هشام العزاوي
21-Mar-2010, 12:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد
جاء نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربه بالحق والدين المبين ليخرج الناس من الظلمات الى النور باذنه تعالى ويخرج الناس بالاسلام من شراك الجهل والكفر وخديعة العقل ونوم المنطق فيهم ليبني لهم في الدنيا صروحا ممردة من حقيقة ادراك منطقي نتيجتها يقين بشيء حق لا افاق للجدال حول دحضه وليبني لهم في الاخرة جزاءا عظيما لما اخلصوا له من اعتقاد وايمان ، قال تعالى في كتابه العزيز "والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون*لهم مايشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين " 32 .33 الزمر . وانما الحق من الله العلي القدير امر بين واضح لايحتاج الى سؤال ولايشوبه ادنى غموض فسماء كالتي نعيش تحتها تحتاج الى رافع رفعها، وارض كالتي نجوب فيها وناكل من اقواتها تحتاج الى باسط بسطها ، فالتصديق بالله والايمان بوجوده فطرة فطر عليها البشر جميعا بجميع انواعهم وباختلاف اممهم واجناسهم والتكذيب بوجوده جل وعلا هو تنكيس للفطرة الانسانية التي جبل عليها بنو ادم ،فانكار هذه الفطرة هو جهل باغوار النفس البشرية والاعتراف بها هو علم بالطبيعة التي خلقت عليها نفسية البشر، فكل الطرق غير الايمان بالله والاحسان له لا تؤدي الى الله تعالى ، فالالحاد والعلمنة والاستشراق كلها مفاهيم اساءت للبشرية عموما وللدواخل الانسانية خصوصا اذ اخرجت الانسان من فطرته وحقيقة كينونته لتغريه باشياء لاسبيل للوصول لها ابد العمر فاذا تاملنا اغلب الملحدين والعلمانيين والمستشرقين وجدنا انهم في اغلب الاحيان اما ان يكونوا مصابين بامراض وعقد نفسية او بتوجهات امبريالية تهدف الى السيطرة على الاخر وابادته ، فالانسان مؤمن بطبعه وحتى في جاهلية العرب سموا مايعبدونه الهة واربابا ولكنهم لم يسموه "الله" لان كلمة الله من اكبر الدلالات الاصطلاحية فادركوا وجود الله الذي هو اكبر من كل الهة ومن كل رب ولكنهم لم يعترفوا به عنادا واستكبارا فاضلهم ابليس كما اضل كثيرا من الامم السابقة
وانه اصل كل البلاء الذي يتعرض له الانسان في حياته ..وانما كل المصائب والضلالات اصلها ابليس لعنه الله ..فلو كان ابليس ينام لكنا استرحنا كما قال الامام البصري ..وانما هم ابليس ان يضل العباد بصغير الشيء وكبيره ..فيرسم لنا ويهيء لنا ويحفر لنا ليهوي في حفره من اصغى اليه ويجعله ويرميه في الحفرة التي حفرها من اراد النصر عليه ، قال تعالى "يعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطان الا غرورا" 119 النساء
وتضليل ابليس للناس كثير ..فكما اضل ابليس المسلمين وجعلهم فرقا..نفخ في اذن بعضهم فغالوا في حب الامام علي رضي الله عنه وفي حب نسله وذريته حبا عنيفا ليقوم هذا الحب على اساس اقصاء الطرف الاخر الذين هم دون علي ، وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرام الابرار وكما تواترنا عن اجدادنا العرب فالشيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده ليدخل اليهم ابليس من باب ظاهرها بر وباطنها عصيان كالحق الذي يراد به باطل ومنهم من يقول ان عليا رضي الله عنه وكرم وجهه هو خير الانبياء ومنهم من يسب صحابة النبي ابي بكر وعمر وعثمان الى غير ذلك من الاقوال المضحكة التي تدعو الى السخرية . وعموم الكلام يجب ان ينطلق من خلفيات منطقية وعقلية حتى يصب الخطاب في جوهر الحقيقة وبؤرتها فيكتسب موضوعية ومصداقية لايمكن تفنيدها
وكان اسحاق بن محمد النخعي الاحمر يقول " ان عليا هو الله " وكلام مثل هذا لامنطق له ولاعقل فيه بل ينطلق من خلفية مجوسية يضمها فكر زاراداتشتي ، ومنه اتت جماعة تطلق على نفسها "الاسحاقية " تقول بقوله
وقد روى التاريخ ان الشيعة بمفهومهم الخاص الذي حددوه قد طلبت من زيد بن سيدنا علي كرم الله وجهه التبرؤ ممن خالف اباه في امامته فامتنع عن ذلك فرفضوه وسموا الرافضة
وقد اعتقد جماعة منهم ان ابا بكر وعمر كانا كافرين وانهما ارتدا بعد موت محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يكون ذلك وهما من العشرة المبشرين بالجنة؟ ..فهو حكم ليس لديه نتيجة منطقية وهمهم هو سب الصحابة وفي الصحيحين ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال " لاتسبوا اصحابي فان احدكم لو انفق مثل احد ذهبا ماادرك مد احدهم ولانصيفه "
ومنهم طائفة يقال لها "الغرابية" يقولون ان عليا شريك النبي في نبوته
وطائفة ساذجة اخرى تسمى "الذمامية" يذمون جبريل عليه السلام ويقولون انه كان مامورا بالنزول على علي كرم الله وجهه فنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
ولهم اقوال كثيرة لاتمس لمنطق الشريعة بشيء منها ان الشمس غابت ففات سيدنا علي صلاة العصر فردت له الشمس كي يصلي واقوال كثيرة كلها تشين ال البيت وتؤذيهم كثيرا ومنهم من يقول ان من نام عن صلاة العشاء حتى مضى نصف الليل وجب عليه ان يصوم كفارة لهذا التهاون ومقابح الرافضة اكثر من ان تحصى فهم اخلاء ابليس وامناء سره
وعن سويد بن غفلة قال : مررت بنفر من الشيعة يتناولون ابا بكر وعمر رضي الله عنهما وينتقصونهما فدخلت على علي بن ابي طالب فقلت : ياامير المؤمنين مررت بنفر من اصحابك يذكرون ابا بكر وعمر رضي الله عنهما بغير الذي هما له اهل ولولا انهم يرون انك تضمر لهما على مثل مااعلنوا مااجترؤوا على ذلك فقال علي : اعوذ بالله اعوذ بالله ان اضمر لهما الا الذي ائتمني النبي عليه ، لعن الله من اضمر لهما الا الحسن الجميل اخوا رسول الله وصاحباه ووزيراه رحمة الله عليهما ثم نهض دامع العينين يبكي قابضا على يدي حتى دخل المسجد فصعد المنبر وجلس عليه متكئا قابضا على لحيته وهو ينظر فيها وهي بيضاء حتى اجتمع لنا الناس ثم قام فتشهد بخطبة موجزة بليغة ثم قال : مابال اقوام يذكرون سيدي قريش وابوي المسلمين بما انا عنه متنزه ومما قالوه بريء وعلى ماقالوا معاقب اما والذي فلق الحبة وبرا النسمة لايحبهما الا مؤمن تقي ولا يبغضهما الا فاجر شقي صحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدق والوفاء يامران وينهيان ويغضبان ويعاقبان فما يتجاوزان فيما يصنعان راي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى غير رايهما ولايحب كحبهما احدا مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهما ومضيا والمؤمنون عنهما راضون ...
وثنا سويد بن سعيد ثنا محمد بن خازم عن ابي جناب الكلبي عن ابي سلمان الهمداني عن علي كرم الله وجهه قال " يخرج في اخر الزمان قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة ينتحلون شيعتنا وليسوا من شيعتنا واية ذلك انهم يشتمون ابا بكر وعمر رضي الله عنهما اينما ادركتموهم فاقتلوهم اشد القتل فانهم مشركون "
اخرجه احمد في مسنده وعبد الله بن احمد في السنة وابن عدي في الكامل والحارث في مسنده وغيرهم كثير
التشيع معنى جائز في العقيدة
فمسالة التشيع يجب ان تحدد تحديدا دقيقا كي نعرف معناها فنحدد جوازها من بطلانها
1- فان كانت تتحدث عن فترة تاريخية كان يجب المضي فيها الى جانب سيدنا علي فهذه مسالة قد نتفق حولها..فعلي قد مليء علما وفصاحة وبيانا وفي ذلك الوقت اي فترة "الفتنة الكبرى " قد نرى انه ماكان هناك رجل يستحق الامامة اكثر من علي فهو نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه واخيه ودمه من دمه وكما قال سيدنا محمد في ال بيته الكرام " والذي نفسي بيده لايبغض اهل البيت احد الا كبه الله في النار " ..اذا كانت المسالة من هذا المنظور فالتشيع وارد جوازه لان اختلاف الاراء من سنة الله في خلقه ولايمكن ان نحاسب احدا لان لديه رايا معينا حول شيء ما
2- اما المسالة التي تقول بان امام المسلمين لايجب ان يكون الا شريفا من ال البيت الكرام فهي مسالة وارد جوازها ايضا لان ال البيت ليسوا كغيرهم من البشر وقد جعل الله فيهم خيرا كثيرا فلامانع ان يكون الامام من ال البيت ولكن ان اجتمعت فيه شروط الامامة من علم وفقه وحلم وخلق .
ولكن ضلال البشر غير مشتمل بنسبهم وحسبهم فعاد وثمود ضلوا وقد كانوا من نسل النبي نوح عليه السلام فهل اغنى عنهم نسبهم شيئا ؟ واب ابراهيم عليه السلام قد ضل ضلالا بعيدا وقد كان من نسل النبي هود عليه السلام فهل اغنى عنه نسبه شيئا ؟ فالنسب من ال البيت كرم الله وجههم لايزكيه الا شيء واحد وهو عبادة الله حق عبادته،فينصرهم الله نصرا عزيزا فيكونوا بجوار سيدنا محمد في الجنة فقد قال صلى الله عليه وسلم " ان لكل بني اب عصبة ينتمون اليها الا ولد فاطمة فانا وليهم وعصبتهم خلقوا من طينتي ويل للمكذبين بفضلهم من احبهم احبه الله تعالى ومن ابغضهم ابغضه الله تعالى" فالتشيع يجب الا ننظر اليه من زاويته الضيقة التي تخبيء نفسها وراء كثير من المغالطة من فكر مهدوي وغيره، فالمهدوية لااساس لها من شريعة الله وانما وعد الله تعالى امة الاسلام قبل ان يرث الله الارض ومن عليها ان تكون لها الكلمة العليا والغلبة في جميع الارض وبالتالي نجد انها امة قائمة بذاتها تنشر الصلاح والهداية لجميع البشر وامة كهذه لايمكن ان تكون الا بوجود قائد وامام يقودها وبالتالي نجد فكرة الامام الصالح والعالم وليس المهدي او غيره ، وبالتالي يجب ان ننظرالى التشيع من بابه العام ومن زاويته الواسعة حتى تتضح لنا الامور فالتشيع لاياخذ شكله الحق الا من خلال ان يتبنى رايا معينا في نطاق معقول ومنطقي يتم من خلاله احترام الاخر، وليس كل الشيعة هم شيعة فقد قال سيدنا علي "ينتحلون شيعتنا وليسوا من شيعتنا" وعمار بن ياسر رضي الله عنه كان من شيعة علي وكذلك صحابة كبار اخرون ، ولكن هل يجرا احد ان يقول انهم كانوا على هذا الشذوذ الذهني الذي نراه اليوم من شيعة لايمتون للتشيع بشيء، وهذا مانراه اليوم ففي زمن اختلطت فيه المفاهيم واختلطت فيه المصطلحات يجب ان نضع لكل شيء حقه فاصل الدين واحد والاختلاف فيه وارد والاختلاف حول العقيدة لايسمى اختلافا ولكنه ضلال ، فقد اختلف الناس فيه حتى ضلوا وخرجوا عن نطاق الاختلاف المعقول فيه ليناقشوا العقيدة والعقيدة لاتناقش فالنقاش اصله اظهار شيء غير ظاهر وانما العقيدة ظاهرة بينة لاجدال فيها واهداف الفئات من الناس هي الباطنة التي لايعلمها الا الله فينبه بها امته بطريقة او بغيرها فكان ظهور الفكر الشعوبي بداية لتحقيق مصالح اقتصادية وقومية وغيرها تحت غلاف مذهبي وديني في اغلب الاحيان
بقلمي : هشام العزاوي /المغرب
حقوق الفكر محفوظة لشخصي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد
جاء نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربه بالحق والدين المبين ليخرج الناس من الظلمات الى النور باذنه تعالى ويخرج الناس بالاسلام من شراك الجهل والكفر وخديعة العقل ونوم المنطق فيهم ليبني لهم في الدنيا صروحا ممردة من حقيقة ادراك منطقي نتيجتها يقين بشيء حق لا افاق للجدال حول دحضه وليبني لهم في الاخرة جزاءا عظيما لما اخلصوا له من اعتقاد وايمان ، قال تعالى في كتابه العزيز "والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون*لهم مايشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين " 32 .33 الزمر . وانما الحق من الله العلي القدير امر بين واضح لايحتاج الى سؤال ولايشوبه ادنى غموض فسماء كالتي نعيش تحتها تحتاج الى رافع رفعها، وارض كالتي نجوب فيها وناكل من اقواتها تحتاج الى باسط بسطها ، فالتصديق بالله والايمان بوجوده فطرة فطر عليها البشر جميعا بجميع انواعهم وباختلاف اممهم واجناسهم والتكذيب بوجوده جل وعلا هو تنكيس للفطرة الانسانية التي جبل عليها بنو ادم ،فانكار هذه الفطرة هو جهل باغوار النفس البشرية والاعتراف بها هو علم بالطبيعة التي خلقت عليها نفسية البشر، فكل الطرق غير الايمان بالله والاحسان له لا تؤدي الى الله تعالى ، فالالحاد والعلمنة والاستشراق كلها مفاهيم اساءت للبشرية عموما وللدواخل الانسانية خصوصا اذ اخرجت الانسان من فطرته وحقيقة كينونته لتغريه باشياء لاسبيل للوصول لها ابد العمر فاذا تاملنا اغلب الملحدين والعلمانيين والمستشرقين وجدنا انهم في اغلب الاحيان اما ان يكونوا مصابين بامراض وعقد نفسية او بتوجهات امبريالية تهدف الى السيطرة على الاخر وابادته ، فالانسان مؤمن بطبعه وحتى في جاهلية العرب سموا مايعبدونه الهة واربابا ولكنهم لم يسموه "الله" لان كلمة الله من اكبر الدلالات الاصطلاحية فادركوا وجود الله الذي هو اكبر من كل الهة ومن كل رب ولكنهم لم يعترفوا به عنادا واستكبارا فاضلهم ابليس كما اضل كثيرا من الامم السابقة
وانه اصل كل البلاء الذي يتعرض له الانسان في حياته ..وانما كل المصائب والضلالات اصلها ابليس لعنه الله ..فلو كان ابليس ينام لكنا استرحنا كما قال الامام البصري ..وانما هم ابليس ان يضل العباد بصغير الشيء وكبيره ..فيرسم لنا ويهيء لنا ويحفر لنا ليهوي في حفره من اصغى اليه ويجعله ويرميه في الحفرة التي حفرها من اراد النصر عليه ، قال تعالى "يعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطان الا غرورا" 119 النساء
وتضليل ابليس للناس كثير ..فكما اضل ابليس المسلمين وجعلهم فرقا..نفخ في اذن بعضهم فغالوا في حب الامام علي رضي الله عنه وفي حب نسله وذريته حبا عنيفا ليقوم هذا الحب على اساس اقصاء الطرف الاخر الذين هم دون علي ، وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرام الابرار وكما تواترنا عن اجدادنا العرب فالشيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده ليدخل اليهم ابليس من باب ظاهرها بر وباطنها عصيان كالحق الذي يراد به باطل ومنهم من يقول ان عليا رضي الله عنه وكرم وجهه هو خير الانبياء ومنهم من يسب صحابة النبي ابي بكر وعمر وعثمان الى غير ذلك من الاقوال المضحكة التي تدعو الى السخرية . وعموم الكلام يجب ان ينطلق من خلفيات منطقية وعقلية حتى يصب الخطاب في جوهر الحقيقة وبؤرتها فيكتسب موضوعية ومصداقية لايمكن تفنيدها
وكان اسحاق بن محمد النخعي الاحمر يقول " ان عليا هو الله " وكلام مثل هذا لامنطق له ولاعقل فيه بل ينطلق من خلفية مجوسية يضمها فكر زاراداتشتي ، ومنه اتت جماعة تطلق على نفسها "الاسحاقية " تقول بقوله
وقد روى التاريخ ان الشيعة بمفهومهم الخاص الذي حددوه قد طلبت من زيد بن سيدنا علي كرم الله وجهه التبرؤ ممن خالف اباه في امامته فامتنع عن ذلك فرفضوه وسموا الرافضة
وقد اعتقد جماعة منهم ان ابا بكر وعمر كانا كافرين وانهما ارتدا بعد موت محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يكون ذلك وهما من العشرة المبشرين بالجنة؟ ..فهو حكم ليس لديه نتيجة منطقية وهمهم هو سب الصحابة وفي الصحيحين ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال " لاتسبوا اصحابي فان احدكم لو انفق مثل احد ذهبا ماادرك مد احدهم ولانصيفه "
ومنهم طائفة يقال لها "الغرابية" يقولون ان عليا شريك النبي في نبوته
وطائفة ساذجة اخرى تسمى "الذمامية" يذمون جبريل عليه السلام ويقولون انه كان مامورا بالنزول على علي كرم الله وجهه فنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
ولهم اقوال كثيرة لاتمس لمنطق الشريعة بشيء منها ان الشمس غابت ففات سيدنا علي صلاة العصر فردت له الشمس كي يصلي واقوال كثيرة كلها تشين ال البيت وتؤذيهم كثيرا ومنهم من يقول ان من نام عن صلاة العشاء حتى مضى نصف الليل وجب عليه ان يصوم كفارة لهذا التهاون ومقابح الرافضة اكثر من ان تحصى فهم اخلاء ابليس وامناء سره
وعن سويد بن غفلة قال : مررت بنفر من الشيعة يتناولون ابا بكر وعمر رضي الله عنهما وينتقصونهما فدخلت على علي بن ابي طالب فقلت : ياامير المؤمنين مررت بنفر من اصحابك يذكرون ابا بكر وعمر رضي الله عنهما بغير الذي هما له اهل ولولا انهم يرون انك تضمر لهما على مثل مااعلنوا مااجترؤوا على ذلك فقال علي : اعوذ بالله اعوذ بالله ان اضمر لهما الا الذي ائتمني النبي عليه ، لعن الله من اضمر لهما الا الحسن الجميل اخوا رسول الله وصاحباه ووزيراه رحمة الله عليهما ثم نهض دامع العينين يبكي قابضا على يدي حتى دخل المسجد فصعد المنبر وجلس عليه متكئا قابضا على لحيته وهو ينظر فيها وهي بيضاء حتى اجتمع لنا الناس ثم قام فتشهد بخطبة موجزة بليغة ثم قال : مابال اقوام يذكرون سيدي قريش وابوي المسلمين بما انا عنه متنزه ومما قالوه بريء وعلى ماقالوا معاقب اما والذي فلق الحبة وبرا النسمة لايحبهما الا مؤمن تقي ولا يبغضهما الا فاجر شقي صحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدق والوفاء يامران وينهيان ويغضبان ويعاقبان فما يتجاوزان فيما يصنعان راي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى غير رايهما ولايحب كحبهما احدا مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهما ومضيا والمؤمنون عنهما راضون ...
وثنا سويد بن سعيد ثنا محمد بن خازم عن ابي جناب الكلبي عن ابي سلمان الهمداني عن علي كرم الله وجهه قال " يخرج في اخر الزمان قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة ينتحلون شيعتنا وليسوا من شيعتنا واية ذلك انهم يشتمون ابا بكر وعمر رضي الله عنهما اينما ادركتموهم فاقتلوهم اشد القتل فانهم مشركون "
اخرجه احمد في مسنده وعبد الله بن احمد في السنة وابن عدي في الكامل والحارث في مسنده وغيرهم كثير
التشيع معنى جائز في العقيدة
فمسالة التشيع يجب ان تحدد تحديدا دقيقا كي نعرف معناها فنحدد جوازها من بطلانها
1- فان كانت تتحدث عن فترة تاريخية كان يجب المضي فيها الى جانب سيدنا علي فهذه مسالة قد نتفق حولها..فعلي قد مليء علما وفصاحة وبيانا وفي ذلك الوقت اي فترة "الفتنة الكبرى " قد نرى انه ماكان هناك رجل يستحق الامامة اكثر من علي فهو نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه واخيه ودمه من دمه وكما قال سيدنا محمد في ال بيته الكرام " والذي نفسي بيده لايبغض اهل البيت احد الا كبه الله في النار " ..اذا كانت المسالة من هذا المنظور فالتشيع وارد جوازه لان اختلاف الاراء من سنة الله في خلقه ولايمكن ان نحاسب احدا لان لديه رايا معينا حول شيء ما
2- اما المسالة التي تقول بان امام المسلمين لايجب ان يكون الا شريفا من ال البيت الكرام فهي مسالة وارد جوازها ايضا لان ال البيت ليسوا كغيرهم من البشر وقد جعل الله فيهم خيرا كثيرا فلامانع ان يكون الامام من ال البيت ولكن ان اجتمعت فيه شروط الامامة من علم وفقه وحلم وخلق .
ولكن ضلال البشر غير مشتمل بنسبهم وحسبهم فعاد وثمود ضلوا وقد كانوا من نسل النبي نوح عليه السلام فهل اغنى عنهم نسبهم شيئا ؟ واب ابراهيم عليه السلام قد ضل ضلالا بعيدا وقد كان من نسل النبي هود عليه السلام فهل اغنى عنه نسبه شيئا ؟ فالنسب من ال البيت كرم الله وجههم لايزكيه الا شيء واحد وهو عبادة الله حق عبادته،فينصرهم الله نصرا عزيزا فيكونوا بجوار سيدنا محمد في الجنة فقد قال صلى الله عليه وسلم " ان لكل بني اب عصبة ينتمون اليها الا ولد فاطمة فانا وليهم وعصبتهم خلقوا من طينتي ويل للمكذبين بفضلهم من احبهم احبه الله تعالى ومن ابغضهم ابغضه الله تعالى" فالتشيع يجب الا ننظر اليه من زاويته الضيقة التي تخبيء نفسها وراء كثير من المغالطة من فكر مهدوي وغيره، فالمهدوية لااساس لها من شريعة الله وانما وعد الله تعالى امة الاسلام قبل ان يرث الله الارض ومن عليها ان تكون لها الكلمة العليا والغلبة في جميع الارض وبالتالي نجد انها امة قائمة بذاتها تنشر الصلاح والهداية لجميع البشر وامة كهذه لايمكن ان تكون الا بوجود قائد وامام يقودها وبالتالي نجد فكرة الامام الصالح والعالم وليس المهدي او غيره ، وبالتالي يجب ان ننظرالى التشيع من بابه العام ومن زاويته الواسعة حتى تتضح لنا الامور فالتشيع لاياخذ شكله الحق الا من خلال ان يتبنى رايا معينا في نطاق معقول ومنطقي يتم من خلاله احترام الاخر، وليس كل الشيعة هم شيعة فقد قال سيدنا علي "ينتحلون شيعتنا وليسوا من شيعتنا" وعمار بن ياسر رضي الله عنه كان من شيعة علي وكذلك صحابة كبار اخرون ، ولكن هل يجرا احد ان يقول انهم كانوا على هذا الشذوذ الذهني الذي نراه اليوم من شيعة لايمتون للتشيع بشيء، وهذا مانراه اليوم ففي زمن اختلطت فيه المفاهيم واختلطت فيه المصطلحات يجب ان نضع لكل شيء حقه فاصل الدين واحد والاختلاف فيه وارد والاختلاف حول العقيدة لايسمى اختلافا ولكنه ضلال ، فقد اختلف الناس فيه حتى ضلوا وخرجوا عن نطاق الاختلاف المعقول فيه ليناقشوا العقيدة والعقيدة لاتناقش فالنقاش اصله اظهار شيء غير ظاهر وانما العقيدة ظاهرة بينة لاجدال فيها واهداف الفئات من الناس هي الباطنة التي لايعلمها الا الله فينبه بها امته بطريقة او بغيرها فكان ظهور الفكر الشعوبي بداية لتحقيق مصالح اقتصادية وقومية وغيرها تحت غلاف مذهبي وديني في اغلب الاحيان
بقلمي : هشام العزاوي /المغرب
حقوق الفكر محفوظة لشخصي