تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وزلزل البحر ، فدمت الأرض ، فهل من متعظ


ابو ضيف الله
02-Jan-2005, 10:45 AM
وزلزل البحر ، فدمت الأرض ، فهل من متعظ

تعتبر الزلازل من أخطر الكوارث التي تهدد العالم لما تسببه من خسائر فادحة للأفراد والممتلكات، ومما يزيد من أخطارها حدوثها بشكل فجائي يحول دون اتخاذ الترتيبات الاحترازية الكافية من قبل الأفراد أو الجهات المعنية ذاتها.
وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي بدول العالم إلا أن محاولات التنبؤ بحدوث الزلازل أو الإنذار المبكر عنها لا تزال محدودة النتائج.

والزلازل تعتبر علامة من علامات الساعة ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ ، وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ))

ففي كل حين نسمع في الأخبار أن زلزالاً وقع في بلد ، وزلزالاً وقع في بلد آخر ، وأن هذه الأخبار تتقارب ، وتتعاظم درجات هذه الزلازل ، وتودي بحياة بضع عشرات من الألوف ، وأن كثرتها وشدتها مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، إن هذه الزلازل من وظائفها أنها تعطينا معنى الزلزلة الكبرى ، التي أوعد الله بها ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) .

ويقول بعض العلماء الزلازل : هناك زلازل حدث في الصين ، في عام ألف وخمسمائة وستة وخمسين ، أودى بحياة ثمانمائة وثلاثين ألفاً في ثوانٍ ، وفي عام ألف و سبعمائة وسبعة وثلاثين حدث زلزال في الهند ، أودى بحياة مائة وثمانين ألفاً ، وفي عام ألف وتسعمائة وثلاثة وعشرين حدث زلزال في اليابان ، أودى بحياة مائة ألف ، وفي عام ألف وتسعمائة وستة وسبعين ، حدث زلزال في الصين ، أودى بحياة مائة ألف ، وحدث زلزال بإيطاليا أودى بحياة خمسة وثلاثين ألفاً ، ثوانٍ معدودة ، ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) .

سألوا عالماً كبيراً من علماء الزلازل : هل يمكن بما أوتينا من علم متقدم ، أن نتنبأ بالزلزال قبل وقوعه ولو بربع ساعة ؟ قال : لا ، إلا أن حيوانات كثيرة في مقدمتها من يضرب المثل بغبائه يشعر بالزلزال قبل وقوعه بربع ساعة ذلك لأن هذه الحيوانات ليست مكلفة كالإنسان وليست مقصودة بالزلزال 0

ربما الحقائق العلمية الحديثة لا تخفى على علماء الجليوجيا في أسباب حدوث الزلازل ، ولكن ما أريد الإشارة إليه ويغفل عنه الكثير من الناس ، وهو أن هذا الزلزال هو جند من جنود الله عز وجل ، وبأمر من الله عز وجل محي مدينة بأكملها ، وكأنها لم تكن ، قال تعالى (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ )

لذلك تقف البشرية عاجزة أمام هذه الكوارث بالرغم ما توصلت إليه ، ليطلعهم الله عز وجل على مدى ضعفهم وقلة حيلتهم .

ولعل هذه الزلازل تذكرنا بمشاهد يوم القيامة التي وصفها الله عز وجل في سورة الزلزلة قال عزوجل : ]إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا[ ، زلزلت أيْ تحرَّكتْ تحرُّكًا شديدا ، واضطربت ، زلزالها : العظيم ، والكبير ، والأخير ، الذي ليس بعده زلزال ، وذلك عند قيام الساعة ، وما هذه الزلازل في الأرض إلا نماذج مصغرة ومحدودة ]وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا[ ، وهو الإنسان : المخلوق الأول الذي خلق لجنة عرضها السماوات والأرض ، لأنه قبل حمل الأمانة فسخر الله له ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ، وجعله خليفته في الأرض ، فإنْ سما عقله على شهوته كان فوق الملائكة ، وإنْ سمتْ شهوتُه على عقله كان دون الحيوان ، ]وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا[ ، تعجباً وخوفاً ، ]يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا[ ، ما عمله الإنسانُ على وجه الأرض من خير أو شر ، ]بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا[ ، أقْدَرَها على الكلام ، وأذِن لها فيه ، وأمرها به ، ]يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا[ ، فرادى ، متفرقين ، فلا تجمعات ، ولا تكتلات ،ولا تناصر على باطل ، ولا هيمنة ، ولا غطرسة ، ولا تعالي ، قال عزوجل : ]الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[ .

قال تعالى : ]لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ، فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ[ ، أيْ مقدار ذَرَّةٍ ، وهي الجزء الذي لا يتجزأ ، ] خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ[ يجد جزاءه وعاقبته .

ولعل الإعجاز يتضح لنا جليا عندما يكون الزلزال بالبحر ، فمن عجائب البحر التي تدل على إدراكه وعبوديته لله جل وعلا أنه يعظم عليه أن يرى ابن آدم يعصي الله عز وجل مع حلم الله عليه فيتألم البحر لذلك ويتمنى هلاك عصاة بني آدم بل ويستأذن ربه في ذلك ، جاء في مسند الإمام أحمد فيما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس من ليلة إلا والبحر يشرق فيها ثلاث مرات يستأذن الله أن ينتضح عليهم ـ أي على العصاة ـ فيكفه الله بمنه وكرمه "، فلا إله إلا الله ، البحر يتمعر ، ويتمنى إغراق العصاة ، ويستطيع لكنه مأمور

وفي نفس الوقت ليعلم المسلمون بأن الله عز وجل قادر أن ينصرهم على أعدائهم بجند من جنوده ، وليس ذلك على الله بعزيز ، ولكن النصر عادة لا يأتي إلا بالمؤمنين ، فالملائكة نزلت ببدر على المؤمنين ، والريح أرسلها الله على المشركين يوم الخندق نصرة للمؤمنين ، فالنصر لا يأتي إلا إذا عاد المسلمين إلى دينهم ، نسأل الله أن يرد الله المسلمين إلى دينهم ردا جميلا .



مشاري العنزي
أبو عبد الملك

ابو ضيف الله
02-Jan-2005, 11:00 AM
نـصـيحة حــول الزلازل

للعلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في فردوس الجنة .. آمين

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :

فإن الله سبحانه وتعالى حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره ، كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به وهو سبحانه يخلق ما يشاء من الآيات ، ويقدرها تخويفا لعباده وتذكيرا لهم بما يجب عليهم من حقه وتحذيرا لهم من الشرك به ومخالفة أمره وارتكاب نهيه كما قال الله سبحانه : ( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا ) وقال عز وجل :( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) وقال تعالى :( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ) الآية .

وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لما نزل قول الله تعالى : ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعوذ بوجهك ) ، قال : ( أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ) قال : ( أعوذ بوجهك ) .

وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجاهد في تفسير هذه الآية : ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ ) قال : الصيحة والحجارة والريح . ( أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ) قال : الرجفة والخسف .

ولا شك أن ما حصل من الزلازل في هذه الأيام في جهات كثيرة هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها سبحانه عباده . وكل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعا من الأذى ، كله بأسباب الشرك والمعاصي ، كما قال الله عز وجل : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) وقال تعالى : ( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) وقال تعالى عن الأمم الماضية : ( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )

فالواجب على جميع المكلفين من المسلمين وغيرهم ، التوبة إلى الله سبحانه ، والاستقامة على دينه ، والحذر من كل ما نهى عنه من الشرك والمعاصي ، حتى تحصل لهم العافية والنجاة في الدنيا والآخرة من جميع الشرور ، وحتى يدفع الله عنهم كل بلاء ، ويمنحهم كل خير كما قال سبحانه : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) وقال تعالى في أهل الكتاب :( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) وقال تعالى : ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )..

وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله - ما نصه : ( وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام ، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية ، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه ، والندم كما قال بعض السلف ، وقد زلزلت الأرض : ( إن ربكم يستعتبكم ) .

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد زلزلت المدينة ، فخطبهم ووعظهم . ، وقال : ( لئن عادت لا أساكنكم فيها ) انتهى كلامه رحمه الله .

والآثار في هذا المقام عن السلف كثيرة .

فالواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفياضانات البدار بالتوبة إلى الله سبحانه ، والضراعة إليه وسؤاله العافية ، والإكثار من ذكره واستغفاره كما قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف : ( فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره ) ويستحب أيضا رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ارحموا ترحموا ) ( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من لا يرحم لا يرحم )


عبد العزيز بن باز - رحمه الله -

أبو الوليد
02-Jan-2005, 07:32 PM
جزاك الله خير يا أبا ضيف على هذا الموضوع الجميل .. والذي يعتبر موضوع الساعة ..
وسبحان الله العظيم .. ولعل الناس يتعضون .. من هذا الزلزال ..
ولكم تمنيت ان يكون هذا الزلزال .. في بلاد بني بوش وربعه اللئام .. ولكن الله يمهل ولا يهمل !!
اللهم زلزل الارض من تحت اقدام بوش .. ومن تحت اقدام شارون .. ودمر ترسانتهم النووية والحربية .. وارنا فيهم عجائب قدرتك .

ابو ضيف الله
02-Jan-2005, 10:43 PM
جــزاك الله كــل خيـر اخوي الشـهـاب

وابشـر فربك يمهل ولا يهمـل