تذكرت حوار دار بيني وبين الملك فيصل يرحمه الله كان ذالك في شهر إغسطس.. وكان هذا الرجل(يعني الملك فيصل)حكمة التاريخ ..كان نموذجاً للهدوء والصفاء والأصاله ,
لقد وهبه الله حسن الإدراك , ونبل الشعور , وبعد النظر
قلت:سوف نحارب اليهود بإذن الله وقد إتفقت مع الرئيس الأسد على ذالك.
فرفع الملك فيصل يديه إلى السماء ودعى لنا بالنصر .ثم قال:
لي طلب وحيد.وهو إذا قمتم بالحرب فلا توقفوها بعد ساعات أو أيام قليله , إجعلوها معركه طويله فإذا طالت إستطعنا أن نبني عليها موقفاً عربياً موحداً.
لاأنسى هذه العباره:إنها في منتهى الحكمه , إن الإنسان يستطيع أن يؤلف عنها كتباً في السياسه والإستراتيجيه..إنها حكمة الرجل قد إودعها هذه العباره القصيره.
إنني لاأزال أتخيل هذا الرجل ,ولا تزال كلماته الهادئه الهامسه ترن في أذني.
لقد كانت وفاة هذا الرجل خساره بالغه للأمه العربيه,وقد ظن بعض الناس أني طلبت من الملك فيصل
أن يساعدنا بالبترول,أبداً كل ماقلته للملك فيصل هو :إن علينا أن نحرك الموقف عسكرياً,وأن نحارب,أما دورك انت فإني أتركه لك. فافعل ماتشاء وما تقدر عليه,أنت رب البيت ورب البيت أدرى بما فيه ولم يكن الملك فيصل في حاجه إلى أن أقول له أكثر من ذالك. فهو رجل حكيم عظيم وقد أدرك كل شي بذاته وفطنته.
ذالك هو الملك فيصل رحمه الله, أهم زعيم عربي وإسلامي منذ خمسينيات القرن الماضي
أخلص لأمته وسكن ذاكرة التاريخ والشعوب.
منيف عماش
صحيفة شمس
إعجاب السادات كان نتيجه لمواقف عديده إتخذها الملك فيصل في لحظات مفصليه وحاسمه في تاريخ الأمه.
يروي السادات موقف الملك فيصل في قمة الخرطوم بعد هزيمة 1967(لم يكن جمال عبدالناصر يتوقع أو حتى يطمع في أكثر من خمسة ملايين أو عشرة ملايين من الجنيهات .ومن الذي بدأ هذه المبادره؟
إنه الملك فيصل فهو الذي قرر أن يدفع خمسين مليوناً من الجنيهات..وبروحه الرقيقه ومودته الغامره طلب من الكويت أن تدفع خمسين مليوناً أيضا. ومن ليبيا أن تدفع ثلاثين مليوناً .على أن توزع هذه المبالغ على مصر والإردن.
وكان الملك فيصل قليل الكلام, ولكنه إذا تكلم ففي كلماته القليله مايوزن بالذهب أو الألماس.
والذي يعرف الملك فيصل كما أعرفه يجد أن الرجل قد علمته الحياه الكثير. وعلمته تجارب السياسه ومخالطة الشخصيات العالميه أن يكون صبوراً وأن يكون حليماً . وأن يجد لكل إنسان عذر)
ويصف الرئيس السادات تأثر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالموقف العظيم للملك فيصل رحمه الله.
(وبانتهاءمؤتمر الخرطوم عاد جمال عبدالناصر إلى القاهره ,وأُشهد الله إن الرجل قد تأثر تأثراً عميقاً بما حدث في الخرطوم,فالذي حدث لم يكن سهلاً على نفسه فقد ألجأته الهزيمه إلى أن يواجه كل الذين إتهمهم بالرجعيه والعماله والخيانه,ولم يجد واحداً منهم شامتاً أو متعاليا أو واحداً ينتهز هذه ليتركه يسقط حتى الموت.
وإنما الذي فعله الملك فيصل وبمبادره منه هو, قد أصاب شغاف قلب جمال عبدالناصر.
حرب إكتوبر1973إستحوذت على الجزء الأكبر من مذكرات السادات,فهو الإنتصار الذي أعاد توازن القوى بين العرب وإسرائيل بعد هزيمة 1967 وتفنيد مقولة إن الجيش الإسرائيلي لايقهر.!
وكان دور الملك فيصل هذا الإنتصار محورياً وحاسماً , ويروي السادات حواره مع الملك فيصل رحمه الله
قبل بدايه الحرب يقول السادات(تذكرت حوار دار بيني وبين الملك فيصل يرحمه الله كان ذالك في شهر إغسطس.. وكان هذا الرجل(يعني الملك فيصل)حكمة التاريخ ..كان نموذجاً للهدوء والصفاء والأصاله ,
لقد وهبه الله حسن الإدراك , ونبل الشعور , وبعد النظر
قلت:سوف نحارب اليهود بإذن الله وقد إتفقت مع الرئيس الأسد على ذالك.
فرفع الملك فيصل يديه إلى السماء ودعى لنا بالنصر .ثم قال:
لي طلب وحيد.وهو إذا قمتم بالحرب فلا توقفوها بعد ساعات أو أيام قليله , إجعلوها معركه طويله فإذا طالت إستطعنا أن نبني عليها موقفاً عربياً موحداً.
لاأنسى هذه العباره:إنها في منتهى الحكمه , إن الإنسان يستطيع أن يؤلف عنها كتباً في السياسه والإستراتيجيه..إنها حكمة الرجل قد إودعها هذه العباره القصيره.
إنني لاأزال أتخيل هذا الرجل ,ولا تزال كلماته الهادئه الهامسه ترن في أذني.
لقد كانت وفاة هذا الرجل خساره بالغه للأمه العربيه,وقد ظن بعض الناس أني طلبت من الملك فيصل
أن يساعدنا بالبترول,أبداً كل ماقلته للملك فيصل هو :إن علينا أن نحرك الموقف عسكرياً,وأن نحارب,أما دورك انت فإني أتركه لك. فافعل ماتشاء وما تقدر عليه,أنت رب البيت ورب البيت أدرى بما فيه ولم يكن الملك فيصل في حاجه إلى أن أقول له أكثر من ذالك. فهو رجل حكيم عظيم وقد أدرك كل شي بذاته وفطنته.
ذالك هو الملك فيصل رحمه الله, أهم زعيم عربي وإسلامي منذ خمسينيات القرن الماضي
أخلص لأمته وسكن ذاكرة التاريخ والشعوب.
منيف عماش
صحيفة شمس