أبو الوليد
19-Oct-2004, 12:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله الكريم الذي وطأت اقدامه الشريفة الطاهره ارض بني سعد ونشأ وترعرع فيها وتعلم فيها الفصاحة والشجاعة ومكارم الاخلاق.
من زمن بعيد ونحن نريد أن نرد على محاضرة الدكتور عياد الثبيتي ولكن قلنا ربما ان هذه المحاضره هي حجر صغير وقع في بلاد بني سعد فلا يزيدها الا ثقلا.
ولكن بعد أن اصبحت هذه المحاضرة منبعا سهلا لدعاة التشكيك و استدلالاً لبعض الباحثين ومن في أنفسهم هوى فلا بد من الايضاح وابداء الرأي الاخر وهو ان تكون الذويبات الحالية هي بني ذؤيب أخوال الرسول صلى الله عليه وسلم لشواهد كثيرة لم يتطرق اليها الدكتور ومن يسير على نهجه بل انه اثار الشك في هذه القبيلة التاريخية العريقة النسب والشرف ثم حاول ان يتراجع ولكن بعد أن فات عليه الأوان.
وخير مثال على استغلال تلك الشكوك هو استدلال الاستاذ تركي بن مطلق القداح والاستاذ : راشد بن حمدان الاحيوي حول ما جاء في هذه المحاضره عن سعد بن بكر بن هوازن وقولهما بأن قبائل بني سعد الحالية في جنوب الطائف هي ليست من سعد بن بكربن هوازن ولكنها سعد آخر تنتمي إليه معظم قبائل عتيبة متأثرين بما ورد في هذه المحاضرة وما ورد في مقالات بعض الباحثين الطارئين على علم الآنساب.
ويبدو أن مجلة العرب بقصد أو بغيره تناغم النشر لديه بمثل حملة إعلامية لتكريس مفهوم بني سعد بن بكر بن هوازن ليست جنوب الطائف وذلك بنشر المجلة مواضيع متوالية وتحقيقات لكل من الدكتور عياد الثبيتي والاستاذ : تركي القداح ورحلة للأستاذ أحمد أسد الله حين كان مفتشاً في وزارة المعارف آن ذاك ..
فقد نشرت مجلة العرب في عددها رقم 403 س في 29 رمضان 1414هـ موضوعا مقتضباً عن ديار بني سعد وهو موضوع لا يمثل قبائل وديار بني سعد كلها المترامية الآطراف سواء في الوديان أو السراة والموضوع أصلاً للأستاذ ( أحمد علي أسد الله ) المتوفي عام 1413هـ رحمه الله وهو عبارة عن قصة رحلته في عام 1374هـ حينما كان مفتشا في ادارة التعليم بالطائف وقام بجولة تفتيشية على بعض مدارس بني سعد وذكر المدارس في تلك الفترة في قرية جدارة وفي قرية الدار الحمراء بخديد وقرية لغب وأقول تأكيدا بأنه لم يذكر في رحلته هذه ( قرى الذويبات موضوع المحاضرة ابدا ) لأن رحلته كانت تفتتيشية على المدارس ولم تكن مارة بقرى الذويبات وبقية الثبتة وأيضا ديار النفعة .
ونرى أن خبر هذه الرحلة أتى منقولا عن مجلة المنهل ووضعوه في ( مجلة العرب) خلف محاضرة الدكتور عياد الثبيتي تأييدا لأفكاره حيث لم يرد في الرحلة كما سبق ذكرا ( للذويبات ).
ورغم ان الدكتور الثبيتي ذكر بعض اعلام بني سعد وموروثهم التاريخي القديم الا انه تجاهل قبيلة بني ذؤيب تماما وشكك في موقعها الحالي وتم اضافة موضوع الرحلة التفتيشية مرفقا بها خريطة توضيحية لبني سعد غير واضحة المعالم والخطوط وذلك لايصال مايريد قوله للمتلقي من تشكيك وتلفيق بعض المصادر المتناثرة هنا وهناك .
ونرى ان الاستاذ تركي القداح ورغم زيارته لقبيلة بني ذؤيب في بني سعد كما ذكر في حاشية كتابه وبخط صغير اقول بالرغم من هذه الزيارة الا انه لم يتطرق للمنطقة بشكل تاريخي وجغرافي محايد لا من بعيد ولا من قريب وكأن الأستاذ تركي تفاجأ بما وجد من الشواهد والدلائل التي تتعارض مع توجهه في ما يصبو اليه ، أقول ربما لايكون ذلك صحيحا حيث أنه أظهر نية سليمة ومحبة لهذه القبيلة العريقة باعتبارها أحد فروع قبائل عتيبة ولكنه لم يتطرق لذكر قبيلة الذويبات كقرى وكمسميات حقيقية لا وهمية كما أنه استدل بنصوص قديمة مشكوك في صحة الكثير منها لأسباب كثيرة ولأن أكثر هذه النصوص يشوبه التشابه في المواقع والأسماء وتباعد الأزمنة ويتعارض مع موروث القبيلة القائم بلا شك أو ريب!!
ويبدو ان القداح اكتفى بشرح محاضرة الدكتور واثبات نظرية الاحيوي بكنانية بني سعد ( غريب ) ولم يقم في المقابل بسرد تاريخي لقبائل بني سعد ومسمياتها وتقسيماتها ولم يأخذ من أهل المنطقة ما يؤكد بحثه أو يشهد له بذلك !!
ونعود لما قاله الدكتور عياد الثبيتي في نهاية بحثه الذ ي ذيله بكلمة ( الله اعلم ) : ( ولست أدعي أن مكان رضاعة النبي سلى الله عليه وسلم في هذه المواضع ( السيل – والبهيتا– قرن المنازل ) وان كان ذلك الراجح لقول أمه حليمة ( ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد ) وهذا كاف في بيان خطأ ما تناقله الناس من أن مكانا في جنوب الطائف هو بيت حليمة .
وختم محاضرته بكلمة - والله اعلم – ولا اعتراض على كلمة - الله اعلم - لكن الاعتراض على التنصل من مسئولية ما يقول ظنا منه ان ذلك كافيا ، ولو كان يريد قول الحقيقة لذكر اسماء الأماكن الموجودة في بلاد بني سعد ( قرى الذويبات ) واسم الفخذ الذي يحمل اسم حليمة رضي الله عنها .، ولو كان يريد ان يوصل معلومة سليمة وصحيحة للمتلقي لذكر القرية القديمة التي تسمى باسم ( شيمة ) أو شمة الى الان موجودة ولذكر قرية الشوحطة والتي يوجد بها مسجد السيدة حليمة رضي الله عنها ( يذكرها من باب الأمانه العلمية ) وبعدها يقول الله اعلم .
ألم يعلم أو يعرف الدكتور ؟ بأن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد انتصاره في غزوة حنين ورده لسبايا هوازن أرسل في طلب ( مالك بن عوف النصري ) فارس هوازن وملكها حينذاك ونصبه على قومه كما ذكر في البداية والنهاية ( قرب ليّه ) وهذه كانت من مواقع هوازن قديما وحاليا يخالطهم بعض الاشراف من الشنابرة والفروع .
ورد في البداية والنهاية الجزء الرابع ما نصه :
قال: واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي قائد وفارس هوازن -- مالك بن عوف النصري ) على من أسلم من قومه، فكان يقاتل بهم ثقيفاً لا يخرج لهم سرج إلا أغار عليه حتى ضيق عليهم. (ج/ص: 4/ 415)
ومن هنا نستدل على ان فارس هوازن يوم حنين قدم مع قومه من جنوب الطائف حيث لاتزال ثمالة ووقدان ومعظم قبائل هوازن من بني سعد وبني نصر لاتزال جنوب الطائف.
أقول واؤكد لاتزال قبائل وقدان من بني سعد بن بكر بن هوازن وثمالة من بني نصر وبني ذؤيب من سعد بن بكر بن هوازن
موجودة في ديارها منذ ذلك التاريخ ولا ينكر ذلك الا مخطيء ولا يبحث عن الحقيقة. ( هذا مثال لبعض القبائل فقط )
كما أنني أورد لكم من كتاب تاريخ الطائف وهو كتاب قيم جدا ويستحق حقيقة الثناء والتقدير وهو من تأليف ( مناحي ضاوي حمود القثامي ) ويذكر فيه ما يؤكد أن هوازن في جنوب الطائف من العصر الجاهلي وأورد بعض الاودية ومنها :
وادي نخب ويسكن هذا الوادي الان قبيلة وقدان التي تنسب الى بني سعد من ( عتيبة ) حاليا ومن ( هوازن ) قديما وفيه وقعت معركة كبيرة بين بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومعهم بني سعد وبين قبيلة ثقيف وأحلافها من القبائل الاخرى هزمت فيها ثقيف وأحلافها من قبل بني نصر وهي من ديار بني نصر بن معاوية قديما .
وادي لية : كان أعلاه لثقيف وأسفله لبني نصر أبناء عمومة جشم ( وبني سعد ) ويستطرد الكاتب ويقول كان يسكنه قديما بني نصر وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم مالك بن عوف النصري قائد المشركين في حنين عندما أسلم أميرا على هذه المنطقة .
ونحن نعرف ان بني سعد بن بكر بن هوازن تمتد جنوبا من وادي نخب ( وقدان ) ومختلطة في الديار مع ثمالة والفعور وبني عوف وتصل الى الملعب والى غرابه والى جدارة والى ربيع والزود والى الذويبات والى اقصى قرى بني سعد ( خديد والسيايل من البطنين ) ولغب والدهامين من ( الثبتة ) .
لذا نقول ونكرر لو ان الدكتور عياد الثبيتي أراد الحقيقة لسأل جماعته أهل المنطقة ولربما وجد عندهم مايجعله يضع احتمالا واحدا على الاقل لا أن يطرح الشك فقط ليرمي بكل تراث الذويبات اخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكان مجهول بدو ن دليل قاطع سوى اقوال مؤرخين لايعرفون المنطقة ولكنهم يعتمدون على اقوال الرواة ومن يجدونه بجوار الحرم في رحلاتهم الموسمية دون ادراك أو تصور كامل.
ولو كان الدكتور عياد الثبيتي يريد الحقيقة ويرغب فيها فعلا لأورد قصة قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم الى الحديبية . عندما أراد مهاجمة مكة المكرمة وفتحها في حوالي 1400 من اصحابه وكيف ان قريش ارسلت الرسل والوجاهات للرسول لعدوله عن مهاجمة مكة المكرمة ومن ثم عقد الصلح مع قريش’ ولو ان بني سعد بن بكر بن هوازن في تلك النواحي لظهر لهم تأثير كبير في هذه الحادثة سواء مع قريش أو ضدها فهم القبيلة العريقة كثيرة العدد والفرسان ومن فرسانهم المعدودين بجاد السعدي زوج الشيماء ولكن الذي ظهر في هذه الحادثه هي قبائل خزاعة وبكر كنانة وقبائل من هذيل وغيرهم اما سعد بن بكر بن هوازن فانهم بعيد جدا وبشكل اخر فان هوازن بعيدة عن شمنصير والحديبية فهي مع اميرها وفارسها ( مالك بن عوف النصري ) جنوب الطائف.
أسئلة كثيرة تدور في هذا الموضوع ولكنها لاتدور في فكر الدكتور عياد الثبيتي والاستاذ تركي القداح ومن يمشي في ركابهما لأن القوم لا يتخيلون أن هناك منزلا لحليمة السعدية بل أنهم لايترحمون أو يترضّون على ذريتها وعلى من أسلم من قومها مثل الشيماء أخت النبي عليه الصلاة والسلام رضي الله عنها ، بل بلغ بهم أنهم يستهزؤون بمن ينسب نفسه ( لحليمة ) .
وكما تعلمون فإن التخيلات والأهواء الشخصية ليس لها مقام في تأصيل الأنساب ولكن الشواهد هي من يحدد ذلك ، وأكبر شاهد على ذلك هو وجود ( بنو ذؤيب ) في وادي الشوحطة ووجود قرية الشمة والموروث الذي توارثوه جيلاً بعد جيل ، ووادي الذويبات لا يبعد عن مكة كثيرا فهو لا يتجاوز 160 كيلو متراً .
وهناك شواهد كثيرة ، وأدلة قاطعة لا تقبل الشك ومنها ما ورد في البداية والنهاية لابن كثير :
أن ( مالك بن عوف النصري ) ملك هوازن وقائدها في حنين استعمله الرسول صلى الله عليه وسلم بعد اسلامه على قومه جنوب الطائف وقومه هم ( هوازن ).
أبعد هذا الدليل اجتهاد للرأي أو تشكيك في الأمر.
وكيف نؤمن بمصادر متناقضة وضعيفة ونتجاوز خبر صريح عن صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائد هوازن ومليكها.
هذه التساؤلات مشروعة لأهل الفطرة السليمة .. أما المشككين واصحاب الاهواء والذين لازالوا يبحثون في المصادر والمراجع المغلوطة ويتجنبون التراث الواضح الصريح .إنما يسيئون لتاريخ قبيلتهم ولأنفسهم.
والسلام .
والصلاة والسلام على رسول الله الكريم الذي وطأت اقدامه الشريفة الطاهره ارض بني سعد ونشأ وترعرع فيها وتعلم فيها الفصاحة والشجاعة ومكارم الاخلاق.
من زمن بعيد ونحن نريد أن نرد على محاضرة الدكتور عياد الثبيتي ولكن قلنا ربما ان هذه المحاضره هي حجر صغير وقع في بلاد بني سعد فلا يزيدها الا ثقلا.
ولكن بعد أن اصبحت هذه المحاضرة منبعا سهلا لدعاة التشكيك و استدلالاً لبعض الباحثين ومن في أنفسهم هوى فلا بد من الايضاح وابداء الرأي الاخر وهو ان تكون الذويبات الحالية هي بني ذؤيب أخوال الرسول صلى الله عليه وسلم لشواهد كثيرة لم يتطرق اليها الدكتور ومن يسير على نهجه بل انه اثار الشك في هذه القبيلة التاريخية العريقة النسب والشرف ثم حاول ان يتراجع ولكن بعد أن فات عليه الأوان.
وخير مثال على استغلال تلك الشكوك هو استدلال الاستاذ تركي بن مطلق القداح والاستاذ : راشد بن حمدان الاحيوي حول ما جاء في هذه المحاضره عن سعد بن بكر بن هوازن وقولهما بأن قبائل بني سعد الحالية في جنوب الطائف هي ليست من سعد بن بكربن هوازن ولكنها سعد آخر تنتمي إليه معظم قبائل عتيبة متأثرين بما ورد في هذه المحاضرة وما ورد في مقالات بعض الباحثين الطارئين على علم الآنساب.
ويبدو أن مجلة العرب بقصد أو بغيره تناغم النشر لديه بمثل حملة إعلامية لتكريس مفهوم بني سعد بن بكر بن هوازن ليست جنوب الطائف وذلك بنشر المجلة مواضيع متوالية وتحقيقات لكل من الدكتور عياد الثبيتي والاستاذ : تركي القداح ورحلة للأستاذ أحمد أسد الله حين كان مفتشاً في وزارة المعارف آن ذاك ..
فقد نشرت مجلة العرب في عددها رقم 403 س في 29 رمضان 1414هـ موضوعا مقتضباً عن ديار بني سعد وهو موضوع لا يمثل قبائل وديار بني سعد كلها المترامية الآطراف سواء في الوديان أو السراة والموضوع أصلاً للأستاذ ( أحمد علي أسد الله ) المتوفي عام 1413هـ رحمه الله وهو عبارة عن قصة رحلته في عام 1374هـ حينما كان مفتشا في ادارة التعليم بالطائف وقام بجولة تفتيشية على بعض مدارس بني سعد وذكر المدارس في تلك الفترة في قرية جدارة وفي قرية الدار الحمراء بخديد وقرية لغب وأقول تأكيدا بأنه لم يذكر في رحلته هذه ( قرى الذويبات موضوع المحاضرة ابدا ) لأن رحلته كانت تفتتيشية على المدارس ولم تكن مارة بقرى الذويبات وبقية الثبتة وأيضا ديار النفعة .
ونرى أن خبر هذه الرحلة أتى منقولا عن مجلة المنهل ووضعوه في ( مجلة العرب) خلف محاضرة الدكتور عياد الثبيتي تأييدا لأفكاره حيث لم يرد في الرحلة كما سبق ذكرا ( للذويبات ).
ورغم ان الدكتور الثبيتي ذكر بعض اعلام بني سعد وموروثهم التاريخي القديم الا انه تجاهل قبيلة بني ذؤيب تماما وشكك في موقعها الحالي وتم اضافة موضوع الرحلة التفتيشية مرفقا بها خريطة توضيحية لبني سعد غير واضحة المعالم والخطوط وذلك لايصال مايريد قوله للمتلقي من تشكيك وتلفيق بعض المصادر المتناثرة هنا وهناك .
ونرى ان الاستاذ تركي القداح ورغم زيارته لقبيلة بني ذؤيب في بني سعد كما ذكر في حاشية كتابه وبخط صغير اقول بالرغم من هذه الزيارة الا انه لم يتطرق للمنطقة بشكل تاريخي وجغرافي محايد لا من بعيد ولا من قريب وكأن الأستاذ تركي تفاجأ بما وجد من الشواهد والدلائل التي تتعارض مع توجهه في ما يصبو اليه ، أقول ربما لايكون ذلك صحيحا حيث أنه أظهر نية سليمة ومحبة لهذه القبيلة العريقة باعتبارها أحد فروع قبائل عتيبة ولكنه لم يتطرق لذكر قبيلة الذويبات كقرى وكمسميات حقيقية لا وهمية كما أنه استدل بنصوص قديمة مشكوك في صحة الكثير منها لأسباب كثيرة ولأن أكثر هذه النصوص يشوبه التشابه في المواقع والأسماء وتباعد الأزمنة ويتعارض مع موروث القبيلة القائم بلا شك أو ريب!!
ويبدو ان القداح اكتفى بشرح محاضرة الدكتور واثبات نظرية الاحيوي بكنانية بني سعد ( غريب ) ولم يقم في المقابل بسرد تاريخي لقبائل بني سعد ومسمياتها وتقسيماتها ولم يأخذ من أهل المنطقة ما يؤكد بحثه أو يشهد له بذلك !!
ونعود لما قاله الدكتور عياد الثبيتي في نهاية بحثه الذ ي ذيله بكلمة ( الله اعلم ) : ( ولست أدعي أن مكان رضاعة النبي سلى الله عليه وسلم في هذه المواضع ( السيل – والبهيتا– قرن المنازل ) وان كان ذلك الراجح لقول أمه حليمة ( ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد ) وهذا كاف في بيان خطأ ما تناقله الناس من أن مكانا في جنوب الطائف هو بيت حليمة .
وختم محاضرته بكلمة - والله اعلم – ولا اعتراض على كلمة - الله اعلم - لكن الاعتراض على التنصل من مسئولية ما يقول ظنا منه ان ذلك كافيا ، ولو كان يريد قول الحقيقة لذكر اسماء الأماكن الموجودة في بلاد بني سعد ( قرى الذويبات ) واسم الفخذ الذي يحمل اسم حليمة رضي الله عنها .، ولو كان يريد ان يوصل معلومة سليمة وصحيحة للمتلقي لذكر القرية القديمة التي تسمى باسم ( شيمة ) أو شمة الى الان موجودة ولذكر قرية الشوحطة والتي يوجد بها مسجد السيدة حليمة رضي الله عنها ( يذكرها من باب الأمانه العلمية ) وبعدها يقول الله اعلم .
ألم يعلم أو يعرف الدكتور ؟ بأن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد انتصاره في غزوة حنين ورده لسبايا هوازن أرسل في طلب ( مالك بن عوف النصري ) فارس هوازن وملكها حينذاك ونصبه على قومه كما ذكر في البداية والنهاية ( قرب ليّه ) وهذه كانت من مواقع هوازن قديما وحاليا يخالطهم بعض الاشراف من الشنابرة والفروع .
ورد في البداية والنهاية الجزء الرابع ما نصه :
قال: واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي قائد وفارس هوازن -- مالك بن عوف النصري ) على من أسلم من قومه، فكان يقاتل بهم ثقيفاً لا يخرج لهم سرج إلا أغار عليه حتى ضيق عليهم. (ج/ص: 4/ 415)
ومن هنا نستدل على ان فارس هوازن يوم حنين قدم مع قومه من جنوب الطائف حيث لاتزال ثمالة ووقدان ومعظم قبائل هوازن من بني سعد وبني نصر لاتزال جنوب الطائف.
أقول واؤكد لاتزال قبائل وقدان من بني سعد بن بكر بن هوازن وثمالة من بني نصر وبني ذؤيب من سعد بن بكر بن هوازن
موجودة في ديارها منذ ذلك التاريخ ولا ينكر ذلك الا مخطيء ولا يبحث عن الحقيقة. ( هذا مثال لبعض القبائل فقط )
كما أنني أورد لكم من كتاب تاريخ الطائف وهو كتاب قيم جدا ويستحق حقيقة الثناء والتقدير وهو من تأليف ( مناحي ضاوي حمود القثامي ) ويذكر فيه ما يؤكد أن هوازن في جنوب الطائف من العصر الجاهلي وأورد بعض الاودية ومنها :
وادي نخب ويسكن هذا الوادي الان قبيلة وقدان التي تنسب الى بني سعد من ( عتيبة ) حاليا ومن ( هوازن ) قديما وفيه وقعت معركة كبيرة بين بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومعهم بني سعد وبين قبيلة ثقيف وأحلافها من القبائل الاخرى هزمت فيها ثقيف وأحلافها من قبل بني نصر وهي من ديار بني نصر بن معاوية قديما .
وادي لية : كان أعلاه لثقيف وأسفله لبني نصر أبناء عمومة جشم ( وبني سعد ) ويستطرد الكاتب ويقول كان يسكنه قديما بني نصر وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم مالك بن عوف النصري قائد المشركين في حنين عندما أسلم أميرا على هذه المنطقة .
ونحن نعرف ان بني سعد بن بكر بن هوازن تمتد جنوبا من وادي نخب ( وقدان ) ومختلطة في الديار مع ثمالة والفعور وبني عوف وتصل الى الملعب والى غرابه والى جدارة والى ربيع والزود والى الذويبات والى اقصى قرى بني سعد ( خديد والسيايل من البطنين ) ولغب والدهامين من ( الثبتة ) .
لذا نقول ونكرر لو ان الدكتور عياد الثبيتي أراد الحقيقة لسأل جماعته أهل المنطقة ولربما وجد عندهم مايجعله يضع احتمالا واحدا على الاقل لا أن يطرح الشك فقط ليرمي بكل تراث الذويبات اخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكان مجهول بدو ن دليل قاطع سوى اقوال مؤرخين لايعرفون المنطقة ولكنهم يعتمدون على اقوال الرواة ومن يجدونه بجوار الحرم في رحلاتهم الموسمية دون ادراك أو تصور كامل.
ولو كان الدكتور عياد الثبيتي يريد الحقيقة ويرغب فيها فعلا لأورد قصة قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم الى الحديبية . عندما أراد مهاجمة مكة المكرمة وفتحها في حوالي 1400 من اصحابه وكيف ان قريش ارسلت الرسل والوجاهات للرسول لعدوله عن مهاجمة مكة المكرمة ومن ثم عقد الصلح مع قريش’ ولو ان بني سعد بن بكر بن هوازن في تلك النواحي لظهر لهم تأثير كبير في هذه الحادثة سواء مع قريش أو ضدها فهم القبيلة العريقة كثيرة العدد والفرسان ومن فرسانهم المعدودين بجاد السعدي زوج الشيماء ولكن الذي ظهر في هذه الحادثه هي قبائل خزاعة وبكر كنانة وقبائل من هذيل وغيرهم اما سعد بن بكر بن هوازن فانهم بعيد جدا وبشكل اخر فان هوازن بعيدة عن شمنصير والحديبية فهي مع اميرها وفارسها ( مالك بن عوف النصري ) جنوب الطائف.
أسئلة كثيرة تدور في هذا الموضوع ولكنها لاتدور في فكر الدكتور عياد الثبيتي والاستاذ تركي القداح ومن يمشي في ركابهما لأن القوم لا يتخيلون أن هناك منزلا لحليمة السعدية بل أنهم لايترحمون أو يترضّون على ذريتها وعلى من أسلم من قومها مثل الشيماء أخت النبي عليه الصلاة والسلام رضي الله عنها ، بل بلغ بهم أنهم يستهزؤون بمن ينسب نفسه ( لحليمة ) .
وكما تعلمون فإن التخيلات والأهواء الشخصية ليس لها مقام في تأصيل الأنساب ولكن الشواهد هي من يحدد ذلك ، وأكبر شاهد على ذلك هو وجود ( بنو ذؤيب ) في وادي الشوحطة ووجود قرية الشمة والموروث الذي توارثوه جيلاً بعد جيل ، ووادي الذويبات لا يبعد عن مكة كثيرا فهو لا يتجاوز 160 كيلو متراً .
وهناك شواهد كثيرة ، وأدلة قاطعة لا تقبل الشك ومنها ما ورد في البداية والنهاية لابن كثير :
أن ( مالك بن عوف النصري ) ملك هوازن وقائدها في حنين استعمله الرسول صلى الله عليه وسلم بعد اسلامه على قومه جنوب الطائف وقومه هم ( هوازن ).
أبعد هذا الدليل اجتهاد للرأي أو تشكيك في الأمر.
وكيف نؤمن بمصادر متناقضة وضعيفة ونتجاوز خبر صريح عن صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائد هوازن ومليكها.
هذه التساؤلات مشروعة لأهل الفطرة السليمة .. أما المشككين واصحاب الاهواء والذين لازالوا يبحثون في المصادر والمراجع المغلوطة ويتجنبون التراث الواضح الصريح .إنما يسيئون لتاريخ قبيلتهم ولأنفسهم.
والسلام .