ابو ضيف الله
10-Dec-2004, 02:13 AM
إمام أهل المغازي والسير ، القاضي محمد بن عمر الواقدي – رحمه الله تعالى – من أجود النَّاس مع قلة ذات يده ؛ وقد حدَّث مرَّة فقال : كان لي صديقان ، أحدهما هاشمي ، وكنا كنفس واحدة ، فنالتني ضِيقَةٌ شديدة ، وحضر العيد ، فقالت لي امرأتي :
أمَّا نحن فنصبر على البُؤْس والشدة ، وأمَّا صبياننا فقد قَطَّعُوا قلبي ، لأنَّهم يرون صبيان الجيران قد تَزَيَّنوا في عيدهم ، وأصلحوا ثيابهم ، وهم على هذه الحال من الثياب الرَّثَّة ! فلو احتلت بشيء تصرِفُه في كسوتهم !
قال الواقدي : فكتبت إلى صديقي الهاشمي أسأله مواساتي بما حضره ، فوجَّه إليَّ كيساً مختوماً ،
ذكر أنَّ فيه ألف درهم ،
فما استقر قراري حتى كتب إليَّ الصديق الآخر : يشكو مثل شكواي ، فوجَّهتُ إليه الكيس بحاله ، قبل أن أفتحه ، وخرجت إلى المسجد ، فأقمت فيه ليلي مستحيياً من امرأتي ، ثمَّ رجعت ، فلما دخلت عليها استحسنتْ ما كان مني، ولم تعنفني عليه ؛ فبينا أنا كذلك إذ وافاني صديقي الهاشمي ومعه الكيس كهيئته ،
فقال لي : اصْدُققْني عَمَّا فعلتَه فيما وجهتُ إليك ، فَعَرَّفتُه الخبر ؛ فقال لي : إنَّك وجَّهتَ إليَّ تسألني العون ، وما كنتُ أملك إلاَّ هذا الكيس ، فبعثته إليك ، ثمَّ أرسلت إلى صديقي الآخر أسأله المواساة ، فَوَجَّه إليَّ بكيس ، فإذا هو كيسي وعليه خاتمي !
قال الواقدي : فتواسينا الألف ، وقسمناها بيننا أثلاثاً ، بعد أن أخرجنا لزوجتي مئة درهم .
هذه القصة العجيبة يجد فيها المسلم فوائد جمة ، فمنها :
نزاهة القاضي وزهده ، وسخاؤه وجوده ، وصدق أُخْوة الثلاثة ، وبعض نتاج أخوتهم في إيثار بعضهم بعضاً ، ومبادرتهم إلى ذلك ، وحسن طلب المرأة زوجها ، وصبرها على الفقر ، واستحسانها تصرف زوجها ،
إذ لم تعنفه ، وهذا يدل على طيب معدنها ، وتقديرها لمعالي الأخلاق .
رزقنا الله حسن الاعتبار !
http://dawahwin.com/article.php?sid=13
مـنـقـول
أمَّا نحن فنصبر على البُؤْس والشدة ، وأمَّا صبياننا فقد قَطَّعُوا قلبي ، لأنَّهم يرون صبيان الجيران قد تَزَيَّنوا في عيدهم ، وأصلحوا ثيابهم ، وهم على هذه الحال من الثياب الرَّثَّة ! فلو احتلت بشيء تصرِفُه في كسوتهم !
قال الواقدي : فكتبت إلى صديقي الهاشمي أسأله مواساتي بما حضره ، فوجَّه إليَّ كيساً مختوماً ،
ذكر أنَّ فيه ألف درهم ،
فما استقر قراري حتى كتب إليَّ الصديق الآخر : يشكو مثل شكواي ، فوجَّهتُ إليه الكيس بحاله ، قبل أن أفتحه ، وخرجت إلى المسجد ، فأقمت فيه ليلي مستحيياً من امرأتي ، ثمَّ رجعت ، فلما دخلت عليها استحسنتْ ما كان مني، ولم تعنفني عليه ؛ فبينا أنا كذلك إذ وافاني صديقي الهاشمي ومعه الكيس كهيئته ،
فقال لي : اصْدُققْني عَمَّا فعلتَه فيما وجهتُ إليك ، فَعَرَّفتُه الخبر ؛ فقال لي : إنَّك وجَّهتَ إليَّ تسألني العون ، وما كنتُ أملك إلاَّ هذا الكيس ، فبعثته إليك ، ثمَّ أرسلت إلى صديقي الآخر أسأله المواساة ، فَوَجَّه إليَّ بكيس ، فإذا هو كيسي وعليه خاتمي !
قال الواقدي : فتواسينا الألف ، وقسمناها بيننا أثلاثاً ، بعد أن أخرجنا لزوجتي مئة درهم .
هذه القصة العجيبة يجد فيها المسلم فوائد جمة ، فمنها :
نزاهة القاضي وزهده ، وسخاؤه وجوده ، وصدق أُخْوة الثلاثة ، وبعض نتاج أخوتهم في إيثار بعضهم بعضاً ، ومبادرتهم إلى ذلك ، وحسن طلب المرأة زوجها ، وصبرها على الفقر ، واستحسانها تصرف زوجها ،
إذ لم تعنفه ، وهذا يدل على طيب معدنها ، وتقديرها لمعالي الأخلاق .
رزقنا الله حسن الاعتبار !
http://dawahwin.com/article.php?sid=13
مـنـقـول