خلف الروقي
06-Jan-2010, 04:59 PM
خطبة دفاعا عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
للشيخ / مقبل بن حمد المقبل إمام وخطيب جامع الخضير في محافظة رياض الخبراء
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين ، يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ، أحمده تعالى وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الرحيم الغفور ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله البشير النذير والسراج الهادي إلى الحق والنور ، صلى الله عليه وعلى وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم النشور، وسلم تسليما كثيرا ..
أما بعد : فاتقوا الله تعالى عباد الله وأطيعوه ، واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه (واعلموا أن مع الله المتقين )
إخوة الإسلام :
ثمة مفخرة من مفاخر دولتنا المباركة ، وعلم من أعلامها ، رسخت جذوره ، ودافع عنه وثبته ولاة أمرنا في وقت خلت منه بلاد العالم أجمع .. هو صِمَام الأمان لمجتمعنا بعد توفيق الله .. يحمي برجاله المخلصين عقائدنا ، وأعراضنا وعقولنا ، وأموالنا ، ويحجزنا بأمر الله عن كثير من الفتن والمصائب والشرور .. إنه جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الذي يقوم عليه رجال نحسبهم والله حسيبهم من صفوة المجتمع ، ولا يسلبهم هذه الصفة خطأ أفراد غيرُ مقصود أو زلتُهم في قضايا معدودة ..
هذا الجهاز الذي مازالت سهام الحاقدين الباحثين عن الشهوات تصوب نحوه ما بين فينة وأخرى ، يريدون من ذلك فتح منافذ الشر على مصراعيها لتنهار القيم والمبادئ والأخلاق ، ويرتع أرباب الشهوات في مستنقعهم الوحل بلا حسيب ولا رقيب . ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ، ويأبى قادة هذه البلاد المباركة إلا أن تكون لهم وقفة تعصف بأهواء المنافقين من كتاب الصحافة ، وسفهاء الإعلام ، وممثلي الغفلة .. حتى وقف لهم في إحدى حروبهم الفكرية وزير الداخلية حفظه الله وأعلنها مدوية مُخرسة فقال : " إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ستظل قائمة مادام للإسلام قائمة في هذه الأرض " . وقال أيضا "... والهيئة مرفق مهم يجب أن يدعم من كل النواحي ... وأحب أن أقول: إن فيه استهدافا للأسف وحتى من الإعلاميين يتلقطون السلبيات البسيطة وينفخون فيها حتى تكبر حتى يسيئوا للهيئة ... هل يعلم هؤلاء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن من أركان الإسلام يقول تعالى ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) فإذا كنا مسلمين يجب أن نعرف هذا وإذا لم نكن مسلمين فليس هذا وطنا لغير المسلمين " أ.هـ .
عباد الله : إن خيرية هذه الأمة إنما كانت لقيامها بهذه الشعيرة ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) . والعذاب إنما ندفعه عن الأمة بالتزام هذا الواجب المهمل كثيرا من أفراد الناس ، فقيام ثلة بهذا الأمر تقينا عذاب الله ، كما أخبر جل في علاه ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)) . وفي المسند وسنن الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهَون عن المنكر أو ليوشِكنَّ الله أن يبعثَ عليكم عقاباً منه , ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم )).
إخوة الإسلام
إن هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تواجه حربا شعواء من قبل الإعلاميين الحاقدين وخاصة كتاب الصحف الذين ما إن يسمعوا حادثة للهيئة فيها يد إلا وكبروها وحوروها ، وصاغوا أحداثها على أهوائهم ، يهدفون من وراء ذلك إلى تكبيل أيدي هؤلاء الرجال المخلصين لينفتح لهم باب الاختلاط والسفور ، والحرية البغيضة ، وقيادةِ المرأة للسيارة ، وشربِ الخمور والمسكرات بلا خوف ولا قلق .. وإقامة المسرحيات المختلطة ، وفتح دور السينما الهابطة .. وغير ذلك من الأهواء والشهوات التي يغرس الشيطان حبها في نفوس ضعاف الإيمان .
عباد الله : إن لرجال الهيئات دورا عظيما في انخفاض مستوى الجريمة الفكرية والأخلاقية واستقرار الأمن في مجتمعنا ، فإذا قويت الهيئة قلت الجريمة وشاعت الفضيلة وإذا ضعفت الهيئة ـ وهذا ما يسعى إليه عواجيز الصحافة وسفهاء الأحلام ـ كثرت الجريمة وشاعت الرذيلة كما هو شاهد للعيان، ولا ينكر هذا إلا جاهل أو مكابر.
كم من تارك للصلاة أرشدوه ، وكم من مروج للمخدرات قبض عليه رجال الهيئة بحكمتهم وحنكتهم ، وكم من وكر للدعارة كشفوه ، وكم من عصابة تروج للفساد بينوا أمرها ، وكم من دجال وساحر هتكوه ، وكم من مضايقات للمحارم في الأسواق أوصدوا بابها ، وكم من فتاة مغرر بها ستروا عليها وحفظوا عرضها ، وكم من شاب ضال ردوه إلى الحق ، وكم من مصنع للخمور أغلقوه ، والحقائق والأرقام تشهد بكل هذا .
أو يريد منا أقزام الصحف ، وأذناب الليبرالية ، ومتبعو الشهوات بعد هذا أن نرضى بأن يمس هؤلاء الأبطال بسوء ؟ لا وربي إنما نريد أن يُدعموا بالعَدد والعُدد والصلاحيات حتى يظهر أثرهم أكثر جلاء ووضوحا ..
إنها دعوة لكم عباد الله ولكل غيور على دينه وعرضه إلى مناصرة رجال الحسبة ومؤازرتهم بالدعاء لهم , والوقوف في صفهم ، والذب عن أعراضهم ، وتصحيح خطئهم إن وجد , وزيارة مراكزهم ، وتشجيعهم ودعمهم بكل ممكن ومستطاع ، ليظل أسود الهيئة غصة في حنجرة كل خبيث ماجن . ولتظل الفضيلة ضاربة بجذورها في أعماق جزيرة الإسلام وإن كره ذلك أقزام الصحافة وشذاذ الإعلام . إنها دعوة للدعاء لهؤلاء الأبطال أن يسدد الله عملهم ، وأن يعينهم وينصرهم على من عاداهم ، وأن يحفظهم كما حفظوا للمجتمع عقيدته وأمنه وحرمته .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))
أقول ما تسمعون وأستغفر الله ..
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ..
إخوة الإسلام :
إننا عندما ندافع عن الهيئة فإن ذلك لا يعني نزاهتها التامة وعدم وقوع رجالاتها في الخطأ ، نعم هم يقعون في أخطاء ولكنها أقل من أخطاء الأجهزة الأخرى في الدولة والتي تذهب معها أرواح بريئة في أحيان كثيرة ، ثم إن أخطاء الهيئة وعيوبها مغمورة في بحر حسناتها ومصالحها. ثم إن هذه الأخطاء لا تمثل نظام الهيئة وإنما تمثل سلوكيات بعض المنسوبين لها من حصول تهور واستعجال وعدم حكمة . والواجب استصلاح هؤلاء ولا يجوز تحميل الجهاز كاملا هذه الأخطاء . فإذا وقعت هذه الأخطاء فإن طريقة إصلاحها إنما تكون بالمناصحة والمكاتبة لا بالتشهير بها في وسائل الإعلام والمنتديات ، والتهجم عليها أمام العامة فإن ذلك من سبل الإفساد .
عباد الله : إننا إذ نتأمل أولئك الذين يطيرون بأخطاء الهيئات المعدودة فإننا نجدهم على أصناف :
أولهم
صنف متغربون من دعاة اللبرالية لا يؤمنون بالأمر والنهي وينادون بالحرية المطلقة وإذا أُنكر على أحدهم أو نوصح لم يقبل وقال هذا تدخل في الحرية الشخصية، فهؤلاء لا فائدة من الحديث معهم لاختلافنا معهم في الأصول . وترك الأمر والنهي من صفات المنافقين قال تعالى {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ}.
الثاني
صنف ممن لا فكر لهم من أهل الشهوات والمجاهرة بالمحرمات ، فهؤلاء يعادون الهيئة لأنها تقطع عليهم شهواتهم وتفسد برامجهم من السكر والعربدة والعبث ببنات المسلمين ، وهؤلاء يسعون لإفساد العباد والبلاد وقد قال الله فيهم {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً}
الثالث
صنف ممن وقع له قصة مع الهيئة أو موقف شخصي ويعتقد أنه على حق ورجل الهيئة أخطأ في حقه ؛ فبنى على هذا الموقف عداوة عامة لجهاز الهيئة وزين له الشيطان ذلك ، فهذا مخطئ في تصرفه وظالم في حكمه ومخالف للشرع وإنما يجوز له التظلم والمطالبة بحقه من الطرق المشروعة قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
الرابع
صنف من بعض جهلة العوام ممن لا حظ لهم في العلم وتعظيم الشريعة إلا اليسير وبنوا موقفهم تجاه الهيئة على قصص وأخبار دون تثبت وتفهم مع موافقة هوى في نفوسهم ، والواجب على المسلم عدم الالتفات إلى الشائعات ، وإذا بلغه خبر تثبت منه وتحقق في أمره وسلك مسلك العدل والإنصاف مع جميع الأطراف قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. وكثير مما يروى عن الهيئة كذب ملفق ليس له خطام ولا زمام وإذا توجهت إلى ناقله وراويه بالسؤال قال : حدثني الثقة . ثم يتبين لك أن القصة رواتها مجاهيل ، وما ثبت عن أخطائهم قليل لا يقابل محاسنهم.
فلنقف مع الهيئة ورجالها ولنذب عن أعراضهم ، ولنرد على من مسهم بسوء ، فهذا أقل واجب علينا تجاه هؤلاء الرجال الذين نحسبهم والله حسيبهم من الغيورين المخلصين لدينهم ووطنهم ..
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم ..
http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=12727&Itemid=32
للشيخ / مقبل بن حمد المقبل إمام وخطيب جامع الخضير في محافظة رياض الخبراء
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين ، يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ، أحمده تعالى وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الرحيم الغفور ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله البشير النذير والسراج الهادي إلى الحق والنور ، صلى الله عليه وعلى وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم النشور، وسلم تسليما كثيرا ..
أما بعد : فاتقوا الله تعالى عباد الله وأطيعوه ، واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه (واعلموا أن مع الله المتقين )
إخوة الإسلام :
ثمة مفخرة من مفاخر دولتنا المباركة ، وعلم من أعلامها ، رسخت جذوره ، ودافع عنه وثبته ولاة أمرنا في وقت خلت منه بلاد العالم أجمع .. هو صِمَام الأمان لمجتمعنا بعد توفيق الله .. يحمي برجاله المخلصين عقائدنا ، وأعراضنا وعقولنا ، وأموالنا ، ويحجزنا بأمر الله عن كثير من الفتن والمصائب والشرور .. إنه جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الذي يقوم عليه رجال نحسبهم والله حسيبهم من صفوة المجتمع ، ولا يسلبهم هذه الصفة خطأ أفراد غيرُ مقصود أو زلتُهم في قضايا معدودة ..
هذا الجهاز الذي مازالت سهام الحاقدين الباحثين عن الشهوات تصوب نحوه ما بين فينة وأخرى ، يريدون من ذلك فتح منافذ الشر على مصراعيها لتنهار القيم والمبادئ والأخلاق ، ويرتع أرباب الشهوات في مستنقعهم الوحل بلا حسيب ولا رقيب . ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ، ويأبى قادة هذه البلاد المباركة إلا أن تكون لهم وقفة تعصف بأهواء المنافقين من كتاب الصحافة ، وسفهاء الإعلام ، وممثلي الغفلة .. حتى وقف لهم في إحدى حروبهم الفكرية وزير الداخلية حفظه الله وأعلنها مدوية مُخرسة فقال : " إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ستظل قائمة مادام للإسلام قائمة في هذه الأرض " . وقال أيضا "... والهيئة مرفق مهم يجب أن يدعم من كل النواحي ... وأحب أن أقول: إن فيه استهدافا للأسف وحتى من الإعلاميين يتلقطون السلبيات البسيطة وينفخون فيها حتى تكبر حتى يسيئوا للهيئة ... هل يعلم هؤلاء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن من أركان الإسلام يقول تعالى ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) فإذا كنا مسلمين يجب أن نعرف هذا وإذا لم نكن مسلمين فليس هذا وطنا لغير المسلمين " أ.هـ .
عباد الله : إن خيرية هذه الأمة إنما كانت لقيامها بهذه الشعيرة ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) . والعذاب إنما ندفعه عن الأمة بالتزام هذا الواجب المهمل كثيرا من أفراد الناس ، فقيام ثلة بهذا الأمر تقينا عذاب الله ، كما أخبر جل في علاه ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)) . وفي المسند وسنن الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهَون عن المنكر أو ليوشِكنَّ الله أن يبعثَ عليكم عقاباً منه , ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم )).
إخوة الإسلام
إن هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تواجه حربا شعواء من قبل الإعلاميين الحاقدين وخاصة كتاب الصحف الذين ما إن يسمعوا حادثة للهيئة فيها يد إلا وكبروها وحوروها ، وصاغوا أحداثها على أهوائهم ، يهدفون من وراء ذلك إلى تكبيل أيدي هؤلاء الرجال المخلصين لينفتح لهم باب الاختلاط والسفور ، والحرية البغيضة ، وقيادةِ المرأة للسيارة ، وشربِ الخمور والمسكرات بلا خوف ولا قلق .. وإقامة المسرحيات المختلطة ، وفتح دور السينما الهابطة .. وغير ذلك من الأهواء والشهوات التي يغرس الشيطان حبها في نفوس ضعاف الإيمان .
عباد الله : إن لرجال الهيئات دورا عظيما في انخفاض مستوى الجريمة الفكرية والأخلاقية واستقرار الأمن في مجتمعنا ، فإذا قويت الهيئة قلت الجريمة وشاعت الفضيلة وإذا ضعفت الهيئة ـ وهذا ما يسعى إليه عواجيز الصحافة وسفهاء الأحلام ـ كثرت الجريمة وشاعت الرذيلة كما هو شاهد للعيان، ولا ينكر هذا إلا جاهل أو مكابر.
كم من تارك للصلاة أرشدوه ، وكم من مروج للمخدرات قبض عليه رجال الهيئة بحكمتهم وحنكتهم ، وكم من وكر للدعارة كشفوه ، وكم من عصابة تروج للفساد بينوا أمرها ، وكم من دجال وساحر هتكوه ، وكم من مضايقات للمحارم في الأسواق أوصدوا بابها ، وكم من فتاة مغرر بها ستروا عليها وحفظوا عرضها ، وكم من شاب ضال ردوه إلى الحق ، وكم من مصنع للخمور أغلقوه ، والحقائق والأرقام تشهد بكل هذا .
أو يريد منا أقزام الصحف ، وأذناب الليبرالية ، ومتبعو الشهوات بعد هذا أن نرضى بأن يمس هؤلاء الأبطال بسوء ؟ لا وربي إنما نريد أن يُدعموا بالعَدد والعُدد والصلاحيات حتى يظهر أثرهم أكثر جلاء ووضوحا ..
إنها دعوة لكم عباد الله ولكل غيور على دينه وعرضه إلى مناصرة رجال الحسبة ومؤازرتهم بالدعاء لهم , والوقوف في صفهم ، والذب عن أعراضهم ، وتصحيح خطئهم إن وجد , وزيارة مراكزهم ، وتشجيعهم ودعمهم بكل ممكن ومستطاع ، ليظل أسود الهيئة غصة في حنجرة كل خبيث ماجن . ولتظل الفضيلة ضاربة بجذورها في أعماق جزيرة الإسلام وإن كره ذلك أقزام الصحافة وشذاذ الإعلام . إنها دعوة للدعاء لهؤلاء الأبطال أن يسدد الله عملهم ، وأن يعينهم وينصرهم على من عاداهم ، وأن يحفظهم كما حفظوا للمجتمع عقيدته وأمنه وحرمته .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))
أقول ما تسمعون وأستغفر الله ..
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ..
إخوة الإسلام :
إننا عندما ندافع عن الهيئة فإن ذلك لا يعني نزاهتها التامة وعدم وقوع رجالاتها في الخطأ ، نعم هم يقعون في أخطاء ولكنها أقل من أخطاء الأجهزة الأخرى في الدولة والتي تذهب معها أرواح بريئة في أحيان كثيرة ، ثم إن أخطاء الهيئة وعيوبها مغمورة في بحر حسناتها ومصالحها. ثم إن هذه الأخطاء لا تمثل نظام الهيئة وإنما تمثل سلوكيات بعض المنسوبين لها من حصول تهور واستعجال وعدم حكمة . والواجب استصلاح هؤلاء ولا يجوز تحميل الجهاز كاملا هذه الأخطاء . فإذا وقعت هذه الأخطاء فإن طريقة إصلاحها إنما تكون بالمناصحة والمكاتبة لا بالتشهير بها في وسائل الإعلام والمنتديات ، والتهجم عليها أمام العامة فإن ذلك من سبل الإفساد .
عباد الله : إننا إذ نتأمل أولئك الذين يطيرون بأخطاء الهيئات المعدودة فإننا نجدهم على أصناف :
أولهم
صنف متغربون من دعاة اللبرالية لا يؤمنون بالأمر والنهي وينادون بالحرية المطلقة وإذا أُنكر على أحدهم أو نوصح لم يقبل وقال هذا تدخل في الحرية الشخصية، فهؤلاء لا فائدة من الحديث معهم لاختلافنا معهم في الأصول . وترك الأمر والنهي من صفات المنافقين قال تعالى {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ}.
الثاني
صنف ممن لا فكر لهم من أهل الشهوات والمجاهرة بالمحرمات ، فهؤلاء يعادون الهيئة لأنها تقطع عليهم شهواتهم وتفسد برامجهم من السكر والعربدة والعبث ببنات المسلمين ، وهؤلاء يسعون لإفساد العباد والبلاد وقد قال الله فيهم {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً}
الثالث
صنف ممن وقع له قصة مع الهيئة أو موقف شخصي ويعتقد أنه على حق ورجل الهيئة أخطأ في حقه ؛ فبنى على هذا الموقف عداوة عامة لجهاز الهيئة وزين له الشيطان ذلك ، فهذا مخطئ في تصرفه وظالم في حكمه ومخالف للشرع وإنما يجوز له التظلم والمطالبة بحقه من الطرق المشروعة قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
الرابع
صنف من بعض جهلة العوام ممن لا حظ لهم في العلم وتعظيم الشريعة إلا اليسير وبنوا موقفهم تجاه الهيئة على قصص وأخبار دون تثبت وتفهم مع موافقة هوى في نفوسهم ، والواجب على المسلم عدم الالتفات إلى الشائعات ، وإذا بلغه خبر تثبت منه وتحقق في أمره وسلك مسلك العدل والإنصاف مع جميع الأطراف قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. وكثير مما يروى عن الهيئة كذب ملفق ليس له خطام ولا زمام وإذا توجهت إلى ناقله وراويه بالسؤال قال : حدثني الثقة . ثم يتبين لك أن القصة رواتها مجاهيل ، وما ثبت عن أخطائهم قليل لا يقابل محاسنهم.
فلنقف مع الهيئة ورجالها ولنذب عن أعراضهم ، ولنرد على من مسهم بسوء ، فهذا أقل واجب علينا تجاه هؤلاء الرجال الذين نحسبهم والله حسيبهم من الغيورين المخلصين لدينهم ووطنهم ..
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم ..
http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=12727&Itemid=32