وائلي
21-Feb-2010, 09:49 AM
بغداد* - وائل الربيعي*:
كان العاهل الأُردني* الملك عبد الله الثاني* على حق حين حذر عام* 2005* من ظهور معالم* »هلال شيعي*« ترعاه إيران منطلقاً* من أراضيها ليضم العراق المجاور لها مروراً* بسورية وصولاً* إلى لبنان وفلسطين*. وبعد أن توطدت أسس هذا الهلال ما بين عامي* 2005* و2009* سعت طهران لمحاولة مده الى حدود المملكة العربية السعودية من جهة محافظة الأنبار العراقية المجاورة لـ»قضاء النخيب*« الذي* يثير الجدل والخلاف بين سكانه الأصليين وبين* »عملاء إيران العراقيين*« (الائتلاف الشيعي* الحاكم*) وبعض أدواته* »الأنبارية*« إن جاز التعبير،* وفي* مقدمهم من أعمت بصيرته أموال إيران التي* تنفق بلا حساب على مخطط* »الطوق الشيعي*« الذي* سيكمل مرتسمات* »هلال إيران الشيعي*« بهدف اختراق أرض الحرمين الشريفين،* براً* من جهة العراق واليمن المجاورين لها،* وبحراً* من جهة الخليج العربي* التي* تشاطئ إيران مياهه مع دول مجلس التعاون الخليجي* وفي* مقدمها السعودية،* التي* أفشلت قواتها العسكرية مخطط عملاء إيران* »الحوثيين*« الذين حاولوا تدنيس أراضيها أخيراً*.
يلطمون على الهريسة لا على الحسين*!
حين أثار محافظ كربلاء آمال الهر* (إيراني* الأصل*) المحسوب على* »الائتلاف الشيعي*« الذي* يتزعمه عمار الحكيم ملف مدينة النخيب التابعة لقضاء الرطبة في* محافظة الأنبار المجاورة للسعودية وسورية والأُردن،* ادعى أن النخيب تابعة لكربلاء وأن نظام صدام حسين قام بضمها للأنبار بتوجيه من قادة السعودية تحسباً* من تمدد إيران صوب حدودهم*.
وقد رد معظم العراقيين على محافظ كربلاء،* مذكرين إياه بمثلهم الدارج* »فُلان* يلطُم على الهريسة ولا* يلطُم على الحسين*« (الهريسة هي* أكلة شعبية* يتم تقديمها ثواباً* في* شهري* محرم وصفر اللذين تصادف فيهما مناسبة استشهاد الإمام الحسين وذكرى أربعينه*) كون النخيب هي* مدينة عراقية* »الهوية*« أنبارية* »التابعية*« تقع* غرب العراق ضمن حدود محافظة الأنبار الإدارية جنوب شرق قضاء الرطبة*. وتتبع المدينة تاريخياً* لـ»لواء الدليم*« قبل أن تتم تسميته في* العهود التي* سبقت نظام صدام حسين بـ»محافظة الأنبار*«. أُلحِقَت النخيب في* عقد الخمسينات بمحافظة البادية الشمالية،* ثم أُلحِقَت بمحافظة كربلاء بضعة أعوام،* ثم أُعيدت إلى محافظة الأنبار*.
معظم سكان المدينة الذين* يبلغ* عددهم* 100* ألف نسمة هم من العرب السنة وتحديداً* من قبائل شبه الرُحل* ينتمي* أغلبهم إلى قبيلة* »عنزة*« وقبائل شمر والدليم والشريفات،* ومن أهم وأقدم عوائل المدينة آل هذال شيوخ قبيلة عنزة التي* تنتسب اليها عائلة آل سعود قادة ومؤسسي* المملكة العربية السعودية*.
وتعتبر النخيب استراحة رئيسية لقوافل الحجيج لدى ذهابهم إلى السعودية لتأدية مناسك الحج والعمرة في* مكة المكرمة،* وهي* من المناطق الغنية بالثروات الطبيعية* غير المستغلَّة بعد*. وكان النظام العراقي* السابق قد وضع خططاً* لحفر آبار نفط استكشافية فيها لكن* غزو العراق حال دون ذلك،* وتحيط بالنخيب من الشمال مدن* الهبارية والكسرة والرطبة ومن الشرق مدن الرحالية وكربلاء وعامرية الفلوجة*.
للأسباب الوارد ذكرها،* تحاول إيران اقتطاع أجزاء من العراق الغنية بالنفط والتي* تضم أغلبية عربية سنية وتحديداً* المجاورة منها للمحيط العربي* والخليجي،* وضمها للمناطق العراقية المسيطر عليها من إيران وعملائها الموزعين بين رئاسة الجمهورية،* الحكومة،* البرلمان،* الوزارات وحكومات المحافظات المحلية*.
لهذا السبب أثار محافظ كربلاء ملف مدينة النخيب،* إثر فشل الحوثيين في* اتخاذ موطئ قدم لهم داخل الأراضي* السعودية وفسح المجال للحرس الثوري* الإيراني* للتدخل،* فزعم أن* »منطقة النخيب التي* تخضع إدارياً* لمحافظة الأنبار في* الوقت الحاضر،* تعود تاريخياً* لمحافظة كربلاء*«. موضحاً* أن* »النخيب أُقتُطِعت من كربلاء لِتُضمَّ* إلى محافظة الأنبار وفقاً* لسياسات التغيير الديموغرافي* التي* كانت سائدة سابقاً* في* عهد صدام حسين*«.
وأشار الهر الى أن* »أبناء النخيب وكربلاء هم أبناء العراق الواحد،* ولكن هذا لا* يمنع وجود تداخل إداري،* لا بد أن* يُحَلَّ* عبر القانون مع تجنب التصعيد الإعلامي،* عن طريق الرجوع إلى المادة* 140* من الدستور العراقي* لحل النزاعات الإدارية*«.
*»التحالف الكردستاني*« شريك* »الائتلاف الشيعي*«،* المتمسك بالمادة* 140* من الدستور* (المثيرة للجدل بين العرب والأكراد والتركمان*) في* ما* يخص تابعية وهوية محافظة كركوك،* اتخذ من القضية* »قميص عثمان*«،* فحين وجد قادة التحالف الكردي* آذاناً* صاغية من قبل طهران لمطالبهم* (غير الشرعية*)،* ضموا أصواتهم لأصوات شركائهم في* الائتلاف الشيعي،* في* المطالبة بحسم قضية النخيب عبر الاحتكام لـ»المحكمة الفدرالية*« التي* يقودها قُضاة شيعة وأكراد* ينتمون للائتلاف الشيعي* والتحالف الكردستاني* الحاكمين،* في* حال رفضت الإدارة الأميركية حسم قضيتي* كركوك والنخيب عبر الاحتكام للمادة* 140* من الدستور،* ولصالح طهران وحلفائها الشيعة والأكراد الموالين لها*. خصوصاً* أن الإدارة الأميركية ترفض الخوض في* الموضوع حالياً،* لسعيها الى فرض الأمن والاستقرار داخل العراق وتهيئة أجواء انسحاب قواتها من العراق صوب أفغانستان واليمن لضرب تنظيمات القاعدة هناك*.
لهذا السبب أعلن أركان الإدارة الأميركية وفي* مقدمهم الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري* كلينتون،* خلال لقائهما الشهر الماضي* برئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني،* رفضهم استقلال الإقليم عن الجغرافية والسيادة العراقية مع إيمانهم بخصوصيته،* كما ورد في* تصريحاتهما*.
إذا عُرِفَ* السبب بطل العجب؟
ويزعم قادة الائتلاف الشيعي* وتحديداً* محافظ كربلاء آمال الهر أنهم* يمتلكون وثائق تثبت تابعية النخيب لكربلاء وليس للأنبار*. ويشددون على أن الأمر* »إداري* بحت،* ويمكن لمن* يملك الوثائق التاريخية أن* يعرضها أمام المحكمة الفدرالية لتقرر العائدية في* ضوء تلك الوثائق*«. وعن سبب إثارة هذا الموضوع في* ظل موسم انتخابي* وأوضاع متوترة سياسياً* وأمنياً* بين قادة العراق،* يقولون إنه* »بسبب المشاعر الطائفية تجنبنا إثارة هذا الموضوع في* السنوات التي* تلت* 2003*.* ومع ذلك فهناك من وصف هذه الدعوات أخيراً* بأنها طائفية*«. ونفى هؤلاء،* أن تكون* »مسألة المطالبة بضم قضاء النخيب على علاقة بالطائفية،* بل نحن بحاجة لهذا القضاء لصغر مساحة كربلاء مقارنةً* بالمساحة الشاسعة لمحافظة الأنبار التي* تشكل ثُلُث خارطة العراق الجغرافية*!«.
أما الصحف الأميركية والبريطانية فأرجعت سبب تلك المطالب* »غير المشروعة*« كما وصفتها،* الى دراسة مستقلة أعدتها مؤسسة* Ihs * الاستشارية الدولية،* التي* تتخذ من ولاية كولورادو الأميركية مقراً* لها،* كشفت أن التقديرات الحالية لاحتياطيات النفط العراقي* الإجمالي* قد تتضاعف مع وجود مخزون هائل* يفوق* 200* مليار برميل تحت رمال صحراء الرطبة والنخيب*.
*»مطهِّر أطفال*« عميل لإيران
حين اصطدمت طهران بالرفض الإقليمي* للقادة العرب،* والدولي* للقادة الأميركيين والبريطانيين،* لمسألة ضم مدينة النخيب الأنبارية إلى محافظة كربلاء التي* تسيطر عليها ميليشيات* »بدر*« و»المهدي*« التابعتين للحرس الثوري* الإيراني،* لجأت إلى عملائها الجدد من محافظة الأنبار الذين وقعوا لها على بياض،* متنازلين عن النخيب لصالح كربلاء،* وفي* طليعتهم المدعو حميد الهايس* (صاحب محل* »ختان أطفال*«) أحد زعماء مجالس الصحوة الذي* جال في* طهران بدعوة رسمية وزار قبر الخميني،* ثم التقى بقادة الحرس الثوري* الذين سلموه أموالاً* طائلة لدعم حملته الانتخابية المقبلة تحت لواء الائتلاف الشيعي،* وأرفقوا ذلك بتعليمات تقضي* بجمع تواقيع زعماء الأنبار ووجهائها،* وتقديمها للسلطات الأميركية والعراقية،* للمطالبة بضم النخيب الى كربلاء*. الجدير بالذكر أن الهايس كان* يشغل منصب نائب محافظ الأنبار السابق،* كما فاز العام الماضي* بدعم إيراني* في* انتخابات مجلس محافظة الأنبار الذي* يمثله فيه سعد منسي،* كما حصلت كتلة الهايس على منصب معاون المحافظ للشؤون الفنية ويشغله المهندس عدنان بردان الفهداوي*.
*.. وواشنطن تلجأ لـ»لورنس العرب «؟
واشنطن هي* الأُخرى لجأت لحلفائها الأنباريين وفي* مقدمهم الشيخ لورنس العرب ( متعب ابن هذال) باعتباره من أشد الرافضين لمسألة ضم النخيب إلى كربلاء المجاورة لها،* لتيقنه أن* طهران تسعى إلى فرض* »طوق شيعي*« حول السعودية من جهة العراق وجيرانهم الخليجيين،* وصولاً* إلى اجتثاث* »عرب النخيب*« وجذور قبيلة عنزة*.
لهذا السبب وصفته الصحف الأميركية والبريطانية بأنه* »لورنس العرب*« المعاصر،* وقالت إنه ورث سلطته واسمه من جده الأكبر،* الذي* كان واحداً* من زعماء البدو الذين حاربوا إلى جوار القائد الإنكَليزي* »تي* أي* لورنس*« أثناء الحرب العالمية الأولى ضد الامبراطورية العثمانية*.
ونوهت الصحف الغربية إلى أنه وبالاشتراك مع الولايات المتحدة،* ألحق الشيخ لورنس هزيمة نكراء بمتمردي* تنظيم القاعدة في* منطقته النخيب عموماً* والأنبار خصوصاً*. وتضيف الصحف لكن كان لصفقته مع الأميركيين ثمن،* تمثل بتمويل الولايات المتحدة إنشاء آبار مياه ومحطة توزيع للطاقة في* النخيب،* مع ضمانة أميركية* - بريطانية ببقائها ضمن جغرافية وحدود الأنبار الإدارية وعدم استقطاعها لصالح كربلاء لا الآن ولا مستقبلاً*.
وكشفت الصحف الغربية أنه عندما أُثيرت قضية النزاع الحدودي* بين الأنبار وكربلاء،* ضغط الميجور جنرال في* المارينز جون كيلي* وهو* يحمل أعلى رتبة في* قوات المارينز في* العراق،* على المجموعة الكربلائية التي* تمثل توجهات طهران،* من أجل الوصول إلى تسوية سلمية للنزاع وإلى احترام الحدود التي* تفصل بين المحافظتين*. وصرح كيلي* في* ما بعد،* بأنه كان سعيداً* لتحدثه نيابةً* عن الشيخ لورنس،* ووصفه قائلاً*: »إنه مَلَكي*«.
وقوف الأمير لورنس العنزي* وبقوة في* وجه مخطط تغيير ديموغرافية محافظة الأنبار ومدينته النخيب لصالح كربلاء،* ينحصر في* أسباب عدة مهمة،* منها*:
1*- لن تقف أطماع إيران عند حدود مدينة النخيب التابعة للأنبار في* حال نجحت بعقد صفقات مشبوهة تحت الطاولة،* في* اقتطاع النخيب لصالح كربلاء*. بل ستتجاوزها بذريعة جغرافية الأنبار الواسعة،* حتى تصل إلى أبعد نقطة فيها تفصلها عن حدود جيرانها* (سورية والسعودية والأُردن*).
2*- لن تقف الأُردن مكتوفة الأيدي* حيال بلوغ* خطر إيران حدودها من جهة العراق*. كما ستحرك إسرائيل ملف* »كونفدرالية الأُردن*- الأنبار*« بغية توطين فلسطينيي* الأُردن الذين لم* يكتسبوا الجنسية الأُردنية في* محافظة الأنبار*. وهذا المخطط* يعود لعام* 1959* وأثارته إسرائيل بعد* غزو العراق في* 2003* بالتنسيق مع حلفائها قادة إقليم كردستان العراق،* الذين رحبوا مراراً* وتكراراً* بتوطين فلسطينيي* الأُردن في* الأنبار*. وحين رفض قادة الأخيرة الأمر،* طالب القادة الأكراد بمنحهم مدينة كركوك بغية توطين فلسطينيي* الأُردن وسورية فيها بذريعة قلة عائدات كردستان قياساً* بكركوك وعدم اتساع جغرافية كردستان لهم واختلاف طابعها الإثني* الكردي* مع تقاليد وعادات المهجرين الفلسطينيين*.
وكان قد تم توطين ألفي* فلسطيني* من حملة الجنسية العراقية في* كردستان العراق العام الماضي،* كما أوت سورية عدداً* مماثلاً* منهم في* مخيم* »أبي* الهول*« الكائن في* محافظة الحسكة كانوا عالقين في* مخيم التنف السوري* بين حدودي* سورية والعراق،* بعد أن تم تهجيرهم على* يد الميليشيات الإيرانية في* العراق* (بدر والمهدي*).
3*- لن تقف أطماع إيران التوسعية عند حدود وجغرافية العراق،* بل ستصل إلى حدود جيرانه العرب وتحديداً* سورية حليفة إيران*. حيث سينتفض الشعب السوري* وتحديداً* أهالي* جزيرة الحسكة الشرقية المجاورة للعراق من جهة محافظتي* الموصل والأنبار،* مدافعين عن أبناء عمومتهم في* المقلب العراقي* الذي* يشهد نفوذاً* ملحوظاً* لقبائل عربية تتشارك الزعامة القبلية في* العراق وسورية،* مثل قبائل الجبور،* شمر،* عنزة،* الدليم،* اللهيب،* العبيد،* بني* حمدان،* بني* تميم،* البكَارة*.. ألخ من القبائل والعشائر السورية والعراقية المتصاهرة*.
من موقع المحرر
وتم ايضا عمل مقابله مع الشيخ لورنس العرب متعب الهذال في قناة العربية يوم امس السبت 6|3|1431هـ
رابط الصحيفة العراقية
http://www.almoharrer.net/Read.aspx?Id=2670
منقوووول
كان العاهل الأُردني* الملك عبد الله الثاني* على حق حين حذر عام* 2005* من ظهور معالم* »هلال شيعي*« ترعاه إيران منطلقاً* من أراضيها ليضم العراق المجاور لها مروراً* بسورية وصولاً* إلى لبنان وفلسطين*. وبعد أن توطدت أسس هذا الهلال ما بين عامي* 2005* و2009* سعت طهران لمحاولة مده الى حدود المملكة العربية السعودية من جهة محافظة الأنبار العراقية المجاورة لـ»قضاء النخيب*« الذي* يثير الجدل والخلاف بين سكانه الأصليين وبين* »عملاء إيران العراقيين*« (الائتلاف الشيعي* الحاكم*) وبعض أدواته* »الأنبارية*« إن جاز التعبير،* وفي* مقدمهم من أعمت بصيرته أموال إيران التي* تنفق بلا حساب على مخطط* »الطوق الشيعي*« الذي* سيكمل مرتسمات* »هلال إيران الشيعي*« بهدف اختراق أرض الحرمين الشريفين،* براً* من جهة العراق واليمن المجاورين لها،* وبحراً* من جهة الخليج العربي* التي* تشاطئ إيران مياهه مع دول مجلس التعاون الخليجي* وفي* مقدمها السعودية،* التي* أفشلت قواتها العسكرية مخطط عملاء إيران* »الحوثيين*« الذين حاولوا تدنيس أراضيها أخيراً*.
يلطمون على الهريسة لا على الحسين*!
حين أثار محافظ كربلاء آمال الهر* (إيراني* الأصل*) المحسوب على* »الائتلاف الشيعي*« الذي* يتزعمه عمار الحكيم ملف مدينة النخيب التابعة لقضاء الرطبة في* محافظة الأنبار المجاورة للسعودية وسورية والأُردن،* ادعى أن النخيب تابعة لكربلاء وأن نظام صدام حسين قام بضمها للأنبار بتوجيه من قادة السعودية تحسباً* من تمدد إيران صوب حدودهم*.
وقد رد معظم العراقيين على محافظ كربلاء،* مذكرين إياه بمثلهم الدارج* »فُلان* يلطُم على الهريسة ولا* يلطُم على الحسين*« (الهريسة هي* أكلة شعبية* يتم تقديمها ثواباً* في* شهري* محرم وصفر اللذين تصادف فيهما مناسبة استشهاد الإمام الحسين وذكرى أربعينه*) كون النخيب هي* مدينة عراقية* »الهوية*« أنبارية* »التابعية*« تقع* غرب العراق ضمن حدود محافظة الأنبار الإدارية جنوب شرق قضاء الرطبة*. وتتبع المدينة تاريخياً* لـ»لواء الدليم*« قبل أن تتم تسميته في* العهود التي* سبقت نظام صدام حسين بـ»محافظة الأنبار*«. أُلحِقَت النخيب في* عقد الخمسينات بمحافظة البادية الشمالية،* ثم أُلحِقَت بمحافظة كربلاء بضعة أعوام،* ثم أُعيدت إلى محافظة الأنبار*.
معظم سكان المدينة الذين* يبلغ* عددهم* 100* ألف نسمة هم من العرب السنة وتحديداً* من قبائل شبه الرُحل* ينتمي* أغلبهم إلى قبيلة* »عنزة*« وقبائل شمر والدليم والشريفات،* ومن أهم وأقدم عوائل المدينة آل هذال شيوخ قبيلة عنزة التي* تنتسب اليها عائلة آل سعود قادة ومؤسسي* المملكة العربية السعودية*.
وتعتبر النخيب استراحة رئيسية لقوافل الحجيج لدى ذهابهم إلى السعودية لتأدية مناسك الحج والعمرة في* مكة المكرمة،* وهي* من المناطق الغنية بالثروات الطبيعية* غير المستغلَّة بعد*. وكان النظام العراقي* السابق قد وضع خططاً* لحفر آبار نفط استكشافية فيها لكن* غزو العراق حال دون ذلك،* وتحيط بالنخيب من الشمال مدن* الهبارية والكسرة والرطبة ومن الشرق مدن الرحالية وكربلاء وعامرية الفلوجة*.
للأسباب الوارد ذكرها،* تحاول إيران اقتطاع أجزاء من العراق الغنية بالنفط والتي* تضم أغلبية عربية سنية وتحديداً* المجاورة منها للمحيط العربي* والخليجي،* وضمها للمناطق العراقية المسيطر عليها من إيران وعملائها الموزعين بين رئاسة الجمهورية،* الحكومة،* البرلمان،* الوزارات وحكومات المحافظات المحلية*.
لهذا السبب أثار محافظ كربلاء ملف مدينة النخيب،* إثر فشل الحوثيين في* اتخاذ موطئ قدم لهم داخل الأراضي* السعودية وفسح المجال للحرس الثوري* الإيراني* للتدخل،* فزعم أن* »منطقة النخيب التي* تخضع إدارياً* لمحافظة الأنبار في* الوقت الحاضر،* تعود تاريخياً* لمحافظة كربلاء*«. موضحاً* أن* »النخيب أُقتُطِعت من كربلاء لِتُضمَّ* إلى محافظة الأنبار وفقاً* لسياسات التغيير الديموغرافي* التي* كانت سائدة سابقاً* في* عهد صدام حسين*«.
وأشار الهر الى أن* »أبناء النخيب وكربلاء هم أبناء العراق الواحد،* ولكن هذا لا* يمنع وجود تداخل إداري،* لا بد أن* يُحَلَّ* عبر القانون مع تجنب التصعيد الإعلامي،* عن طريق الرجوع إلى المادة* 140* من الدستور العراقي* لحل النزاعات الإدارية*«.
*»التحالف الكردستاني*« شريك* »الائتلاف الشيعي*«،* المتمسك بالمادة* 140* من الدستور* (المثيرة للجدل بين العرب والأكراد والتركمان*) في* ما* يخص تابعية وهوية محافظة كركوك،* اتخذ من القضية* »قميص عثمان*«،* فحين وجد قادة التحالف الكردي* آذاناً* صاغية من قبل طهران لمطالبهم* (غير الشرعية*)،* ضموا أصواتهم لأصوات شركائهم في* الائتلاف الشيعي،* في* المطالبة بحسم قضية النخيب عبر الاحتكام لـ»المحكمة الفدرالية*« التي* يقودها قُضاة شيعة وأكراد* ينتمون للائتلاف الشيعي* والتحالف الكردستاني* الحاكمين،* في* حال رفضت الإدارة الأميركية حسم قضيتي* كركوك والنخيب عبر الاحتكام للمادة* 140* من الدستور،* ولصالح طهران وحلفائها الشيعة والأكراد الموالين لها*. خصوصاً* أن الإدارة الأميركية ترفض الخوض في* الموضوع حالياً،* لسعيها الى فرض الأمن والاستقرار داخل العراق وتهيئة أجواء انسحاب قواتها من العراق صوب أفغانستان واليمن لضرب تنظيمات القاعدة هناك*.
لهذا السبب أعلن أركان الإدارة الأميركية وفي* مقدمهم الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري* كلينتون،* خلال لقائهما الشهر الماضي* برئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني،* رفضهم استقلال الإقليم عن الجغرافية والسيادة العراقية مع إيمانهم بخصوصيته،* كما ورد في* تصريحاتهما*.
إذا عُرِفَ* السبب بطل العجب؟
ويزعم قادة الائتلاف الشيعي* وتحديداً* محافظ كربلاء آمال الهر أنهم* يمتلكون وثائق تثبت تابعية النخيب لكربلاء وليس للأنبار*. ويشددون على أن الأمر* »إداري* بحت،* ويمكن لمن* يملك الوثائق التاريخية أن* يعرضها أمام المحكمة الفدرالية لتقرر العائدية في* ضوء تلك الوثائق*«. وعن سبب إثارة هذا الموضوع في* ظل موسم انتخابي* وأوضاع متوترة سياسياً* وأمنياً* بين قادة العراق،* يقولون إنه* »بسبب المشاعر الطائفية تجنبنا إثارة هذا الموضوع في* السنوات التي* تلت* 2003*.* ومع ذلك فهناك من وصف هذه الدعوات أخيراً* بأنها طائفية*«. ونفى هؤلاء،* أن تكون* »مسألة المطالبة بضم قضاء النخيب على علاقة بالطائفية،* بل نحن بحاجة لهذا القضاء لصغر مساحة كربلاء مقارنةً* بالمساحة الشاسعة لمحافظة الأنبار التي* تشكل ثُلُث خارطة العراق الجغرافية*!«.
أما الصحف الأميركية والبريطانية فأرجعت سبب تلك المطالب* »غير المشروعة*« كما وصفتها،* الى دراسة مستقلة أعدتها مؤسسة* Ihs * الاستشارية الدولية،* التي* تتخذ من ولاية كولورادو الأميركية مقراً* لها،* كشفت أن التقديرات الحالية لاحتياطيات النفط العراقي* الإجمالي* قد تتضاعف مع وجود مخزون هائل* يفوق* 200* مليار برميل تحت رمال صحراء الرطبة والنخيب*.
*»مطهِّر أطفال*« عميل لإيران
حين اصطدمت طهران بالرفض الإقليمي* للقادة العرب،* والدولي* للقادة الأميركيين والبريطانيين،* لمسألة ضم مدينة النخيب الأنبارية إلى محافظة كربلاء التي* تسيطر عليها ميليشيات* »بدر*« و»المهدي*« التابعتين للحرس الثوري* الإيراني،* لجأت إلى عملائها الجدد من محافظة الأنبار الذين وقعوا لها على بياض،* متنازلين عن النخيب لصالح كربلاء،* وفي* طليعتهم المدعو حميد الهايس* (صاحب محل* »ختان أطفال*«) أحد زعماء مجالس الصحوة الذي* جال في* طهران بدعوة رسمية وزار قبر الخميني،* ثم التقى بقادة الحرس الثوري* الذين سلموه أموالاً* طائلة لدعم حملته الانتخابية المقبلة تحت لواء الائتلاف الشيعي،* وأرفقوا ذلك بتعليمات تقضي* بجمع تواقيع زعماء الأنبار ووجهائها،* وتقديمها للسلطات الأميركية والعراقية،* للمطالبة بضم النخيب الى كربلاء*. الجدير بالذكر أن الهايس كان* يشغل منصب نائب محافظ الأنبار السابق،* كما فاز العام الماضي* بدعم إيراني* في* انتخابات مجلس محافظة الأنبار الذي* يمثله فيه سعد منسي،* كما حصلت كتلة الهايس على منصب معاون المحافظ للشؤون الفنية ويشغله المهندس عدنان بردان الفهداوي*.
*.. وواشنطن تلجأ لـ»لورنس العرب «؟
واشنطن هي* الأُخرى لجأت لحلفائها الأنباريين وفي* مقدمهم الشيخ لورنس العرب ( متعب ابن هذال) باعتباره من أشد الرافضين لمسألة ضم النخيب إلى كربلاء المجاورة لها،* لتيقنه أن* طهران تسعى إلى فرض* »طوق شيعي*« حول السعودية من جهة العراق وجيرانهم الخليجيين،* وصولاً* إلى اجتثاث* »عرب النخيب*« وجذور قبيلة عنزة*.
لهذا السبب وصفته الصحف الأميركية والبريطانية بأنه* »لورنس العرب*« المعاصر،* وقالت إنه ورث سلطته واسمه من جده الأكبر،* الذي* كان واحداً* من زعماء البدو الذين حاربوا إلى جوار القائد الإنكَليزي* »تي* أي* لورنس*« أثناء الحرب العالمية الأولى ضد الامبراطورية العثمانية*.
ونوهت الصحف الغربية إلى أنه وبالاشتراك مع الولايات المتحدة،* ألحق الشيخ لورنس هزيمة نكراء بمتمردي* تنظيم القاعدة في* منطقته النخيب عموماً* والأنبار خصوصاً*. وتضيف الصحف لكن كان لصفقته مع الأميركيين ثمن،* تمثل بتمويل الولايات المتحدة إنشاء آبار مياه ومحطة توزيع للطاقة في* النخيب،* مع ضمانة أميركية* - بريطانية ببقائها ضمن جغرافية وحدود الأنبار الإدارية وعدم استقطاعها لصالح كربلاء لا الآن ولا مستقبلاً*.
وكشفت الصحف الغربية أنه عندما أُثيرت قضية النزاع الحدودي* بين الأنبار وكربلاء،* ضغط الميجور جنرال في* المارينز جون كيلي* وهو* يحمل أعلى رتبة في* قوات المارينز في* العراق،* على المجموعة الكربلائية التي* تمثل توجهات طهران،* من أجل الوصول إلى تسوية سلمية للنزاع وإلى احترام الحدود التي* تفصل بين المحافظتين*. وصرح كيلي* في* ما بعد،* بأنه كان سعيداً* لتحدثه نيابةً* عن الشيخ لورنس،* ووصفه قائلاً*: »إنه مَلَكي*«.
وقوف الأمير لورنس العنزي* وبقوة في* وجه مخطط تغيير ديموغرافية محافظة الأنبار ومدينته النخيب لصالح كربلاء،* ينحصر في* أسباب عدة مهمة،* منها*:
1*- لن تقف أطماع إيران عند حدود مدينة النخيب التابعة للأنبار في* حال نجحت بعقد صفقات مشبوهة تحت الطاولة،* في* اقتطاع النخيب لصالح كربلاء*. بل ستتجاوزها بذريعة جغرافية الأنبار الواسعة،* حتى تصل إلى أبعد نقطة فيها تفصلها عن حدود جيرانها* (سورية والسعودية والأُردن*).
2*- لن تقف الأُردن مكتوفة الأيدي* حيال بلوغ* خطر إيران حدودها من جهة العراق*. كما ستحرك إسرائيل ملف* »كونفدرالية الأُردن*- الأنبار*« بغية توطين فلسطينيي* الأُردن الذين لم* يكتسبوا الجنسية الأُردنية في* محافظة الأنبار*. وهذا المخطط* يعود لعام* 1959* وأثارته إسرائيل بعد* غزو العراق في* 2003* بالتنسيق مع حلفائها قادة إقليم كردستان العراق،* الذين رحبوا مراراً* وتكراراً* بتوطين فلسطينيي* الأُردن في* الأنبار*. وحين رفض قادة الأخيرة الأمر،* طالب القادة الأكراد بمنحهم مدينة كركوك بغية توطين فلسطينيي* الأُردن وسورية فيها بذريعة قلة عائدات كردستان قياساً* بكركوك وعدم اتساع جغرافية كردستان لهم واختلاف طابعها الإثني* الكردي* مع تقاليد وعادات المهجرين الفلسطينيين*.
وكان قد تم توطين ألفي* فلسطيني* من حملة الجنسية العراقية في* كردستان العراق العام الماضي،* كما أوت سورية عدداً* مماثلاً* منهم في* مخيم* »أبي* الهول*« الكائن في* محافظة الحسكة كانوا عالقين في* مخيم التنف السوري* بين حدودي* سورية والعراق،* بعد أن تم تهجيرهم على* يد الميليشيات الإيرانية في* العراق* (بدر والمهدي*).
3*- لن تقف أطماع إيران التوسعية عند حدود وجغرافية العراق،* بل ستصل إلى حدود جيرانه العرب وتحديداً* سورية حليفة إيران*. حيث سينتفض الشعب السوري* وتحديداً* أهالي* جزيرة الحسكة الشرقية المجاورة للعراق من جهة محافظتي* الموصل والأنبار،* مدافعين عن أبناء عمومتهم في* المقلب العراقي* الذي* يشهد نفوذاً* ملحوظاً* لقبائل عربية تتشارك الزعامة القبلية في* العراق وسورية،* مثل قبائل الجبور،* شمر،* عنزة،* الدليم،* اللهيب،* العبيد،* بني* حمدان،* بني* تميم،* البكَارة*.. ألخ من القبائل والعشائر السورية والعراقية المتصاهرة*.
من موقع المحرر
وتم ايضا عمل مقابله مع الشيخ لورنس العرب متعب الهذال في قناة العربية يوم امس السبت 6|3|1431هـ
رابط الصحيفة العراقية
http://www.almoharrer.net/Read.aspx?Id=2670
منقوووول