تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ( الله لطيف بعباده )


أخو جوزا
23-Apr-2010, 05:23 PM
أضحك وأبكى ، وأمات وأحياء ، وأسعد وأشقى ، وأوجد وأبلى ، ورفع وخفض ، وأعز وأذل ، وأعطى ومنع.
هدى نوحاً وأضل ابنه ، اختار إبراهيم وأبعد أباه ، وأنقذ لوطاً وأهلك امرأته ، ولعن فرعون وهدى زوجته ، واصطفى محمداً ومقت عمه وجعل من أنصار دعوته أبناء ألد خصومه ، كخالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل.
ابتلى إبراهيم بكلمات ، وسمع نداء يونس في الظلمات ، واستجاب لزكريا فوهبه على الكبر يحيى هادياً مهديا ، وحناناً من لدونه وكان تقياً .
أزال الكرب عن أيوب ، وألان الحديد لداود ، وسخر الريح لسليمان ، وفلق البحر لموسى ، ورفع عيسى ، ونجَى هوداً وأهلك قومه ، ونجَى صالحاً من الظالمين فأصبح قومه في دارهم جاثمين ، وجعل النار برداً وسلاما على إبراهيم ، وجعل فداء إسماعيل بذبح عظيم ، وجعل عيسى وأمه آية للعالمين .
وأغرق فرعون وقومه ونجَاه ببدنه ليكون لمن خلفه آية ، وخسف بقارون وداره الأرض ، ونجَى يوسف من غيابة الجب وجعله على خزائن الأرض ن ونصر نوحاً على القوم الكافرين ونجَاه وأهله من الكرب العظيم
الله أكبر

الله لطيف بعباده
أحببت أن أطرح لكم هذا الموضوع لشدَة الحاجة إليه نحن بحاجة إلى مذاكرته في ظل هذه الحوادث والمُلِمات المتتابعة التي قد أبتلنا الله بها لربما وقع بنا اليأس في نفوس بعضنا ولربما وقع الإحباط فأصبحنا لا نرى لعز الأمة وستنهاض مجدها من جديد .
لربما يستغرقنا الحدث فننهمك بين جنباتة فيظن الإنسان
بمقايست الإيام والشهور والسنوات القليلة أن الأمل مفقود
ولربما تعلَقت قلوبنا برؤى فيها نصر للإسلام والمسلمين في أيام أو سنوات محددة ثم لا يكون ذلك فيقع اليأس والإحباط .
أننا والله نخطىء حينما نقيس الأمور بمثل هذا المقياس
إن مثل هذه القضايا والأمور لا يمكن أن نقيسها في سنه أو سنتين ومن أراد أن ينظر ذلك فاليستعرض التاريخ منذ بداية الأمر بين حزب الله وحزب الشيطان
فالنصر للمؤمنين وعد من الله وما من شك في تحقيقه في واقع الحياة ولكن قد يتأخر عن حساب البشر والإنسان خُلق من عجل
فقد تكون هناك أمور و حوادث تعجز عقولنا من فهم أبعادها مما لا يتبين أمره إلا بعد أجيال فقد ندرك النصر وقد لا ندركه وما يجب علينا هو فعل ما أمرنا الله به والثبات عليه والرضى بما قدر الله لنا .
ولنا في غزوة إحد وقفه تأمل
قتل سبعون من المسلمين وخلص المشركون إلى النبي صلى الله علية وسلم فجرحوا وجهه وكسرُ رباعيته
اليمنى السفلى وهشموا البيضة على رأسه ورموه
بالحجارة حتى وقع على شقه وسقط في حفرة من الحفر التي كان أبو عامر الراهب يكيد بها المسلمين فأخذ علي رضي الله عنه بيده وحتضنه طلحه وقتل مصعب ابن عمير بين يديه وهو حامل لواء المسلمين فدفعه النبي صلى الله علية وسلم إلى علي ونشبت حلقتان من حلق المغفر في وجه الشريف فنتزعهما أبو عبيدة وعض عليهما حتى سقطت ثنيتاه من شدة غوصهما في النبي صلى الله علية وسلم ومتص مالك ابن سنان الدم من وجنته صلى الله علية وسلم وأدركه المشركون يريدون قتله فحال بنهم نفر من المسلمين نحو عشرة حتى قتلوا جميعاً ثم جالدهم طلحة حتى اجهضهم عن رسول الله صلى الله علية وسلم وترس علية أبو دجانة بظهره والنبل يقع على ظهره هو لا يتحرك وصرخ الشيطان بأعلى صوته إن محمداً قد قتل فوقع ذلك في كثير من قلوب المسلمين وفرَ أكثرهم فأقبل النبي صلى الله علية وسلم نحو المسلمين وكان أول من عرفه كعب ابن مالك رضي الله عنه وقُتل أنس ابن النضر وحمزة وجُرح عبدالرحمن بن عوف نحو من عشرين جراحه ثم نهض النبي صلى الله علية وسلم إلى الشعب في الجبل ومعه نفر من أصحابه فلما استندوا إلى الجبل أدرك رسول الله صلى الله علية وسلم أُبي ابن خلف على جواد زعم أنه يقتل النبي صلى الله علية وسلم فلما اقترب من الرسول صلى الله علية وسلم تناول صلى الله علية وسلم الحربه من الحارث فطعنه بها فجأت في ترقوته فكرَ منهزما فمات بسرف مرجعه إلى مكة وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله علية وسلم بماء ليشرب منه فوجده النبي صلى الله علية وسلم آجن متغيراً فردَه وغسل عن جه الدم وصب على رأسه فأراد رسول الله صلى الله علية وسلم أن يعلو الصخرة فلم يستطع
فجلس طلحة تحت رسول الله صلى الله علية وسلم
مرقاه حتى صعد النبي صلى الله علية وسلم وحانت الصلاة فصلى بهم النبي صلى الله علية وسلم جالس

فانظروا إلى هذه الآلام وهذه الجراح وهذه النكبات تصيب أطهر الخلق وهو رسول الله صلى الله علية وسلم وتصيب خير جمع معه صلى الله علية وسلم
وفي الصحيح أن النبي صلى الله علية وسلم كسرت رباعيته وشج في رأسه فجعل يسلت الدم عن وجه ويقول كيف يفلح قومٌ شجوا وجه نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم فأنزل الله عزوجل ( ليس لك من الأمر شيء أويتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )
أن النصر ليس من شأنكم والعذاب ليس من شأنكم أنتم مطالبون بأن تقوموا بأمر الله عزوجل وأن تجاهدوا عدوه وأن تحققوا مطلوب الله عزوجل فيكم سواء رأيتم النصر أو رأيتم العذاب يتنزل على أعداء الله عزوجل أو لم تروا ذلك
فيجب علينا فعل ما أمرنا الله به والثبات عليه والرضى بما قدر الله لنا
فقد روى الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح .عن تميم الداري قال سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول ( ليبلغنَ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل . عزاً يُعزُ الله به الإسلام وذُلاً يُذِلُ الله به الكفر.والمبشرات في عودة الإسلام وظهور أهله واتصال حاضرهم بماضيهم كثيرة وهي متحققة لا محالة وما يمر بنا من يأس فهو حريٌ بقروب الفرج والنصر
يقول الله عزوجل ( حتى إذا استيئس الرُسُلُ وظنُوا أنهم قد كُذِبوا جآءهم نصرنا فنُجي من نشاء ولايرد بأسنا عن القوم المجرمين )
فهولاء هم الرسل على كمال يقينهم وشدة تصديقهم بوعد الله ووعيده ربما يخطر بقلوبهم نوع من اليأس فإذا بلغ الأمر هذه الحال جاء نصر الله
وكلما أشتد البلاء قرب الفرج وانظر
في قصة يعقوب مع ابنه يوسف عندما جاء أخوته عند أباهم يعقوب يبكون بأن يوسف قد أكله الذئب ماذا قال ( فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون )
فلما فقد ابنه الثاني بنيامين واشتد الأمر والبلاء علية ماذا قال ( فصبرٌ جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا) لجأ إلى حصول الفرج عندما رأى أن الأمر اشتد والكربة انتهت فجاء الفرج
وانظر أيضاً إلى حال الثلاثة الذين تخلفوا عن المسلمين في تلك الغزوة ، وهم كعب بن مالك وصاحباه ،
(حتى إذا ) حزنوا حزناً عظيماً ( وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ) على سعتها ورحبها (وضاقت عليهم أنفسهم ) التي أحب عليهم من كل شيء ( وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ) أي تيقَنوا وعرفوا بحالهم أنه لا يُنجي من الشدائد ويُلجأ إليه إلا الله وحده
فإذا انقطعت الأسباب الأرضيه وتعلُقهم بالمخلوقين
جأت الأسباب السماويه والفرج من الله عزوجل
فالنصر والفرج قريب بإذن الله تعالى
قال تعالى (ألا إن نصر الله قريب )
وقال تعالى ( وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون )
وسنه المدافعة باقيه
قال تعالى ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
وقال تعالى ( إلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون )
ومع هذا فإن الله لطيف باعباده فبعد الكربات والعقبات
قال تعالى ( وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارق الإرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرِشون)
فلابدَ إذا من عودة إلإسلام بتصوره الثابت من الإستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بطاعة والبراء من الشرك وأهله وتحكيم شرع الله في أرضه وإخلاص العمل له .
فالإسلام يتحقق بالجد لا بالهزل وبالأعمال لا بالآمال وبالقلوب الصادقة لا النفوس الخائنة
هذا ما أردت قوله وهي لتذكير فقط
فما كان فيه من خطاء وعوجاج فهي شبية بصاحبها
والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




(منقول)

ابومشعل العازمي
23-Apr-2010, 07:06 PM
جزاكـــــ الله خير

الأمير الفارس
24-Apr-2010, 12:16 PM
جزاك الله خير

اخو جوزا

شكراْ لك

تحياتي

مشاري الحبردي
24-Apr-2010, 12:45 PM
جزاك الله خير ياخو جوزا ,,


فتبارك الله ارحم الراحمين

سعدالاطبن
23-Jul-2010, 03:52 PM
انااشهد الله لطيف بعبادة مشكور

أخو جوزا
01-Sep-2010, 12:18 AM
بارك الله فيكم

فيحان العطاوي
01-Sep-2010, 10:03 AM
الله يجزاك خير

الصويت الثبيتي العتيبي
04-Dec-2010, 08:49 AM
جزاكـــــ الله خير

أخو جوزا
18-Oct-2011, 11:46 PM
الله يجزاك خير

جزاكـــــ الله خير


بارك الله فيكم واثابكم

محمد الذيابـــي
19-Oct-2011, 03:44 AM
,,

لاهنت يالغالي

,,,,,