اسم الشعر الشعبي في قصيده لمنديل الفهيد

[الــوآفــي]

من مدة سبع أو ثمان سنوات كثر الجدال عن الشعر الشعبي ، منهم من يسميه الشعر النبطي، ومنهم من يسميه الشعر العامي، ومنهم من يسميه الشعر الشعبي أو الشعر البدوي، وكثر الجدال بهذا الموضوع.. وقال منديل الفهيد قصيدة حول هذا الموضوع وتسمية الشعر




قال من قاس المعاني بالمثل = وإلى بدا المعنا يباريه الزمل

يخاف من نقد الحسود المغرض = والآدمي متعرضٍ طرق الزلل

قد قيل في عين الرضا والمبغض = تبدي المساوي ذي وذي فيها كلل

الزود هو والنقص من عند الله = والآدمي ما هو معز ولا مذل

اعنز على الله وانس ما قالوا جميع = واتعب على كسب المعالي والعمل

الناس مشكاهم على خالقهم = وسيل النحاما ظنتي أنه ينعدل

إن قلت أبنصح ذا وابقنع مخطي = فتحت باب للمزيد من الجدل

الشعر قد قالوه ناس قبلنا = جزل ومتوسط وبه ضعف وعلل

سلبي ومسروق وفيه مكرر = وضعف ونقص أوزان مع كثر الخلل

ومردد المعنا بخلف القافيه = معناه واحد ظاهر مع ما دخل

سبعة عشر عدة بحوره أو تزيد = من كل نوع وفيه سجع وبه زجل

واللي يسمي الحر ذا عنهن بعيد = منثور لا وزنٍ ولا له مستهل

من عجز عن سبك المعاني والبحور =الجزل ما يقواه عود للهمل

به شاعر يجري ولا يجري معه = صعب المعاني صاخرٍ له من جبل

يبصرك بالخافي ويفتح لك طريق = يفتح لك أبواب تخلص من وحل

يجيب لك بيت على المعنا غريب = ويبقى إلى التالي مع العالم مثل

الشعر أدبنا واسمه الشعبي صحيح = بادي مع أولنا وفينا لم يزل

واللي يسميه النبط ماله دليل =هذا لغتنا واضح المعنا عدل

هالاسم لا معنا ولا هو مستحب = ياهل المعرفة علمو به من جهل

يستعملونه للحقوق وللحروب = انشد عن العوني وشعره وش فعل

تاريخ يثبت للحوادث والمحيط = شواهد المعنا وفيها يستدل

يوقظ الغافل ويدرك به حقوق = ويخلص المشكل إلى قال وفصل

ويبقى مع الباقي كما نقش الحجر = شواهد السيره وفيها مستهل

لوله عوارف مثل فعل الأولين = للنقد والتنقيح عن سرق وهزل

ما ينشر إلا بعد ما يشرف عليه = ينشر ويطبع عقب ما صح وكمل

وياخذ مكان لا يق به من قديم = ما قيل به ضعف ولا قالوا نزل

ارجي من القاري لها غض النظر = القيل به قاصر وفيه المعتدل

خذ ما تراه وترك اللي ما يجوز = وان شفت فيه قصور سدد للخلل

هذا وصلى الله على سيد قريش = أعداد ما وبلٍ على البيداء نزل


تقبلوا اعطر التحياتي

اخوكم ذيبان

[الوليد الاسعدي]

واللي يسميـه النبـط مالـه دليـل ..... هذا لغتنـا واضـح المعنـا عـدل

عزالله انه صدق ورحمه الله ... وجزاك الله خير ياذيبان .

[فرهودي]

غير مستغرب القصائد الرائعه.. على شاعرنا ابومحمد..
رحمه الله..


مشكور ذيبان

[وصل العطياني؟؟؟]

الله يرحمـــه ويسكنه الجنة ...

ولك الشكر "ذيبان"

على إتحافنا بهذه الرائعة ..


تحياااااااتي

[واثق الخطوة]

إن هناك فعلا اختلاف كبيروقديم في تسمية هذا النوع من الشعر, ولعل المواضعة لم تستقر على تسميته بعد , فالبعض يسميه شعرا شعبيا وآخرون يسمونه نبطيا وغيرهم يسمونه بدويا وحوراني وملحون في تسميات أخرى .
وأنا شخصيا ليس لدي اعتراض كـبــيـــر على بعض هذه التسميات ولكن لي رأي فيها كالتالي :

نعرف جميعا أن أخص خصائص هذا النوع من الشعر ظهور اللحن فيه وتحرره من قيود اللغة الفصحى في المفردة معنى وصيغة وفي تركيب الجمل , لذا أرى أن من يسميه شعرا شعبيا غير موفق في ذلك لأن الشعبية لم تكن مصطلحا على اللحن وفساد اللغة وإنما هي بمرادف الجمهرة فيدخل في ذلك الحضري والبدوي والفصيح وذواللحن , وشعبي في اصطلاح العرب تعني النسبة إلى مختلف طبقات الأمة .

أما تسميته بالشعر النبطي فهناك خلاف في أساس هذه التسمية ونسبتها , فهناك من يسميه النبطي بدعوى أن هذا النوع من الشعر قد بدأ في العراق ومشارف الشام وأتى من هناك , وكان أهل الجزيرة يطلقون اسم الأنباط على فلاحي سواد العراق وبدو الشام لأن التحريف لحق اللغة العربية هناك قبل الجزيرة .
وغيرهم قال أن اللغويين شبهوا اللحن بلغة الأنباط وهذا هوسر تسميته بالشعر النبطي , فتدل هذه التسمية على فساد لغته ومجانبتها اللغة الفصحى بحيث أصبحت تحاكي لغة النبط , ولغة النبط المثل في البعد عن الفصاحة . وهذا الرأي له وجهته .

أما تسميته ( الشعر العامي ) فإني أرى أنها الأقرب للصواب
وذلك لأن هذا الشعر لغته لغة عامية , قال أبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري في بعض كتاباته عن الشعر العامي : ( إنني نظرت في الأسم المنطبق على هذا الفساد في اللغة والأسلوب فوجدت العامية هي التسمية المطردة في مواضعة اللغويين , واللغويون هم المرجع في تحرير المصطلحات , وإنما كانت العامية هي التسمية المطردة لأنها نقيض الفصاحة والصحة .
وحتى لو أن العامي في البداية بمعنى الشعبي أي أنه يعني عامة الجمهور فإن مواضعة علماء اللغة أخذت من العامي مصطلحا شائعا لفساد اللغة واللحن ولم تأخذ الشعبية مصطلحا لذلك .

فتسميته إذن ( الشعر العامي ) هي الأسلم وهي الأقرب إلى الصواب وهو المسمى الوحيد بين كل التسميات الأخرى الذي لا اعتراض عليه ولا اختلاف فيه .
....................................

أما ما استشهد به الأخ ذيبان بما قاله ( الأستاذ منديل الفهيد ) فليس ذلك حجة , لا شك أن الأستاذ الفهيد من الذين برزوا وساهموا في هذا المجال فله كل الإحترام والتقدير , ولكنني لا أظن أن الأستاذ منديل الفهيد من (عصور الاحتجاج )

أما إذا كان الموضوع مجرد إيراد بعض الأبيات من هنا وهناك , فالأبيات التي ورد فيها ذكر التسميات الأخرى كثيرة
وأستطيع هنا أن أستشهد ببيت قاله صاحبه قبل منديل الفهيد بأكثر من مئة عام وذكر فيه تسميته بالشعر النبطي !!
البيت للشاعر الكبير المبدع عبدالله محمد الفرج 1252 ــ 1319 هـ من قصيدة قالها يتحدث فيها عن قواعد الشعر النبطي وأوزانه , يقول الفرج :

قصـيـدة تلقى القصـايد عـندها ....... مثل النجوم وهي لهن مثل القمر
وترد اهل شعر النبط يوم انهم .......اهـفـو موازيـنه وبحـره وانـدمـر

وللعلم فلقد ذكرت في مقالة لي سابقة أن أشهر ما كتب في هذا المجال كتاب اسمه ( ديوان النبط ) للأديب خالد الفرج , وفي عام 1371 هـ ظهر أضخم مؤلف جامع للشعر النبطي حتى يومنا هذا على يد الأستاذ خالد الحاتم اسمه ( خيار ما يلتقط من شعر النبط ) .

.......................... والسلام