ابو ضيف الله
12-Jan-2010, 12:23 PM
مناسبة هذه القصيدة كما ذكر ابن كثير رحمه الله في خبر فتح همدان والري في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله.
قال ابن كثير:
وكان السبب في ذلك أن المسلمين لما فرغوا من نهاوند وما وقع من الحرب المتقدم، فتحوا حلوان وهمذان بعد ذلك. ثم إن أهل همذان نقضوا عهدهم الذي صالحهم عليه القعقاع بن عمرو، فكتب عمر إلى نعيم بن مقرن أن يسير إلى همذان، وأن يجعل على مقدمته أخاه سويد بن مقرن، وعلى مجنبتيه ربعي بن عامر الطائي، ومهلهل بن زيد التميمي.
فسار حتى نزل على ثنية العسل ثم تحدر على همذان، واستولى على بلادها وحاصرها فسألوه الصلح فصالحهم، ودخلها فبينما هو فيها ومعه اثني عشر ألفاً من المسلمين، إذ تكاتف الروم والديلم وأهل الري وأهل أذربيجان، واجتمعوا على حرب نعيم بن مقرن في جمع كثير، فعلى الديلم ملكهم واسمه: موتا، وعلى أهل الري أبو الفَرُّخان، وعلى أذربيجان أسفندياذ أخو رستم.
فخرج إليهم بمن معه من المسلمين حتى التقوا بمكان يقال له: واج الروذ، فاقتتلوا قتالاً شديداً وكانت وقعة عظيمة تعدل نهاوند، ولم تك دونها فقتلوا من المشركين جمعاً كثيراً وجمعاً صغيراً لا يحصون كثرة، وقتل ملك الديلم موتاً وتمزق شملهم، وانهزموا بأجمعهم، مد من قتل بالمعركة منهم، فكان نعيم بن مقرن أول من قاتل الديلم من المسلمين. وقد قال نعيم في هذه الوقعة:
ولما أتاني أن [موتاً] ورهطه = بني باسل جروا جنود الأعاجمِ
نهضت إليهم بالجنود مسامياً = لأمنع منهم ذمتي بالقواصمِ
فجئنا إليهم بالحديد كأننا = جبال تراءى من فروع القلاسمِ
فلما لقيناهم بها مستفيضة = وقد جعلوا يسمعون فعل المساهمِ
صدمناهم في واج روذ بجمعنا = غداة رميناهم بإحدى العظائمِ
فما صبروا في حومة الموت ساعة = لحد الرماح والسيوف الصوارمِ
كأنهم عند انبثاث جموعهم =جدار تشظى لَبْنُهُ للهادمِ
أصبنا بها [موتاً] ومن لف جمعة = وفيها نهاب قسمه غير عاتمِ
تبعناهم حتى أووا في شعابهم = فنقتلهم قتل الكلاب الجواحمِ
كأنهم في واج روذ وجوه = ضئين أصابتها فروج المخارمِ
قال ابن كثير:
وكان السبب في ذلك أن المسلمين لما فرغوا من نهاوند وما وقع من الحرب المتقدم، فتحوا حلوان وهمذان بعد ذلك. ثم إن أهل همذان نقضوا عهدهم الذي صالحهم عليه القعقاع بن عمرو، فكتب عمر إلى نعيم بن مقرن أن يسير إلى همذان، وأن يجعل على مقدمته أخاه سويد بن مقرن، وعلى مجنبتيه ربعي بن عامر الطائي، ومهلهل بن زيد التميمي.
فسار حتى نزل على ثنية العسل ثم تحدر على همذان، واستولى على بلادها وحاصرها فسألوه الصلح فصالحهم، ودخلها فبينما هو فيها ومعه اثني عشر ألفاً من المسلمين، إذ تكاتف الروم والديلم وأهل الري وأهل أذربيجان، واجتمعوا على حرب نعيم بن مقرن في جمع كثير، فعلى الديلم ملكهم واسمه: موتا، وعلى أهل الري أبو الفَرُّخان، وعلى أذربيجان أسفندياذ أخو رستم.
فخرج إليهم بمن معه من المسلمين حتى التقوا بمكان يقال له: واج الروذ، فاقتتلوا قتالاً شديداً وكانت وقعة عظيمة تعدل نهاوند، ولم تك دونها فقتلوا من المشركين جمعاً كثيراً وجمعاً صغيراً لا يحصون كثرة، وقتل ملك الديلم موتاً وتمزق شملهم، وانهزموا بأجمعهم، مد من قتل بالمعركة منهم، فكان نعيم بن مقرن أول من قاتل الديلم من المسلمين. وقد قال نعيم في هذه الوقعة:
ولما أتاني أن [موتاً] ورهطه = بني باسل جروا جنود الأعاجمِ
نهضت إليهم بالجنود مسامياً = لأمنع منهم ذمتي بالقواصمِ
فجئنا إليهم بالحديد كأننا = جبال تراءى من فروع القلاسمِ
فلما لقيناهم بها مستفيضة = وقد جعلوا يسمعون فعل المساهمِ
صدمناهم في واج روذ بجمعنا = غداة رميناهم بإحدى العظائمِ
فما صبروا في حومة الموت ساعة = لحد الرماح والسيوف الصوارمِ
كأنهم عند انبثاث جموعهم =جدار تشظى لَبْنُهُ للهادمِ
أصبنا بها [موتاً] ومن لف جمعة = وفيها نهاب قسمه غير عاتمِ
تبعناهم حتى أووا في شعابهم = فنقتلهم قتل الكلاب الجواحمِ
كأنهم في واج روذ وجوه = ضئين أصابتها فروج المخارمِ